التعليم واللغات > التربية والتعليم
كيف يُسهم التعليم الرسمي والمعلمون في بناء السلام؟
قد يظن كثير من الناس عند سماعهم كلمة "السلام" أنها كلمة فضفاضة وأن تحقيق السلام أمرٌ في غاية الصعوبة هذا إن لم يكن مُستحيلًا. ولكن ما قد يُدهشنا هو أنَّ تحقيق عالم يسوده السلام ليس إلا عملية قائمة على بعض العناصر التي يجب أن تكون بديهية في عصرنا هذا، ولعلَّ أهم هذه العناصر هو التعليم. نعم، ليكون مجتمعنا سلميًّا ينبغي أن يكون التعليم فيه سليمًا.
يُحتفل اليوم -في 21 أيلول (سبتمبر) من كلِّ عام- بيوم السلام العالمي في جميع أنحاء العالم، من المهم الإضاءة على التعليم بوصفه مفتاحًا رئيسًا لبناء مجتمعات سليمة من نواحٍ متعددة؛ إذ تعترف الحكومات والوكالات الإنسانية والباحثون بالتعليم على أنه أحد أكثر الأدوات فعالية لتيسير تفعيل السلام الإيجابي (1).
وقد عبَّر المجتمع الدولي صراحةً -على مدار أكثر من عقدٍ من الزمن- عن أن تحقيق أهداف التنمية العالمية يعتمد على مدى إمكانية الحصول على التعليم الجيد في السياقات والأمكنة المتأثرة بالنزاع. وعلى الرغم من توسيع الأمم المتحدة عام 2015 لأهداف التنمية المستدامة (SDGs) لتشمل التعليم العالي بسبب أهميته البالغة في تغيير فرص الحياة وتنمية المجتمعات المحليَّة؛ إلا أنه غالبًا ما يُنظر إليه على أنه ترفٌ وليس ضرورة في الأماكن المتأثرة بالنزاع (2).
ومن الضروري الإشارة إلى أن التعليم قد يكون سلاحًا ذا حَدَّين؛ ففي حين يؤكد الباحثون أن للتعليم دورًا في تعزيز التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي وأنه مكون حيوي للتنمية البشرية وأن من خلال التعليم يمكن القضاء على الأمِّيَّة وتعزيز مهارات الفرد وقدراته؛ ولكن من جهة أخرى عندما يكون التعليم غير متكافِئٍ ويُستخدم لتشويه سمعة الأقليات مثلًا أو يتوفر من خلاله مستويات مختلفة من الدعم للأنظمة المدرسية أو يُقصي مجموعات معينة ويستبعدها من الفرص الاجتماعية والاقتصادية؛ فقد يُسبِّب انعدامَ التوازن الاجتماعي وانقسام مجموعات معينة؛ وهو الأمر الذي يؤدي إلى نشوب صراعات (1).
هنا تظهر بوضوح أهمية الدور الذي يؤديه المعلمون في تيسير عملية السلام؛ وذلك من خلال سعيهم لإنشاء فصول دراسية يشعر فيها الجميع بالاحترام والقبول والحرص على جودة العلاقات التي يشكلونها مع طلابهم. فهُم من يُهيِّئون المناخ في الفصل الدراسي ويُحدِّدون الطريقة التي يتفاعل بها الطلبة بعضهم مع بعض، ويرسِّخ المعلمون عند الطلاب فكرة أنهم مُهمُّون وأن لهم رأيًا. يعي الأطفال عند مشاركة أفكارهم وقصصهم أنهم ليسوا وحدهم في خوفهم وضياعهم ويتعلمون التسوية وحلَّ المشكلات (3).
إعداد: Mohammed K. Mohammed
المصادر: