ما هي العلاقة بين التدخين وخلل الوظيفة الجنسية؟

 كثيرًا ما رأينا عبارات التحذير على عبوات السجائر، التي تذكّر المدخن بمخاطر التدخين كسرطان الرئة وأمراض القلب والسكتات الدماغية، وهي أمراض ثبتت علاقتها بالتدخين، ولكن تأثير التدخين على القدرة الجنسية لا يلقى الاهتمام اللازم (1).

خلل الوظيفة الانتصابية (المعروف باسم ضعف الانتصاب (Erectile Dysfunction) اضطراب شائع، يؤثر سلبًا على نوعية حياة المعرضين له وشركائهم (1). 

لهذه الحالة عدد من المسببات المحتملة، تشمل الاختلالات الهرمونية والعوامل النفسية والاضطرابات العصبية ومشكلات الأوعية الدموية وعوامل خطر أخرى. بالإضافة إلى ظهور أدلة قوية بينت أن تدخين السجائر عامل خطر للإصابة بضعف الانتصاب من خلال آليات متعددة (2). وهو ما لقي الدعم من دراسات متنوعة على البشر والحيوانات. يُقترح أيضًا وجود علاقة إيجابية بين الجرعة والاستجابة إذ ترتبط زيادة كمية التدخين ومدته بارتفاع خطر الإصابة بضعف الانتصاب (1).

أما آليات تأثير التدخين على الوظيفة الجنسية فهي متنوعة، وأهمها تأثير المواد الموجودة في السجائر على تروية القضيب وتأثر الجهاز العصبي الودي (1,2).

وعلى المدى الطويل، يسبب التدخين آثارًا ضارة على بطانة الأوعية الدموية والأعصاب المحيطية، و تلفًا في بنية الأنسجة، وكلها عوامل تسهم في الضعف الجنسي المزمن الناجم عن التدخين. تقدم الدراسات العلمية أيضًا أدلة غير مباشرة على أن التدخين قد يؤثر على انتصاب القضيب من خلال ضعف استرخاء العضلات الملساء المعتمد على البطانة أو بتحديدٍ أكبر من خلال التأثير على إنتاج أوكسيد النتريك (2).

أما عند النساء، فيسبب التدخين تقلبات هرمونية تسهم في حدوث خلل في الوظيفة الجنسية لديهن (Female sexual dysfunction)، وتبين أن المدخنات أكثر عرضة بنسبة 48٪ للإصابة بخلل الوظيفة الجنسية مقارنةً مع غير المدخنات(3).

أخيرًا، لا نزال نحتاج إلى مزيد من الدراسات حول تأثير التدخين على الصحة الجنسية والإنجابية، وإذا كان النيكوتين أو غيره من مكونات السجائر تتوسط في جميع التأثيرات المتعلقة بتلف الأوعية الدموية، التي بدورها تسبب عجزًا جنسيًّا، إذ يُعد توصيف مكونات السجائر المؤدية إلى الضعف الجنسي والآليات التي تغير بها هذه المكونات مسارات الإشارات التي تُنشّط في الاستجابات الجنسية ضرورية لفهم الضعف الجنسي المرتبط بتدخين السجائر (3-1).

المصادر: