هل يتلاعب الإنترنت بنا؟

جمعت المؤثرة زانا سامسونوفا الروسية الأصل أكثر من 16 ألف متابع بعد استعراضها نظامًا غذائيًّا "متطرفًا'' يرتكز على الفواكه وعصائرها، واتباعها لنظام "الصيام الجاف"؛ إذ كانت تمتنع عن أكل وشرب أي شيء لأيام، ولكن للأسف هذا النظام أودى بحياتها.

إن خبرًا كهذا يقرع ناقوس الخطر لإعادة النظر فيما تتلقاه عبر شاشتك الصغيرة عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ يُعد هذا الوجود المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي في حياة الشباب خطرًا لما له من آثار ضارة تؤثر في التفاعلات الاجتماعية تأثيرًا مباشرًا، ما يؤدي إلى العزلة والشعور بالوحدة، وتفضي بهم إلى الانعزال عن التواصل المباشر، ومنه تقليل التعاطف، ويمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشكلات في الصحة العقلية بما في ذلك التفكير في الانتحار، وخاصة عند الشباب. (1).

ونلاحظ لدى الشباب عزوفًا عن الأساليب القديمة في اكتساب الإيديولوجيات أو المُعتقدات أو العادات، مثل تبادل الاهتمامات الشخصية أو الجماعية أو بناء علاقات مع أشخاص لديهم الاهتمامات نفسها، أو اشتراك الفئة العمرية في اهتمامات متماثلة، أو حتى ما يُورث من أنماط الحياة الأسرية، وهذا ما عادة يضمن استمرار هيكلية المجتمعات وتمسكها بفلسفات محددة تميزها. (2).

ويبرز دور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات المضللة عندما يكون لدى المجتمع ندرة معلومات في ظرف ما، وقد بلغت من القوة والتأثير ما يمكِّنها من نشر المعلومات بوتيرة أسرع تلبي زيادة استهلاك المحتوى، سواء أكان هذا المحتوى غامضًا أومزيفًا، ما يؤدي إلى التأثير في مستخدمي الإنترنت وقراراتهم في سبيل تحقيق مكاسب مالية وسياسية. (3).

كما أننا غالبًا ما نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بعقلية المتعة، التي تقلل من ميلنا للتحقق من المعلومات التي نتلقاها، وهذا التعرض المتكرر للمحتوى الذي يتوافق مع المعتقدات الموجودة مسبقًا، يزيد من المصداقية وقابلية المشاركة، وتُعرف هذه العملية باسم تأثير غرفة الصدى التي يغذيها التحيز التأكيدي، ويُقصد به ميل الشخص إلى دعم المعلومات التي تعزز المعتقدات الموجودة مسبقًا وإهمال وجهات النظر المتعارضة، وتؤدي بُنية الأنظمة الأساسية في وسائل التواصل الاجتماعي وخوارزمياتها أيضًا دورًا أساسيًّا في نشر المعلومات المضللة (3).

المصادر: