كتاب > معلومة سريعة
رواية تشعل حربًا مراجعة رواية كوخ العم توم
رواية (كوخ العم توم - Uncle Tom's Cabin) للكاتبة الأمريكية (هارييت ستاو - 1811 - 1896 Harriet Beecher Stowe) تصوّر فيها معاناة الزنوج واستعبادهم قبل الحرب الأهلية الأميركية (1861- 1865) التي انتهت بتحرير العبيد على يد (أبراهام لنكولن - Abraham Lincoln 1809_1865)، وقد حظيت الرواية بشهرة وانتشار واسعيّن منذ نشرها في عام 1852، وأثارت الرأي العام الأميركي، وقد بيع منها في عام واحد ما يقرب ثلاثمئة ألف نسخة في الولايات المتحدة وحدها، وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض لها، وتعرضت الكاتبة للتشكيك في صدق ما تضمنته روايتها وأنها بالغت في تصوير معاناة العبيد، مما دعاها إلى نشر كتاب بعد عام من صدور الرواية تحت اسم (مفتاح كوخ العم توم - A Key to Uncle Tom's Cabin)، بيّنت فيه أن الشخصيات المذكورة حقيقية، وقدمت وثائق أصلية تثبت صحة زعمها.
تتمثّل الشخصية الرئيسة في الرواية بالعم توم، وهو رجل متزوج لديه أولاد ومملوك من قبل السيد شيلبي، ويبدي توم تدينًا مسيحيًّا صادقًا، وولاءً مطلقًا لسيده الذي يحبه بالمقابل، لكنّ السيّد يقع في أزمة مالية، ويضطر مرغمًا إلى بيع توم ومعه طفل لتاجر عبيد جشع لقاء ديونه. يستقبل توم نبأ بيعه باستسلام تام، ويرفض فرصة الهرب وتخييب أمل سيده به.
بالمقابل نجد "أليزا" التي بيع طفلها مع العم توم، تتصرف بطريقة مخالفة، فتقرّر حمل الطفل والهرب به بعيدًا خلف زوجها أملاً بالوصول معاً إلى كندا.
تنتقل "ملكية" العم توم من سيده شيلبي إلى التاجر هالي الذي يبيعه بدوره إلى سانت كلير الذي يشتريه بناءً على رغبة ابنته "إيفا" وينتهي به الحال عند التاجر القاسي سيمون. بعض أسياده كانوا طيبن معه مُكرِمين له، والآخرون قاسين لاقى منهم مختلف أنواع العذاب، لكنه كان دائمًا مطيعًا مخلصًا متمسكًا بدينه ومهتديًّا به.
تزخر الرواية بالشخصيات المختلفة، فنجد إيفا الملاك الطاهر الذي يعطف على الجميع وهي ابنة سانت كلير سيد توم الثالث، الذي يُظهِر اللامبالاة والسخرية تجاه كل شيء، لكنه في صميمه رافضًا للرقّ. لذلك؛ يعطي عبيده مساحةً كبيرةً من الحرية. بخلافهما؛ تُظهر زوجته التي تحتقر الزنوج، وما بينهما نجد الآنسة أوفيليا التي ترفض مؤسسة العبودية لكنها تشعر بالنفور من الزنوج.
تتتبّع الرواية حياة أكثر من شخصية وتجد علاقةً بينها، وتبيّن المنعطفات التي مرّوا بها، وتُظهِر كيف يُباع الزنجي ويُشترى ويهان ويعذّب أحيانًا لمجرد التسلية، وكيف يراه مستعبدوه عرقًا أدنى ولا يساويهم بأي حال، فيظهر مسلوب الإرادة لا يملك نفسه ولا زوجه ولا أطفاله، مما يحمل بعضهم على الهرب، والبعض الآخر على المقاومة، وكثيرًا منهم يدمن الشراب لينسى آلامه، والفئة الأخيرة قانعةً بقدرها ومستسلمةً لسيدها.
تَغلبُ على الرواية اللغة العاطفية التي تثير أعمق المشاعر الإنسانية، فلا تجد بعض الدموع بدًا من النزول وكأنها تعتذر عن الجرائم التي ألحقها الإنسان بأخيه الإنسان منذ عقودٍ مضت.
معلومات الكتاب:
كوخ العم توم_ هارييت ستاو
ترجمة: منير بعلبكي
عدد الصفحات: 290
دار النشر: دار العلم للملايين 1953