مروان رحلةُ فنان من دمشق إلى برلين

مروان قصّاب باشي، أو كما يُعرف بـِ "مروان"، فنانٌ سوريّ مشهورٌ عالميًّا، كذلك يُعد أحد أعمدة الرسم الحديث في الشرق الأوسط، إذ تُعرض أعماله الفنية في العديد من البلدان في أرجاء العالم.

لنتعرف في هذا الألبوم إلى أهم مراحل حياته، وما الذي ميّز أسلوبه الفني؟

مروان قصّاب باشي، أو كما يُعرف بـِ "مروان"، فنانٌ سوريّ من مواليد دمشق 1934م، واحدٌ من أشهر الفنانين العالميين، الذي بدأ مسيرته الفنية منذ انتقاله إلى ألمانيا في عامه الثالث والعشرين (1,2).

بعد حصوله على شهادة الأدب العربي من جامعة دمشق، انتقل إلى برلين وبدأ دراسة الرسم، إذ التقى الفنانَين الألمانيَين أوجين شونيبيك (Eugen Schönebeck) وجورج باسيليتز (Georg Baselitz) (1).

أقام مروان معرضه الفردي الأول عام 1967م في معرض شبرينغَ (Galerie Springer) في برلين، وتُعرض أعماله في المتاحف والمعارض الألمانية أساسًا، وكذلك في الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية (1,2).

بين عامي 1978 و1983م، رسم الفنان سلسلةً من اللوحات تُسمى "Marionette" صوّر فيها دمى الأطفال، طمس من خلال هذه الأعمال الفنية الحدود بين التجريد والتصوير (3).

نرى الدمية في منتصف التكوين ثابتةً غير حية، وقد استخدم فيها الألوان الدافئة وخلق إيقاعًا بخطوط متشابكة تشكل أطراف جسم اللعبة، وطبّق بقعًا ونقاطًا من الطلاء، التي أعطت بدورها انطباعًا عن لغز أو "puzzle" (3).

أما لوحة "سيزيف، الجدار" فهي لوحة مربعة كبيرة لرأس شخصٍ، يصعب قراءة معالمها، ومن الممكن فقط تحديد الخطوط العريضة الداكنة للعينين والأنف والحاجبين، في حين تشير المنطقة الأفتح في الجزء السفلي من اللوحة إلى الرقبة والأكتاف (4).

يحتوي العمل على العديد من طبقات الطلاء التي أُنشئت ببطء على مدى عدد من السنوات؛ فقد صرح الفنان سابقًا أن هناك ما يصل إلى ثلاثين لوحة تحت سطحها النهائي (4).

يشير العنوان في اللوحة "سيزيف" إلى شخصية مأخوذة من الأساطير اليونانية القديمة، وهي شخصية ملك عاقبته الآلهة فحكمت عليه برفع صخرة ضخمة فوق التل، فإذا ما وصل إلى القمة تدحرجت الصخرة ثانيةً إلى الوادي (4).

وهكذا أُعطي اسمه في إشارة إلى مهمة كبيرة لا نهاية لها، كذلك يشكل العنوان استعارةً لتقنية الرسم الخاصة بمروان التي تقوم على التكرار والعمل (4).

تُوّجت مسيرة مروان الفنية بالعديد من الجوائز والتكريمات استحقاقًا لعمله الفني والتزامه الاجتماعي. توفي في برلين، ألمانيا عام 2016م (1).

المصادر: