الغذاء والتغذية > حميات وأنظمة غذائية
تغذية العقول الشابة، نظام غذائي صحي لطلاب المرحلة الإعدادية (المتوسطة)
التغذية الجيدة ضروريّة للنمو والتطور الصحي والصحيح للمراحل العمرية جميعهم، وخاصةً المراحل العمرية الحرجة التي تتضمّن تغيّرات جسديّة ونفسيّة وعقليّة، وتعدُّ المرحلة العمريّة لطلاب الإعداديّة -المتوسطة- واحدةً من هذه المراحل العمريّة الحرجة والمهمة، وخاصةً فيما يتعلق بأدائهم المعرفي والأكاديمي .قد يُحسّن النظام الغذائي الغني بالمغذيات التحصيل التعليمي لدى طلاب المدارس الإعدادية وإدراكهم، ومن ناحية أخرى، قد يؤدي نقص التغذية إلى عواقب صحيّة طويلة الأمد وتؤثر في نموهم العقلي والبدني (1).
وقد بيّن تقريرٌ نشرته (منظمة اليونسكو - UNESCO) -منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة- أنّه يستهلك ما يقرب نسبة 21% من المراهقين الذين يذهبون إلى المدرسة الخضراوات أقل من مرة واحدة في اليوم، ويأكل ما يقرب نسبة 34% الفاكهة أقل من مرة في اليوم، ويشرب ما يقرب نسبة 42% المشروبات الغازية يوميًّا؛ ويستهلك ما يقرب نسبة 46% الوجبات السريعة أسبوعيًّا على الأقل (2).
المرحلة الإعدادية -المتوسطة- هي فترة حرجة لتكوين عاداتٍ جيّدة تستمر في حياة البالغين، كممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، وقد يؤدي تناول كميّات كبيرة من الأطعمة المصنّعة عالية الدهون والسكر إلى زيادة الوزن والسمنة، التي ترتبط بضعف الأداء الأكاديمي ونتائج الصحة العقلية. في المقابل، قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي مع التغذية الصحيحة على الحفاظ على وزن صحي وتحسين الوظيفة الإدراكية (1). وأظهرت عديد من الدراسات أن التدخلات التي ترّكز على النظام الغذائي والنشاط البدني في المجتمع والمدرسة قد تخفّض تخفيضًا ملحوظًا مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى الطلاب في المدرسة الإعدادية (1).
ووجدت دراسةٌ أن الطلاب الذين يتناولون وجبة الإفطار بانتظام، يتمتعون بأداء أكاديمي ووظيفة معرفيّة أفضل من أولئك الذين تخطوا وجبة الإفطار (3). ووجدت دراسةٌ أخرى أن الطلاب الذين اتبعوا نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، كان أداؤهم الأكاديمي أفضل ومشكلاتهم السلوكية أقل من أولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالأطعمة المصنّعة والسكر (4).
ما المشكلات التغذوية الشائعة لدى طلاب المدارس الإعدادية؟
قد يكون لنقص التغذية تأثير كبير في صحة طلاب المدارس المتوسطة ورفاهيتهم. تشمل بعض أوجه نقص التغذية الشائعة لدى طلاب المدارس الإعدادية الحديد، والكالسيوم، وفيتامين د، والزنك، وفيتامين ب12، والبوتاسيوم، والألياف.
1. الحديد:
يعدُّ نقص الحديد أحد أكثر أوجه نقص التغذية شيوعًا لدى طلاب المدارس الإعدادية، فالحديد ضروري لإنتاج الهيموغلوبين الذي يحمل الأوكسجين في الدم، وقد يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم والإرهاق والضعف وضعف التركيز (2).
2. الكالسيوم وفيتامين د:
يعدُّ نقص الكالسيوم وفيتامين د شائعًا أيضًا في طلاب المدارس الإعدادية، فالكالسيوم مهم لتقوية العظام والأسنان، في حين أن فيتامين د يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، وقد يؤدي نقص الكالسيوم وفيتامين د إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور (5,6).
3. الزنك وفيتامين ب 12:
قد يحدث نقص الزنك وفيتامين ب 12 أيضًا في طلاب المدارس المتوسطة، فالزنك مهم لوظيفة المناعة والتئام الجروح، في حين فيتامين ب 12 مهم لإنتاج خلايا الدم الحمراء والحفاظ على الجهاز العصبي، وقد يؤدي نقص هذه العناصر الغذائية إلى الإرهاق والضعف وضعف وظائف المناعة (7).
4. البوتاسيوم والألياف:
يعدُّ نقص البوتاسيوم والألياف شائعًا أيضًا في طلاب المدارس المتوسطة، فالبوتاسيوم مهم لوظيفة العضلات وتنظيم ضغط الدم، في حين أن الألياف مهمة لصحة الجهاز الهضمي والوقاية من الأمراض المزمنة، وقد يؤدي نقص هذه العناصر الغذائية إلى الإمساك وارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة (8).
كيف نحسن الحمية الغذائية الخاصة بطلاب الإعدادية (المتوسطة):
1. التوازن الغذائي: يجب أن تتضمن الحمية الغذائية للتلاميذ مجموعةّ متنوعةّ من العناصر الغذائية الأساسيّة، كالكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن. ويمكن تحقيق التوازن الغذائي عن طريق تناول وجباتٍ متنوعةٍ ومتوازنةٍ كالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية والحيوانية (1).
2. تجنّب الطعام المُعالج والوجباتِ السريعةِ: يحتوي الطعام المُعالج والوجبات السريعة على نسب عالية من الدهون المشبعة والملح والسكر المُضاف والمواد الحافظة، وقد يؤدي تناولها باستمرار إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. يجب تجنب هذه الأطعمة قدر المستطاع واستبدالها بالخيارات الصحية كالوجبات المنزلية المحضّرة من مكوناتٍ طازجة (9).
3. زيادة استهلاك الفواكه والخضروات: تحتوي الفواكه والخضروات على عديد من الفيتامينات والمعادن والألياف التي تعزز الصحة ونظام المناعة؛ إذ يُنصح بتناول ما لا يقل عن خمس حصص من الفاكهة والخضروات يوميًّا، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تضمينها في وجبات الطعام الرئيسة والوجبات الخفيفة (9).
4. شرب الماء بانتظام: يجب تشجيع التلاميذ على شرب كميّة كافيّة من الماء يوميًّا؛ إذ توصي الإرشادات الغذائية الصادرة عن وزارة الصحة الأمريكية، 2020-2025، بشرب كميّة كافيّة من الماء يوميًّا؛ للحفاظ على ترطيب الجسم ودعم وظائفه الطبيعية. يجب تجنب المشروبات الغازية والعصائر الصناعية الغنية بالسكر والمواد الحافظة (1, 10).
5. تعزيز الوجبات المنتظمة: يُنصح بتناول وجباتٍ منتظمةٍ على مدار اليوم، بما في ذلك وجبة إفطار صحية ووجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسة، ويجب تجنّب تخطي الوجبات والاعتماد على الوجبات السريعة أو الوجبات الخفيفة غير الصحية (3, 10).
6. توعية التلاميذ وتشجيعهم على المشاركة: من المهم توعية التلاميذ بأهميّة الحمية الغذائية الصحيّة وتأثيرها في صحتهم وأدائهم الأكاديمي، ويمكن تشجيعهم على المشاركة في عملية اختيار الطعام والطهي وتناول الوجبات المنزلية الصحية.
ختامًا؛ تعدُ التغذية الجيدة والنظام الغذائي الصحي أمرًا ضروريًّا لتحقيق النمو والتطور المعرفي والأكاديمي، ويمكن للمدارس والمجتمعات أن تؤدي دورًا حيويًّا في تعزيز عادات الأكل الصحيّة والنشاط البدني لدى الطلاب في المدرسة الإعدادية، التي قد يكون لها فوائد طويلة الأجل على صحتهم ورفاهيتهم.
المصادر:
2. UNICEF. Nutrition in middle childhood and adolescence [Internet]. Unicef. [cited 2023 May 31]. Available from: هنا
3. Sampasa-Kanyinga H, Hamilton HA. Eating breakfast regularly is related to higher school connectedness and academic performance in Canadian middle- and high-school students. Public Health. 2017 [cited 2023 May 31];145:120-123. Available from: هنا
4. Hunt J. Diet and Academic Performance [Internet]. Semantic Scholar. 2015 [cited 2023 May 31]. Available from: هنا
5. Heaney RP, Weaver CM. Calcium and vitamin D. Endocrinology and Metabolism Clinics of North America. 2003 [cited 2023 May 31];32(1): 181-94. Available from: هنا00063-4
6. Tytusa A, Wyszyńska J, Yatsula Y, Nyankovskyy S, Mazur A, Dereń K. Deficiency of Daily Calcium and Vitamin D in Primary School Children in Lviv, Ukraine. International Journal of Environmental Research and Public Health [Internet]. 2022 [cited 2023 May 31];19(9): 5429. Available from: هنا
7. Krebs NF, Miller LV, Hambidge KM. Zinc deficiency in infants and children: a review of its complex and synergistic interactions. Paediatrics and international child health [Internet]. 2014 [cited 2023 May 31] 34(4): 279-288. Available from:: هنا
8. Kim YH, Kang YJ, Lee IS, Kim HS. Dietary Fiber Intake of Middle School Students in Chungbuk Area and Development of Food Frequency Questionnaire. Journal of the Korean Society of Food Science and Nutrition. 2010 [cited 2023 May 31] 39(2):244-52. Available from: هنا
9. McBurney MI, Blumberg JB, Costello RB, Eggersdorfer M, Erdman JW, Harris WS, et al. Beyond nutrient deficiency—opportunities to improve nutritional status and promote health modernizing Dris and supplementation recommendations. Nutrients. 2021 [cited 2023 May 31];13(6):1844. Available from: هنا
10. Clark BE, Pope L, Belarmino EH. Perspectives from healthcare professionals on the nutritional adequacy of plant-based dairy alternatives: results of a mixed methods inquiry. BMC Nutrition. 2022 [cited 2023 May 31]; 8(1):46. Available from: هنا