الفلسفة وعلم الاجتماع > علم الاجتماع
تحقير يتقصد النساء: لماذا تُشتم الأمهات والأخوات؟!
انقضى موسم آخر من المسلسلات الرمضانية معززًا صورًا نمطية اجتماعية تحتقر النساء وتوجه لهن حصيلة من الشتائم الجديدة المُضافة إلى شتائم شائعة في المجتمع تحمل معظمها سمةً غريبةً في كونها جنسية وموجهة لإهانة النساء والقريبات منهن تحديدًا، فهل تندرج الشتيمة أيضًا في إطار التمييز الجنسي؟ وهل ترتبط بالعنف ضد النساء؟
في مجتمع قائم على النظام الأبوي، يمارس الذكور وصايةً على النساء من خلال فرض السلطة عليهن وتحجيم أدوارهن وعدَّهن تابعًا للرجل، وإخضاعهن لرغبات الزوج -صاحب القرار في العائلة- وتكليفهن بمهمات متكررة مثل الطبخ والتنظيف، والنظر إليهن بوصفهن أشياءَ جنسيةً قابلةً للاستخدام (1).
وينعكس التمييز الجنسي على اللغة في المجتمع الأبوي؛ إذ تقلل اللغة فيه من قيمة النساء وتخاطبهن بصيغة المذكر، وتؤدي اللغة في الإعلام دورًا في حصر قيمة النساء بمظهرهن، فيظهر الرجال فيها بمظهر القوة والعنف، في حين تظهر النساء بمظهر الجسد اللائق والأدوار الثانوية في المجتمع (1).
وفي إطار التمييز الجنسي، تظهر الإساءة الجنسية الموجهة نحو إهانة الفرد بناءً على انتمائه إلى الجندر (النوع الاجتماعي)، أو وفقًا لميله الجنسي، ما يرسّخ مواقف مهينة وعدائية ومُسيئة تجاه فئة جنسية أُخرى في محاولة لفرض القوة والسيطرة عليها (3,2).
وتنقسم الإساءات الجنسية إلى إساءات مُهينة قائمة على معاداة الجنس الآخر لمُجرد انتمائه إليها مثل النكات الجنسية المهينة عن المرأة، والتعليقات التي تقلل من قدرات النساء كالذكاء والقيادة، وإساءات تشيِّئ أجسامهن بوصفها أدواتٍ للخدمة والإنجاب، معززة بذلك تحيزًا جنسيًّا وصورًا نمطية مهينة تربط قيمة المرأة بممارستها للجنس (4,5).
وتستهدف معظم الشتائم الجنسية واللفظية النساء في حريتهن الجنسية وانفتاحهن على العلاقات الجنسية، ما يحفز شعورًا بالقرف تجاههن، أو تكون موجهة نحو جاذبيتهن الجنسية ومظهر أجسادهن، ما يعزز الاعتقاد بخضوعهن للرغبات الجنسية للرجل (4).
وتحرض الشتائم الجنسية الذكور على الاستجابة العنيفة لها؛ نظرًا إلى ارتباطها بالذكورية والشرف، وغالبًا ما ترتبط معتقدات الشرف (Honor Beliefs) بانخراط الرجال في سلوكيات عنيفة ضد النساء مثل العنف المنزلي والاغتصاب (7,6).
وأخيرًا؛ تشكل الشتائم الجنسية نوعًا من خطاب كراهية يحاول تطبيع خضوع ضحاياه من خلال إعادة هيكلة هوياتهم الاجتماعية لتكون خاضعة بلا حول ولا قوة (8).
فإذا كان شتم النساء جنسيًّا يصب في إطار تعنيفهن وكراهيتهن، إذًا متى نتوقف عنه؟
المصادر:
2. Ritchie K. Social Identity, Indexicality, and the Appropriation of Slurs. Croatian Journal of Philosophy. 2017;17(2):155–80. Available from: هنا
3. Croom AM. Slurs. Language Sciences. 2011;33(3):343–58. Available from: هنا
4. Fasoli F, Carnaghi A, Paladino MP. Social acceptability of sexist derogatory and sexist objectifying slurs across contexts. Language Sciences. 2015;52:98–107. Available from: هنا
5. National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine. Sexual harassment of women: Climate, culture, and consequences in academic sciences, engineering, and Medicine. Washington: National Academies Press; 2018. p. 23-50. Available from: هنا
6. Saucier DA, Till DF, Miller SS, O'Dea CJ, Andres E. Slurs against masculinity: Masculine honor beliefs and men's reactions to slurs. Language Sciences. 2015;52:108–20. Available from: هنا
7. Brown RP, Baughman K, Carvallo M. Culture, masculine honor, and violence toward women. Personality and Social Psychology Bulletin. 2017;44(4):538–49. Available from: هنا
8. Popa-Wyatt M. Slurs, pejoratives, and hate speech [Internet]. Oxford Bibliographies - Oxford University Press; 2020 [cited 2023Apr24]. Available from: هنا