كيف ستكون الحياة لو كان للأرض قمران؟ وهل حدث هذا من قبل؟

ماذا لو نظرت إلى السماء فوجدت قمرَين بدلًا من قمر واحد؟ كيف ستكون حركة أمواج المحيطات وسطوع الليالي؟

إذا كنت تعتقد أن هذا خيال علمي ففي الحقيقة يقول العلماء أن قمرنا الحالي لم يكن وحيدًا كما هو الحال عليه الآن، فقد كان للأرض قمران يدوران حول كوكبنا قبل أن يصطدم الأول بالثاني تاركًا أثره الواضح في جانب القمر البعيد (الذي لا يواجه الأرض)، ذلك أن تضاريس جانب القمر البعيد مختلفة اختلافًا كبيرًا عن جانبه الآخر (الذي يواجه الأرض) بجباله المرتفعة وقشرته السميكة الصلبة التي ترتفع عشرات الأميال والتي تشكلت من رفات صديقنا القديم. وهذا ما أكدته المركبة السوفيتية "لونا" عام ١٩٥٩ بعد أن التقطت صورًا تكشف لنا الجانب المخفي من القمر (1,2). 

لكن ماذا لو لم تنتهِ قصة قمرنا الصغير بهذه النهاية المأساوية واستطاع الصمود بمداره حول الأرض؛ إذًا كيف سيكون شكل الحياة على الأرض؟ 

في الواقع، يمكن أن نتخيل فوضى عارمةً تزداد فيها الجاذبية مسببةً موجات تسونامي هائلة وزلازلَ وزيادة النشاط البركاني، وسيؤدي الرماد والمواد الكيميائية الناتجة إلى انقراض جماعي على الأرض. 

إن الضوء المشترك من القمرين من شأنه أن يجعل الليالي أكثرَ سطوعًا، ومدارا القمران المختلفان سيجعلان الأرض تحظى بليالٍ مظلمة أقل ومن ثم ستظهر أنواع مختلفة من الكائنات الليلية. سيكون للصيادين الليليين فرصةٌ أسهل لرؤية فرائسهم، لكن الفريسة ستطور آلياتِ تمويه أفضل، وسيتعين على البشر التكيفُ مع تحديات هذه الأرض ذات القمرين.

سيجعل المدُّ والجزر المرتفعان العيشَ على الساحل أمرًا شبه مستحيل، وسيُقاس الفرق بين المد والجزر بآلاف الأقدام؛ ومن ثم ستكون المساحة الصالحة للسكن على الأرض أصغر بكثير، وسيكون قياس الوقت مختلفًا أيضًا، كذلك سيكون من الضروري تطوير نظام لحساب حركة القمرين (3,4). 

رُبَّ ضارةٍ نافعة.. خسرنا القمر وربحنا الحياة!

المصادر: