الغذاء والتغذية > منوعات غذائية
هل إدمان الشاي إدمان حقيقي؟!
الشاي؛ هو المشروب الأكثر شعبيةً، الذي يستهلكه ثلثا سكان العالم، والمصنوع من أوراق نبات (كاميليا سينينسيس - Camellia sinensis) المعالَجة، وترتبط عديد من المركبات المتوفرة في الشاي بفوائد صحية مختلفة، مما يجعل معظم الناس يتخذون هذا المشروب إضافةً صحيةً لنظامهم الغذائي، فاستهلاك الشاي مفيد للوقاية من عديد من الأمراض البشرية الموهنة؛ لاحتوائه على مركبات البوليفينول؛ إذ ترتبط الآثار المفيدة في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، خصوصًا تصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية، فضلًا عن مكافحة الشيخوخة ومضادات السكر وعديد من الآثار المفيدة الصحية الأخرى المرتبطة باستهلاك الشاي والتمثيل الغذائي (1).
وعلى الرغم من تلك الفوائد، مايزال البعض يجادل بأن بعض مركبات الشاي قد يكون لها خصائص مسببة للإدمان وأن الإفراط في شربه قد يضر أكثر مما ينفع؛ إذ تحتوي الأنواع المختلفة من الشاي على كميات متفاوتة من مادة (الكافيين - Caffeine)، وهي المادة ذات التأثير النفسي الأكثر شيوعًا في كافة أنحاء العالم. فالكافيين منبه طبيعي، وغالبًا ما يُلقى باللوم عليه في خصائص الشاي التي من المحتمل أن تسبب الإدمان (2).
يُصنف الكافيين غالبًا على أنه مادة مسببة للإدمان لأنه يحتوي على بنية كيميائية تشبه الأدينوزين، وهو مركب يوجد طبيعيًّا في جسمك، ويريح الجهاز العصبي المركزي. في النهاية؛ هذه التغييرات في كيمياء الدماغ هي السبب في عدّ هذه الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مسببة للإدمان (3).
كم تحتاج من الوقت لتصبح مدمنا؟
ما يزال غير واضحٍ مقدار الشاي الذي يجب أن تشربه يوميًّا قبل أن تصبح مدمنًا عليه. ومع ذلك، قد تواجه أعراض الانسحاب من تقليل تناول الكافيين حتى لو كنت تستهلك 100 ملغ فقط في اليوم(4)، ويعتمد محتوى الكافيين في الشاي على نوع الشاي. فكمية الكافيين المتوفرة في كوب واحد (240 مل) من أصناف الشاي الشائعة: الشاي الأسود: 35-44 مغ، الشاي الأخضر: 33-71 مغ، شاي الماتشا: 38-89 مغ، شاي منزوع الكافيين: حتى 12 مغ (5).
بناءً على هذه الأرقام، قد يكون شرب ما لا يقل عن 2-3 أكواب من أنواع معينة من الشاي يوميًّا كافيًّا ليسبب أعراض الإدمان الجسدي (4).
هل يا تُرى شرب الشاي بكثرة يُعدُّ ضارًا؟
- تشجع (وزارة الزراعة الأمريكية - USDA)، وأيضًا (الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية - EFSA)، الناس على أن لا يزيد استهلاك الكافيين عن 400 مغ يوميًّا، وهذا ما يعادل 4.5-12 كوب من الشاي يوميًّا بناءً على الصنف (6).
- يجب على الحوامل الحد من تناول الكافيين اليومي بما لا يزيد عن 200 مغ (2).
الآثار الجانبية لشرب كثير من الشاي:
على الرغم من أن تناول الشاي باعتدال يعد خيارًا صحيًّا للغاية بالنسبة لمعظم الناس، فإن تناول 3-4 أكواب (710-950 مل) يوميًّا قد يكون له بعض الآثار الجانبية السلبية:
- انخفاض امتصاص الحديد: الشاي مصدر غني بفئة من المركبات تسمى العفص (التانين - Tannin). وقد يرتبط العفص بالحديد اللاهيمي في بعض الأطعمة، مما يجعله غير متاح للامتصاص في الجهاز الهضمي. وقد تختلف الكمية الدقيقة من العفص في الشاي اختلافًا كبيرًا وذلك اعتمادًا على النوع وكيفية تحضيره. وتشير الأبحاث إلى أن العفص من المرجح أن يعيق امتصاص الحديد من المصادر النباتية (الحديد اللاهيمي) أكثر من الأطعمة الحيوانية (الحديد الهيمي). لذلك، إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًّا نباتيًّا صارمًا، فانتبه إلى كمية الشاي التي تتناولها (7).
- زيادة القلق والتوتر والأرق: تحتوي أوراق الشاي طبيعيًّا على مادة الكافيين، وقد يسهم استهلاك الكافيين الزائد من الشاي أو أي مصدر آخر في الشعور بالقلق والتوتر والأرق، وتشير الأبحاث إلى أنه من غير المحتمل أن تسبب جرعات الكافيين التي تقل عن 200 ملغ يوميًّا قلقًا كبيرًا لدى معظم الناس (8).
- قلة النوم: (الميلاتونين - Melatonin) هو هرمون يرسل إشارات إلى عقلك بأن الوقت قد حان للنوم، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الكافيين قد يثبط إنتاج الميلاتونين، مما يؤدي إلى ضعف جودة النوم (9).
- الغثيان: قد تسبب بعض المركبات الموجودة في الشاي الغثيان، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة أو على معدة فارغة. وقد تؤدي الطبيعة القابضة للعفص أيضًا إلى تهيج الأنسجة الهضمية، مما قد يؤدي إلى أعراض غير مريحة، كالغثيان أو آلام المعدة. يمكنك أيضًا تجربة إضافة قليل من الحليب أو تناول بعض الطعام مع الشاي؛ إذ قد يرتبط العفص بالبروتينات والكربوهيدرات في الطعام، مما يقلل تهييجه للجهاز الهضمي (10).
- الحموضة المعوية: تشير الأبحاث إلى أن الكافيين قد يريح (يرخي) العضلة العاصرة التي تفصل المريء عن المعدة، مما يسمح لمحتويات المعدة الحمضية بالتدفق بسهولة أكبر إلى المريء (11). وقد يسهم الكافيين أيضًا في زيادة الإنتاج الكلي لحمض المعدة، لكن؛ هذا لا يعني أن شرب الشاي يسبب حرقة المعدة بالضرورة (12).
- الصداع: قد يساعد تناول الكافيين المتقطع على تخفيف أنواع معينة من الصداع. ومع ذلك، عند استخدامه استخدامًا مزمنًا، قد يحدث التأثير المعاكس (13). وتشير بعض الأبحاث إلى أن ما لا يقل عن 100 مغ من الكافيين يوميًّا قد يسهم في تكرار الصداع يوميًّا، لكن المقدار الدقيق المطلوب لإحداث الصداع يختلف بناءً على تحمل الفرد (14).
المصادر: