الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
فول الصّويا وسن اليأس
(فول الصويا - Soy beans) هو مصدر غنيّ بالعناصر الغذائيّة الوفيرة بالبروتين، ومن المُرجّح أن يوفر فول الصويا فوائد صحية - خاصةً عند تناوله بوصفهِ بديلًا للّحوم الحمراء والمعالجة. كذلك يُعدُّ فريدًا من نوعه لاحتوائه على تركيز عالٍ من (الايسوفلافون - Isoflavones) ، وهو نوع من الاستروجين النباتي (فيتويستروجين - Phytoestrogen) يشبه في وظيفته هرمون (الاستروجين - Estrogen) البشري ولكن له تأثيراتٍ أضعف بكثير (1).
تحتوي أطعمة الصّويا الكاملة بما في ذلك فول الصّويا و(الإدامامي - Edamame وهي الصّويا الخضراء الكاملة المكونة من الحبوب وغلافها) و(التوفو - Tofu) و(التيمبيه - Tempeh) وحليب الصويا، مجموعةً متنوّعةً من المواد الكيميائية النباتية ومضادات الأكسدة. ويحتوي فول الصّويا أيضًا نسبةً عاليةً من البروتين والألياف، ومجموعةً متنوّعةً من الفيتامينات والمعادن، ودهون صحية ، كذلك فإنّه مُنخفض نسبيًّا في السّعرات الحراريّة (2).
أطعمة الصّويا والنّساء بعد سن اليأس:
يُوصى بتناول بروتين غذائي مثالي يبلغ 1-1.2 غ / كغ من وزن الجسم/ يوم، مع ما لا يقلّ عن 20-25غ من البروتين عالي الجودة في كل وجبة رئيسة، مع ما يكفي من فيتامين D، إضافةً إلى تناول الكالسيوم بمقدار 1000 مغ/ يوم. إلى جانب النّشاط البدني المُنتظم من 3 إلى 5 مرات في الأسبوع، إذ يُمكن لهذا النّظام أن يَمنع التّدهور المُرتبط بالعمر في صحة العضلات والعظام لدى النساء بعد سنّ اليأس Menopause. إذ يُعدُّ استهلاكُ البروتين استراتيجية مهمّة لتحسين فقدان الدّهون واكتساب العضلات. وتَبيّن أنّ حليب الصّويا أكثر ملاءَمة للنّساء -بعد سن اليأس- المُعرّضات للسّمنة وانخفاض كتلة العضلات وفقدان العظام. ويمكن أن تؤدّي إضافة الصويا إلى الحليب إلى زيادة كتلة العضلات وقوتها على نحوٍ كبير (3).
تأثير أطعمة الصويا في السّمنة:
فول الصّويا له تأثيرٌ كبيرٌ في تحسين صحّة التّمثيل الغذائي للنّساء بعد سن اليأس. فزيادة تناول بروتين الصّويا يُمكن أن يُحسّن نسبة الدّهون في الدم، ويتناسب عكسيًّا مع السمنة. وترتبط بروتينات الصّويا بفقدان الوزن فقدانًا ملحوظًا سريريًّا. وأظهرت الدّراسات على حيوانات التجارب التي تُعاني السّمنة المُفرطة أنّ تناول فول الصّويا في نظام غذائي مُنخفض السّعرات الحراريّة يُمكن أن يُعزّز فقدان الوزن والدّهون على نحوٍ أكبر، وأنّ تناول بروتين الصّويا الغذائي يرتبط بتحسين السّمنة، وانخفاض نسبة السكر في الدّم والأنسولين، وتحسين توزيع الدّهون وحساسية الأنسولين (3).
إليكم بعضًا من فوائده:
- تُشير الدّراسات إلى أنّ الأنظمة الغذائية الغنية بفول الصويا قد تساعد على تقليل مستويات الكوليسترول الكلّي ومستويات الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة 2-3%، وترفع أيضًا نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) وتقلّل مستويات الدّهون الثلاثية (4).
- قد يساعد على حماية صحّة القلب: يبدو أن إيسوفلافون الصويا قد يساعد على تقليل الالتهاب في الأوعية الدموية وتحسين مرونتها، وهما عاملان يُعتَقد أنّهما يحميان صحّة القلب (5). كذلك فإنّ الأنظمة الغذائية الغنيّة بفول الصّويا تُخفض خطر الإصابة بالسّكتة الدّماغية وأمراض القلب بنسبة 20% و 16% على التوالي (6).
- قد يخفض ضغط الدم: فول الصّويا والأطعمة المصنوعة منه غنية على نحوٍ عام (بالأرجينين - Arginine)، وهو حمض أميني يعتقد أنه يساعد على تنظيم مستويات ضغط الدم (7).
- إن مُكمّلات بروتين الصّويا قد تساعد على خفض نسبة السكر في الدّم ومستويات الأنسولين انخفاضًا طفيفًا لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو متلازمة التمثيل الغذائي (8).
- قد يقلّل خطر الإصابة بأنواع أخرى من السّرطان: ربطت بعض الدّراسات النظم الغذائية الغنية بفول الصّويا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي بنسبة 7%، وبسرطان القولون والمستقيم بنسبة 8-12% خاصةً عند النساء (9).
محاذير تناول فول الصويا ومنتجاته:
- باستثناء الأشخاص الذين يعانون حساسية الصّويا، يُعدّ فول الصّويا غذاءً آمنًا. في بعض الدراسات، استُخدمت مُكمّلات بروتين الصّويا ومُستخلصات الصّويا الغنية بالإيسوفلافون بأمان على المدى القصير؛ مع الانتباه إلى أنّ سلامة الاستخدام طويل الأمد غير مؤكدة.
- أكثر الآثار الجانبية شيوعًا لفول الصّويا هي اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإمساك والإسهال.
- قد يُغيّر الصّويا وظيفةَ الغدّة الدّرقية لدى الأشخاص الذين يعانونَ نقصًا في اليود.
- قد يكون استخدام فول الصّويا بكميات أكبر من تلك المتوفرة عادةً في الأطعمة غير آمن في أثناء الحمل لأن المواد الشبيهة بالاستروجين من فول الصويا يُمكن أن تكون ضارة بالجنين (10).
- يحتوي فول الصّويا مركباتٍ قد تقلّلُ قدرةَ الجسم على امتصاص الفيتامينات والمعادن التي يحتويها. يُعدُّ النقع والتبرعم والتخمير والطهي طرقًا لتقليل مستويات تلك المركبات في فول الصويا (11).
عمومًا، كلّما كان طعام الصويا أقلّ معالجةً، زادت الفيتامينات والمعادن والمركبات المفيدة التي قد تحتوي عليها. من ناحية أخرى، كلّما زادت معالجة طعام الصويا، زادَ الملح والسكر والدهون والمواد المضافة والمواد المالئة غير الضرورية التي يُحتَمل أن يحتوي عليها.
إضافةً إلى ذلك، غالبًا ما تُعدّ أطعمة الصّويا المُخمّرة مثل صلصة الصويا والتيمبيه.. أكثر فائدة من منتجات الصّويا غير المُخمّرة. وذلك لأن التخمير يساعد على تقليل بعض مُضادات المغذيات المتوفرة على نحوٍ طبيعي في أطعمة الصّويا (12).
من المهمّ أن تضع في اعتبارك أنّه عندما لوحظت الآثار السلبية، فإنّها غالبًا ما تتبع استهلاك كميات كبيرة من فول الصّويا، وعندها لا بد من تقليل الكمية.
المصادر: