الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة
زرع الحلزون
يتمحور مفهوم زراعة الحلزون في معالجة فقد السمع الحسي العصبي بدرجاته الشديدة وحتى العميقة عند الأطفال والبالغين عبر الغرس الجراحي لجهاز الحلزون، الذي يحول طاقة الصوت إلى إشارات كهربائية تنبه العصب السمعي(1).
وُوْفِق على أول استخدام للقوقعة الالكترونية في ثمانينيات القرن الماضي من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، إلا أن الأبحاث السابقة كانت قد بدأت منذ الخمسينيات (2).
تختلف زرعات الحلزون جذرياً عن المعينات السمعية. فالمعينات السمعية تضخم الصوت مما يساعد الأذن المتضررة على التقاط الأصوات، في حين تتجاوز زرعات الحلزون الأماكن المتضررة من الأذن ومن ثم تنبه العصب السمعي مباشرة، الذي ينقل هذه الإشارات إلى الدماغ الذي يتعرفها بصفتها أصواتاً. يختلف السمع عبر الحلزون المزروع عن السمع الطبيعي، غير أن الشخص يستطيع استشعار الأصوات التحذيرية، ويفهم الأصوات الموجودة في بيئته إضافة إلى حديث الآخرين شخصياً وعن طريق الهاتف(3).
تستغرق عملية زراعة الحلزون قرابة الساعتين وتجرى ضمن المشفى تحت التخدير العام ويتخرج المريض بعد عدة ساعات من المراقبة. يبرمَج الجهاز بعد عدة أسابيع من الجراحة، مما يسمح باندمال الجروح. في أثناء هذه المدة لا يمكن استخدام المعينات السمعية في الأذن الخاضعة للجراحة (4). إنّ التداخل الباكر هو المفتاح لنجاح العملية، وتتضاءل فرص النجاح كلما تأخرت العملية، مع تفاقم فقد السمع خاصة عند الأطفال (4).
لا تعد زراعة الحلزون خياراً صائباً للجميع. بالرغم من وجود بعض الاختلاف بين الأطفال والبالغين في معايير الترشح للجراحة إلا أنها جميعها تستند على مبادئ توجيهية متشابهة. من هذه التوجيهات:
- يجب أن يكون الشخص أصماً بكلتا أذنيه على نحو شبه كامل ولم يتحسن على المعينات السمعية. وكل من يكون سمعه مقبولاً باستخدام المعينات السمعية لا يعد مرشحاً لزرع الحلزون.
- يجب أن تكون الرغبة لدى الشخص عالية. فبعد العملية يجب على الشخص تعلم الاستخدام الصحيح للأداة.
- يجب أن يتحلى الشخص بتوقعات واقعية، فالجهاز لا يسترجع أو ينشئ سمعاً طبيعيّاً.
- يجب أن ينخرط الأطفال ببرامج تدريبية تمكنهم من معالجة الأصوات وفهمها.
- يجب أن يخضع المرضى لفحوصات من قبل أطباء أذن-أنف-حنجرة، وقد تكون بعض الفحوصات والمريض يستخدم المعينات السمعية المطلوبة (من الفحوصات الطبقي المحوري أو المرنان).
- الاستشارة النفسية لبعض الأشخاص وخاصة الأطفال (5).
وهناك عدة أمور تحدد مدى نجاح الزراعة. من هذه الأمور:
- امتداد فترة الصمم؛ ففترة صمم أقصر تكافئ فرص نجاح أكبر.
- العمر عند الإصابة بالصمم؛ قبل أو بعد البدء بالتكلم.
- العمر عند زرع الحلزون، فالعمر الأصغر يؤدي إلى نتائج أفضل.
- طول مدة استخدام الزرعة.
- سرعة التعلم عند المريض.
- مدى جودة فريق إعادة التأهيل والتزامه.
- صحة الحلزون الطبيعي وبنيته.
- عوامل متعلقة بتقنية الزرع، مثل عمق الزرعة ونمط الأقطاب الكهربائية وتقنيات معالجة الإشارة.
- ذكاء المريض ومدى تواصله مع المحيط (2).
إن عملية زراعة الحلزون عملية آمنة إلا أنها كبقية الجراحات لا تخلو من بعض المضاعفات النادرة الحدوث. من بين هذه المخاطر:
- النزف
- التورم
- الإنتان
- الطنين
- الدوار
- الخدر حول الأذن
- تبدلٌ في حاسة التذوق
- جفاف الفم
- إصابة العصب الوجهي، مما يسبب مشكلات في حركة الوجه
- تسرب السائل الدماغي
- التهاب السحايا
- مخاطر التخدير العام (4).
بعد الانتهاء من العملية قد يكون من الضروري تطبيق بعض القيود؛ وأغلب النشاطات آمنة للمريض لكن يُنصح بتجنب الرياضات الالتحامية. وكذلك فإن معظم المرضى لا يمكنهم استخدام أجهزة المرنان، وذلك بسبب الطبيعة المعدنية للحلزون المزروع(5).
المصادر:
2. What is a Cochlear Implant? U.S.:FDA [Internet]. 2018 Apr 2 [cited 2023 Jun 27]; Available from: هنا
3. Cochlear Implants [Internet]. U.S.:NIDCD. [Last Updated: 2021 Mar 24;cited 2023 Jun 27]. Available from: هنا
4. Bowditch S. Cochlear Implant Surgery and Rehabilitation [Internet]. U.S.:Johns Hopkins Medicine. [cited 2023 Jun 27]. Available from: هنا
5. Shargorodsky J, Zieve D, Conaway B. Cochlear implant [Internet]. U.S.: Medlineplus. [cited 2023 Jun 2]. Available from: هنا