الطب > معلومة سريعة
لماذا نشعر بالوقت يمر سريعًا حين نكون سعداء؟
ما الذي يجعل الوقت يسرع أو يتباطأ بالنسبة إلى كل واحد منا؟ هل من الممكن أن يكون كل ذلك في أدمغتنا؟
أظهرت الأبحاث الحديثة أن مادة الدوبامين هي المادة الكيميائية الغامضة التي قد تحمل المفتاح؛ فحين ترتفع مستويات الدوبامين نشعر بالدافع والسعادة، وقد اكتشف حديثًا أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكيفية إدراكنا للوقت.
يعتقد العلماء الآن أن الدماغ يعالج الوقت والمكافآت باستخدام المسارات العصبية نفسها، وهذا هو السبب في أننا نشعر غالبًا أن الوقت يمر بسرعة عندما نستمتع بأنفسنا (1).
ولا شكّ أن تصور الوقت ليس نفسه لدى الجميع، فأولئك الذين لديهم مزيد من الدوبامين يرون الوقت على نحو مختلف، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن كمية الدوبامين في أدمغتنا تؤثر مباشرة في دقتنا في تقدير الفترات الزمنية، ودُعِم ذلك عن طريق دراسات تصوير الدماغ المختلفة، التي أظهرت أنه يمكن للمواد التي ترفع الدوبامين أو تخفضه أن تسرع إدراك الوقت أو تبطئه، لذلك في المرة القادمة التي تتساءل فيها عن المكان الذي ذهب إليه كل الوقت، تذكر: قد يكون الأمر مجرد مادة دوبامين!
قد يقدم عدد المرات التي ترمش فيها العينان أدلة بخصوص مستويات الدوبامين في دماغك، إذ يرتبط الوميض العفوي بمستقبلات الدوبامين في منطقة الدماغ التي تنظم الحركة والتحفيز، لذلك تُظهر حالات مثل مرض باركنسون والفصام المرتبطة بدوبامين غير طبيعي تغيرات في معدل الوميض، ومن الممكن أن تكون دراسة معدل الوميض مؤشرًا حيويًا مفيدًا لدراسة الاضطرابات المرتبطة بالدوبامين (2).
إضافة إلى ذلك، كشفت الدراسات أن الأدوية التي تعزز الدوبامين تجعل الوقت يطير، بينما الأدوية التي تقلل الدوبامين تجعل الوقت يزحف (3).
لذلك في المرة القادمة حين تبدو الساعة بالنسبة إليك وكأنها دقائق، تذكر الدوبامين! ذلك الجزيء الذي يخلق السحر عن طريق ثني الوقت داخل أدمغتنا حين نكون سعداء.
المصادر:
2. Terhune DB, Sullivan JG, Simola JM. Time dilates after spontaneous blinking. Current Biology [internet]. 2016 Jun 06 [cited 2023 July 19];26(11):R459-60. Available from: هنا
3. Marinho V, Oliveira T, Rocha K, Ribeiro J, Magalhães F, Bento T, et al. The dopaminergic system dynamic in the time perception: a review of the evidence. International Journal of Neuroscience [internet]. 2017 [cited 2023 Jul 19];128(3):262-82. Available from: هنا