كالينيغراد

كالينينغراد أوبلاست (Kaliningrad Oblast) مقاطعة روسية ذات سيادة على الرغم من أنَّها مفصولة عن البر الروسي الرئيسي بمسافة 365 كم (1)، وتُسمَّى هذه الحالة (Exclave)؛ وهي عندما يكون جزء من دولة ما مفصول عن جسمها الرئيسي ومحاط بمنطقة أو دولة أخرى (2,3)، وعلى الرغم من صغر هذه الحالة بالمساحة وتعداد السكان عادةً، لكنَّها كثيرًا ما تؤدِّي دورًا خلافيًّا في العلاقات الدولية (1).

يبدأ تاريخ هذه المنطقة المضطرب في القرن الثالث عشر حين سيطر الجرمانيون عليها، إلى أن تحوَّلت في العام 1525م إلى دوقية بروسيا تحت حكم مملكة بولندا، وفي القرن الثامن عشر ضعفت مملكة بولندا ممَّا أدَّى إلى انفصال بروسيا عنها وانضمامها إلى مملكة بروسيا الألمانية الجديدة، وساد الاستقرار حتى حلول الحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا وإعادة تقسيم المناطق.

بقيت بروسيا الشرقية جزءًا من ألمانيا لكنَّها انفصلت عنها جغرافيًّا بسبب إقرار منح بولندا منفذًا على بحر البلطيق، وسبَّب ذلك توتُّرًا بين ألمانيا وبولندا حتى حلول الحرب العالمية الثانية، إذ اجتاحت ألمانيا النازية بولندا في العام 1939م وأعادت الاتصال ببروسيا الشرقية إلى أن هُزِمت من قبل الحلفاء، فسيطر الاتحاد السوفييتي على معظم أوروبا الشرقية ومن ضمنها بروسيا الشرقية التي تقرَّر لاحقًا تقسيمها بين الاتحاد السوفييتي وبولندا (1).

سُمّي الجزء السوفييتي كالينينغراد، وبحلول العام 1959م جُلب 611000 شخص (معظمهم روسيّون) لاستيطان المنطقة بعد أن نزح منها معظم سكانها الألمان خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها، وأخذت المنطقة الطابع السوفييتي بأبنيتها، وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي انتقلت كالينينغراد إلى سيادة روسيا (1)، وانتقلت من كونها منطقة عسكرية مغلقة ومجهولة إلى منطقة مفصولة على بحر البلطيق تتبع لروسيا لكنها أقرب إلى الدول الأوروبية من الأراضي الروسية (4).

المصادر: