الطب > مقالات طبية
فرط التّعرق مشكلة كثيرين، فهل من علاج؟
فرط التعرّق Hyperhidrosis:
هو زيادة في نشاط الغدد العرقيّة في الجسم، مما يتسبَّ بالتّعرق كثيراً في الأوقات والأماكن التي لا يتعرّق فيها الآخرون، ممّا يَخلق للمريض الإزعاج والإحراج، ولهذا السّبب لا يطلب كثيرٌ من المرضى المساعدة أبداً (1).
لفرط التعرّق نوعان:
- نوعٌ موضّع في بعض أماكن الجسم كالإبطين أو اليدين أو القدمين أوالرّأس، يميل للبدء بأعمار صغيرة (قبل 25 سنة)، ولا يوجد سبب مرضي له ولكن بإمكانه الانتقال إلى الفرد وراثياً من أحد أفراد عائلته. يتحرّض بروائح وأطعمة معيّنة أو عند التوتّر والقلق والشعور بالحرّ وهو لا يحدث أثناء النّوم، يُطلق عليه فرط التعرّق الأساسي.
- نوعٌ مُعمّم في كامل الجسم تالٍ لمشكلة طبيّة معيّنة (مثل داء السكري، وباركنسون، وأمراض الغدة الدرقية) أو مترافق مع سن الضهي عند السيّدات أو تالٍ لتناول بعض الأدوية والمكمّلات الغذائية كالزنك، وهو أميَل للحدوث عند البالغين مع إمكانيّة حدوثه أثناء النّوم، وهذا النّوع يسمى فرط التعرّق الثانوي (1,2).
فرط التّعرق بالنسبة لكثيرين هو مشكلة تتعارض مع أنشطة الحياة اليومية، كصعوبة إمساك القلم أو تبليل الأوراق والأجهزة الإلكترونية أو ترك أثر على الملابس، ممّا يؤثّر نفسيّاً في الشخص ويسبّب له الإحراج والقلق.
وفي حال أُهمِل علاج هذه المشكلة فمن المحتمل تطوّر مضاعفات جلدية مهمّة كالالتهابات المتكررّة والتهيج الجلدي والحكّة (2).
أمّا بالنسبة إلى موضوع الرّائحة فالعرق بحدّ ذاته عديم الرائحة، لكن يمكن أن يتسبّب في ظهور رائحة مزعجة عند حدوث الالتهابات وتفاعل البكتيريا الموجودة على الجلد مع قطرات العرق (1).
من الصّعب تحديد عدد الأشخاص الذين يعانون التعرّق المفرط بدقّة لأنَّ كثيرين لا يرون طبيباً، بعضهم لشعورهم بالحرج الشديد وبعضهم الآخر لعدم إدراكهم أن هذه حالة طبية يمكن علاجها (3).
يستطيع طبيب الجلدية أن يساعد المريض على السيطرة على التعرّق المفرط، ولكن قبل بدء العلاج من المهم نفي الأسباب المرضيّة لفرط التعرق عن طريق الفحص السريري والمخبري (4).
يعتمد العلاج على نوع فرط التعرّق ومكان الإصابة والحالة الصحيّة العامّة للمريض، ومن أشيع هذه العلاجات:
- مضادات التعرّق الحاوية على كلوريد الألمنيوم:
وهي الخيار العلاجي الأوّل الذي يوصي به طبيب الجلدية، كون كلفتها مقبولة وفعاليتها جيّدة واستخدامها سهل وآثارها الجانبية قليلة، وهي تُوضع على بشرة جافة قبل النوم وتُغسل عند الاستيقاظ، وبمجرد البدء برؤية النتائج يُخفّف استخدامها تدريجياً (4,5).
- المناديل المُبَلَّلة بمادة جليكوبيرونيوم توسيلات:
تُعطى بموجب وصفة طبيّة، وهي تَصلُح للاستخدام على اليدين والقدمين وتحت الإبط (5).
- مثبّطات عصبية فموية:
تُعطى بموجب وصفة طبيب في الحالات الشديدة من فرط التعرق عندما تفشل العلاجات الأخرى، وتعمل على تثبيط عمل الغدد العرقية في كامل الجسم، وقد أثبتت فعاليتها لدى بعض المرضى لكنّها ذات آثار جانبية مهمّة (5,6).
- مضادات الاكتئاب:
يمكن لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب أن تقلّل التعرق أيضاً (5).
- الرّحلان الشاردي:
جهاز طبّي منزلي يعتمد على إرسال تيار كهربائي منخفض الجهد عبر الماء يُؤّثر في تعصيب الغدد العرقية، أُثبِتَت فائدته لدى كثيرين، ولكن من سلبيّاته أنّ العلاج يحتاج إلى عدّة جلسات ممّا قد يستغرق وقتاً طويلاً، إضافةً إلى إمكانيّة استخدامه فقط على اليدين والقدمين (4,5).
- جهاز طبي يدوي يُدَمِّر الغدد العرقية:
من العلاجات الحديثة التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA؛ تُجرى بيد طبيب الجلدية وتعتمد بعملها على طاقة كهرومغناطيسية، وهي تُستخدم في حالة فرط التعرق الإبطي فقط لأنّ منطقة الإبط لديها من الدهون ما يكفي لحماية نفسها بعكس اليدين والقدمين، ولكن ليس هنالك ما يكفي من المعلومات فيما يخصّ هذا العلاج وخاصّةً مدى استمراريّة نتائجه وآثاره الجانبية على المدى البعيد (4).
- حقن ذيفان البوتولينيوم (البوتوكس):
يُعدّ علاجاً من الخطّ الأوّل أو الثاني لفرط التعرّق سواء الإبطي أو الراحي أو الأخمصي أو القحفي الوجهي (6).
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على البوتوكس بوصفه أحد الخيارات العلاجية الفعّالة، لا يشعر معظم الناس بألم شديد أثناء الإجراء نتيجة التخدير المُسبق، ولكن تحتاج منطقة الإصابة عدّة حُقَن وقد يستغرق الأمر بضعة أيام لملاحظة النتائج، وللمحافظة على النتيجة تقتضي الحاجة تكرار الجلسة كل ستّة أشهر تقريباً، علماً أنَّ هذا الإجراء يترافق مع بعض الآثار الجانبية المحتملة (4,5).
- الجراحة:
يمكن التفكير بالجراحة عند فشل العلاجات الأخرى، وهي ذات نتائج مُرضية ولكن تترافق مع احتماليّة أكبر لحدوث الأعراض الجانبية، ومن الطرائق الجراحية المستخدمة:
عملية استئصال الغدد العرقية، وهي تُستخدم في حالة فرط التعرّق الإبطي ويمكن إجراؤها في عيادة الطبيب تحت تخدير موضعي.
عملية قطع أو بضع العصب الودّي المسؤول عن تعصيب الغدد العرقية، وهي تُستخدم في حالة فرط تعرّق اليدين، وهي أكثر تعقيداً وتُجرى حصراً في غرفة العمليات، ومن أهم آثارها الجانبية التعرق الشديد الدائم في مناطق أخرى من الجسم أو ما يسمى بالتعرق التعويضي (4,5).
إضافةً إلى ما ذُكِر أعلاه من أساليب علاجيّة، هناك بعض النصائح التي تُساعد على التحكّم بالتعرق ورائحة الجسم في حال أُضيفت إلى روتين الحياة اليومي وهي:
- استخدام مضادات التعرق التي تحتوي على كلوريد الألومنيوم بتركيز 6-20٪؛ تُوضع على بشرة جافة قبل النوم وتغسل عند الاستيقاظ.
- اختيار أحذية مصنوعة من مواد طبيعية مثل الجلد، التي تسمح بتهوية القدمين وتقلّل تعرقهما.
- ارتداء الصنادل المفتوحة قدر الإمكان.
- ارتداء جوارب رياضية ماصّة للرطوبة عند ممارسة الرياضة.
- ارتداء الملابس المصنوعة من أقمشة طبيعية مثل القطن والصوف والحرير.
- الحفاظ على جفاف القدمين بتجفيفهما وتغيير الجوارب مرة أو مرتين يومياً.
- وضع نعل قطني وبودرة داخل الحذاء يساعد على امتصاص العرق (5).
المصادر:
2. Hyperhidrosis: Signs and symptoms [Internet]. U.S: American Academy of Dermatology Association;[cited 2023 Mar 11]. Available from: هنا
3. Hyperhidrosis: Who gets and causes [Internet]. U.S: American Academy of Dermatology Association; [cited 2023 Mar 11]. Available from: هنا
4. Hyperhidrosis: Diagnosis and treatment [Internet]. U.S: American Academy of Dermatology Association; [cited 2023 Mar 11]. Available from: هنا
5. Hyperhidrosis [Internet]. U.S: Mayo Clinic;[updated 2022 Sep 16; cited 2023 Mar 11]. Available from: هنا
6. McConaghy JR, Fosselman D. Hyperhidrosis: Management options. American family physician [Internet]. 2018 [cited 2023 Mar 11];97(11):729-34. Available from: هنا