الغذاء والتغذية > رحلة الغذاء
الأغلفة الصّالحة للأكل
المنتجات الغذائية شديدة التّلف بطبيعتها، ممّا يؤدي إلى تدهور سريع في الجودة. يؤدّي (الغلاف الصالح للأكل - Edible coating) دورًا مهمًّا في تقليل خسائر ما بعد الحصاد مثل فقدان الرطوبة والنضج والخسائر الفيزيائية والكيميائية. إضافةً إلى ذلك، فإنّ حفظ الطّعام قد تجاوز مجرد حفظه؛ إذ تُركّز التقنيات الحالية على تحقيق هدفين إضافيين، وهما:
- مدى ملاءمة العمليات المُستخدمة، وإنتاج منتجات صديقة للبيئة مع عدم توفر أي آثار جانبية على الصّحة.
- البحث عن خصائص غذائية إضافية (1).
يؤدّي استهلاك الأطعمة الصّحية والطبيعية إلى زيادة الحاجة إلى المنتجات الغذائية الطّازجة في السوق على مدار العام. ومع زيادة عدد السكان تتضاعف المتطلّبات في قطاع الأغذية على نحوٍ كبير وعلى الأغلفة التي قد تتحول إلى مصدر تلوث؛ ويمكن أن يكون تطبيق الغلاف الصالح للأكل على الأطعمة بديلًا للعبوات الضّارة غير القابلة للتّحلل (2).
كيفية تحضير الغلاف الصالح للأكل:
- يمكن تحضير الطلاء (محلول الغلاف) عن طريق إذابة مواد/ مركّبات الغلاف المحددة في أي مذيبات عضوية أو غير عضوية. يمكن أن تكون هذه المواد مكوّنة من السكريات أو الدّهون أو البروتينات أو أي نوع من المركبات (3).
- ولتعزيز الخواص الفيزيائية والكيميائية للطلاء، تُضاف المواد المضافة/ العنصر النشط. (والمكونات النشطة المستخدمة في مرحلة تحضير المحلول هي عوامل مضادة للميكروبات والفيتامينات ومضادات الأكسدة والزيوت الأساسية والمواد البلاستيكية).
- يُجانس المحلول تمامًا، ومن ثم يُغلّف إمّا عن طريق الغمس أو الرّش أو الرّغوة أو الطبقة المميعة أو تقنيات التنظيف بالفرشاة أو التحريك (2).
تُعدّ السماكة التي تقلّ عن 0.025 مم بمثابة غلاف صالح للأكل، بينما الذي يزيد عن 0.050 مم بمثابة أفلام / صفائح صالحة للأكل. لا تلبي هذه الطلاءات والأغشية الصالحة للأكل احتياجات التعبئة والتغليف فحسب، بل تُقلّل أيضًا خسائرَ الأطعمة الطّازجة بعد الحصاد (4).
تتمثل إحدى المزايا الرّئيسة لاستخدام الأغشية والأغلفة الصالحة للأكل في إمكانية دمج عديد من المكونات النشطة واستهلاكها مع الطعام، ومن ثمَّ تعزيز السلامة أو حتى الخصائص الغذائية والحسية. ويجب تحديد معايير الجودة للفواكه والخضروات المطلية بهذه الأغلفة بعناية، ويجب مراقبة تغير اللون ومعايير الجودة، وفقدان الصلابة، وفقدان الوزن للفواكه طوال فترة التخزين. وتستخدم أنواع مختلفة من البوليمرات الحيوية مثل الدهون والبروتينات والسكريات والمواد المركبة في صناعة الغلاف. وتظل مادة الغلاف عبارة عن مادة صالحة للأكل بالكامل (3).
وبما أن الفواكه واللّحوم تبقى خلايا حية حتى بعد حصادها، فإنّ التحكم في معدل التّنفس والأكسدة على التوالي يُمكن أن يحسّن مدّة الصلاحية. لذلك، يجب أن يتمتّع الغلاف الصالح للأكل بخصائص معيّنة للحفاظ على معايير جودة المنتجات الغذائية. إليكم بعض هذه الخصائص:
- يتحكم الغلاف على نحوٍ أساس في منع تسرّب الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والمركبات الذائبة والرطوبة من البيئة الخارجية إلى الأطعمة (5).
- يجب أن يكون الغلاف شفافًا للغاية بطبيعته دون أي لون داكن، إذ يجب أن يكون الطعام المغلف مرئيًّا بوضوح. وألّا تنتج مادة الغلاف أي نكهة أو رائحة أو لون داكن على الطعام (2).
- أن تحتفظ الأغلفة الصالحة للأكل أيضًا بالعصارة الطازجة لمنتجات اللحوم (الدواجن ولحم البقر..) عند تعبئتها (2).
- يجب أن تكون الأغلفة الصالحة للأكل قابلة للهضم إذا استُهلِكت مع الأطعمة المعبّأة، لذلك يجب أن تكون مواد الغلاف غير سامة بطبيعتها (6).
- أن يؤدّي مظهر الغلاف دورًا في جذب انتباه المستهلكين (2).
وُضع تطبيق الأغلفة الصالحة للأكل في الفواكه والخضروات واللّحوم ومنتجات الألبان تحت إطار واحد. ويُعدّ هذا الموضوع مهمًّا جدًّا في قطاع تصنيع الأغذية. وهناك قواعد ولوائح مُتّبعة لإنتاج وتنفيذ الغلاف الصالح للأكل. إذ إنّه من المحتمل أن تكون التعبئة والتغليف هي من أكثر الطرائق أهمية لحفظ الأغذية لأنّها تحمي المنتج وتحفظه وتوفر المعلومات اللازمة عنه، بينما تسمح بتسويق المنتج وتوزيعه.
المصادر: