البقوليات؛ فوائد كبيرة يتجنبها الكثيرون

البقوليات؛ التي تتكون من مجموعة متنوعة من الأنواع النباتية كالفول والعدس والبازلاء والحمص، لا توفر فقط النكهات اللذيذة لكنها تقدم أيضًا عديدًا من الفوائد للطهي والصحة العامة. هذه المنتجات الغذائية غنية بالعناصر الغذائية الأساسية، كالبروتينات والألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن والمركبات النشطة بيولوجيًّا. إضافة إلى ذلك، تعدُّ البقوليات مستدامةً وفعالةً من جهة التكلفة، ولها مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم، ونكهة محايدة، واستخدامات متعددة، مما يجعلها إضافةً ممتازة لمجموعة متنوعة من الأطباق (1). 

ومع ذلك، يتجنبها الكثير من الناس وذلك لأسباب مختلفة كالميول، والإرشادات الغذائية غير الواضحة بشأن استهلاك البقوليات، والمخاوف الصحية، والأسباب الاجتماعية والاقتصادية، إضافةً إلى إجراءات الطهي الطويلة، التي تؤثر سلبًا في تكرار استهلاك البقوليات (1). وهنالك عدة طرائق لزيادة تقبل الناس لتناول البقوليات:

- الطهي المبتكر لزيادة استهلاك البقوليات وتعزيز اعتمادها في الوجبات اليومية:

اعتماد طرائق ما قبل المعالجة، كالنقع والإنبات وتقنية الحقل الكهربائي للبقوليات، فعّالة في الحد من الألفا-أوليغوساكاريدات والعوامل الغذائية المضادة الأخرى، ويقلل وقت الطهي الذي عادةً يكون طويلًا للبقوليات. وقد تكون سلطات البقوليات والبقوليات المنبتة والحساء والشوربة والخلطات، كالحمص وتحضير الكعك باستخدام دقيق البقوليات وسائل فعّالة لتعزيز استهلاك البقوليات (1).

- فهم سلوك المستهلك فيما يخص استهلاك البقوليات:

على الرغم من الفوائد الصحية الموثقة جيدًا لاستهلاك البقوليات، فإن تناولها يظل أقل من التوصيات في عديد من الثقافات (2). لمعالجة هذه الفجوة، من الضروري فهم مواقف المستهلكين ومعرفتهم وعادات الطهي المتعلقة بالبقوليات. وكشفت دراسة أجريت في أستراليا أنه في حين يدرك المستهلكون الفوائد الصحية المرتبطة بالبقوليات، فإن معرفتهم بطرق الطهي والتحضير محدودة. لزيادة الاستهلاك، من المهم سد هذه الفجوة المعرفية وتثقيف المستهلكين عن تعدد استخدامات البقوليات وإمكانات طهيها. وقد يؤدي تزويد المستهلكين بتقنيات طهي بسيطة ومبتكرة إلى تعزيز ثقتهم في دمج البقوليات في وجباتهم (2).

- استراتيجيات نفسية لزيادة استهلاك البقوليات:

1. تسليط الضوء على الفوائد الصحية: يؤدي وعي المستهلك دورًا حيويًّا في تشكيل الخيارات الغذائية. التأكيد على الفوائد الصحية للبقوليات، كمحتواها العالي من البروتين والألياف، والقدرة على دعم الهضم، والتأثير الإيجابي في نسبة السكر في الدم ومستويات الكوليسترول، فقد يحفّز الأفراد على تضمين البقوليات في نظامهم الغذائي. قد تنقل حملات الاتصال والمواد التعليمية وعروض الطهي الفعالة هذه الفوائد للمستهلكين بفعالية (1).

2. تسهيل الحصول على البقوليات: يتأثر سلوك المستهلك بالراحة وسهولة الوصول للمنتج. قد يشجّع جعل المنتجات القائمة على البقوليات متاحةً بسهولة ويسهل استخدامها على إدراجها في الوجبات اليومية. قد يشمل ذلك تقديم البقوليات المطبوخة أو المعلبة، وخلطات البقوليات المعبأة مسبقًا، والمنتجات المبتكرة القائمة على البقوليات. وقد تُبسّط عملية الطهي للوصفات سهلة المتابعة ومجموعات الوجبات التي تحتوي على البقوليات وتجذب المستهلكين المقيدين بالوقت (3).

3. تحسين الطعم والنكهة: معالجة تفضيلات المذاق أمر بالغ الأهمية في زيادة استهلاك البقوليات. في حين أن البقوليات لها نكهة محايدة، لكنها تمتص بسهولة نكهات التوابل والأعشاب والمكونات الأخرى. وقد يساعد تشجيع استخدام الأعشاب والتوابل والمكونات العطرية المستهلكين على إعداد وجبات بقوليات لذيذة وممتعة (4).

في الختام، تعدُّ البقوليات مصدرًا غنيًّا للبروتينات والألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن، وتعدُّ أيضًا مستدامةً وفعالةً فيما يتعلق بالتكلفة. ومع ذلك، هناك عدة عوائق تعوق استهلاك البقوليات، كالميول الغذائية والقلق الصحي والمعايير الاجتماعية والاقتصادية. لزيادة استهلاك البقوليات وتعزيز اعتمادها في الوجبات اليومية، يمكن استخدام طرائق مبتكرة في الطهي كالتقنيات المسبقة للمعالجة وتطوير المنتجات الغنية بالبقوليات. ويمكن تعزيز استهلاك البقوليات عن طريق توعية المستهلكين بفوائدها الصحية وتعليمهم تقنيات الطهي المختلفة وتوفير المنتجات المريحة وتحسين الطعم والتأثير الاجتماعي. بتنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن زيادة استهلاك البقوليات وتعزيز اعتمادها في النظام الغذائي اليومي للأفراد.

المصادر: