الذكاء الصنعي التوليدي؛ فوائد أم مخاطر؟

الذكاء الصنعي التوليدي هو فرع من الذكاء الصنعي، يهدف إلى إنشاء أو إنتاج محتوى جديد أو مبتكر يحاكي إنتاج البشر، كالنصوص أو الصور أو الموسيقا أو الفيديو أو الأكواد البرمجية. ويعتمد الذكاء الصنعي التوليدي على نماذج رياضية تسمى (نماذج توليدية - Generative Models)، التي تتعلم من بيانات كبيرة ومتنوعة، وتستخدمها لإنشاء محتوى جديد بناءً على التوزيع الإحصائي نفسه للبيانات الأصلية. 

هناك نوعان للذكاء الصنعي التوليدي: 

• (الشبكات التوليدية التنافسية - Generative Adversarial Networks).
• و(المحولات التوليدية المدربة مسبقًا - Generative Pre-trained Transformer (GPT)) (1)

ماذا يقدم هذا النهج؟

يركز الذكاء الصنعي التوليدي على إنشاء محتوىّ جديد وفريد من نوعه عن طريق استخدام البيانات المدربة. قد يكون هذا المحتوى أدبًا أو صورًا أو موسيقا أو فيديو، وقد يكون ورقةً أكاديميةً أو سيناريو لفيلم. مناطق الاستخدام الممكنة لا حصر لها (2).

ما آلية عمله؟

يعتمد الذكاء الصنعي التوليدي على بنية تحويلية، وهي نوع من الشبكات العصبية التي أثبتت فعاليتها بالفعل في عدة مهام كمعالجة اللغة الطبيعية؛ إذ دُربت على مجموعة كبيرة من النصوص، كالكتب والمقالات، وتتعلم إنشاء نصوص تشبه النصوص التي دُربت عليها. عند إعطائها سياقًا أو بياناتٍ مدخلة، تُعالج المدخلات وتنشِئ استجابة. تُنشئ الاستجابة كلمة في كل مرة إذ يتنبأ بالكلمة التالية بناءً على المدخلات والكلمات التي تولّدها حتى الآن. يستخدم آليات للاسترشاد بأكثر أجزاء المدخلات ذات الصِلَة وإنشاء استجابة منطقية ومُناسِبَة للسياق المحدد.

يمكن تحسين النموذج بعد التدريب على مهمة محددة، كالإجابة على الأسئلة، أو إنشاء الحوارات عن طريق تزويده بأمثلة خاصة بالمهمة وتحسينه على هذه البيانات. ويستطيع إنشاء نص بلغات متعددة عن طريق تدريبه على مجموعة البيانات متعددة اللغات أو تزويده برمز اللغة (1).

وسنورد أمثلة عن بعض تطبيقات الذكاء الصنعي التوليدي:

• الفن: يمكن استخدامه لإنشاء فن فريد وأصلي لم يوجد من قبل. على سبيل المثال، يمكن لنموذج (DALL-E) إنشاء صور مختلفة لأشياء غير موجودة في الحياة الحقيقية، وهو نظام تعلم عميق من (OpenAI) يمكنه إنشاء صور رقمية واقعية وفنية من وصف باللغة الطبيعية، إذ يستخدم (DALL E) نسخةً معدلة من (GPT-3) لتوليد الصور. أعلنت (OpenAI) في أبريل 2022 عن (DALL E 2)، وهو خليفة لـ (DALL E) الذي يولد صورًا أكثر واقعية ودقة بأربعة أضعاف (3).
• الموسيقا: يمكن استخدامه لتأليف موسيقى فريدة وأصلية. على سبيل المثال، يمكن لمشروع (Magenta) من (Google) تأليف موسيقا بناءً على إدخال المستخدم. (ماجنتا - Magenta) مشروع بحثي مفتوح المصدر يستكشف دور تعلم الآلة بصفتها أداةً في العملية الإبداعية. ويستخدم (Magenta) لتوليد وتعديل أنماط موسيقية وفنية. يمكنك تجربة بعض نماذج (Magenta) على موقعهم الإلكتروني أو تحميلها بصورة أدوات أو تطبيقات لأجهزة أبل (4).
• الألعاب: يمكن استخدامه لإنشاء ألعاب فريدة وأصلية. على سبيل المثال، تستخدم لعبة (AI Dungeon) الذكاء الصنعي لإنشاء مغامرات نصية، وهو مغامرة نصية مولدة بلا حدود تعمل بالذكاء الصنعي. يمكنك اختيار نوع القصة والشخصية والإجراءات التي تريد اتخاذها في عالم خيالي مفتوح. سيتفاعل مع خياراتك بطرائق غير متوقعة (5).
• التسويق الإعلاني: يمكن استخدامه لكتابة محتوىً تسويقي فريد وأصلي. على سبيل المثال، يمكن لـ (Copy.ai) كتابة نسخ إعلانية لمنصات التواصل الاجتماعي، وهو أداة مجانية على الويب تساعدك على كتابة نسخة تسويقية أفضل لموقعك الإلكتروني أو مدونتك؛ إذ إنها أداة تعمل بالذكاء الصنعي، وتستخدم خوارزميات تعلم الآلة لكتابة محتوىً في ثوانٍ معدودة. الأداة مدعومة من قبل فريق من الكتّاب والمطورين الذين يعملون باستمرار على تحسين المنتجات، ويساعدك على كتابة محتوى مثير للاهتمام ومقنع للقراء والعملاء المحتملين. ويمكنك استخدامه لكتابة عناوين البريد الإلكتروني، وأوصاف المنتجات والشعارات، وأفكار للمحتوى. كل ما عليك فعله هو إخبار (Copy.ai) بما تريد وسينشئ نسخة التسويقية الفريدة (6).

ختاما؛ مع التقدم المتسارع للذكاء الصنعي والتطور في هذا المجال، فإن هذه التقنية قد ينعكس تأثيرها إيجابيًّا في تحسين و تطوير الإنتاج، وفي الوقت نفسه قد تعدُّ خطرًا على معظم فرص العمل في هذا المجال. 

فهل سنرى تحولًا في سوق العمل يا ترى؟؟

هامش 

مقالات سابقة عن تطبيقات الذكاء الصنعي

الذكاء الصنعي شاعرُ العصر! أنموذج Deep-Speare: هنا

شبكة عصبونية صنعية تُولِّد الموسيقا: هنا

وجوهٌ بشرية والذكاءُ الصنعيُّ هو المُبتكِر! هنا

الذكاء الصنعي.. فنان تعبيري: هنا

المصادر: