ماهو الـ Wi-fi وهل يؤثر على الصحة؟

مع الازدياد الكبير في استعمال شبكات الـ (Wi-Fi) التي تصدر موجات كهرومغناطيسية وراديوية من مصادر متعددة مثل أجهزة الهاتف المحمول والراوتر وسماعات البلوتوث لنقل البيانات والإنترنت، زادت أهمية معرفة طبيعة هذه الموجات والتأثير الصحي للتعرض المديد والمتكرر لها، خاصةً على الأطفال والمراهقين (1).

والواي فاي (Wi-Fi) هو اختصار لمصطلح (Wireless  Fidelity)، وهو موجات راديوية ذات تردد يتراوح بين 2.4  ل 5 جيجاهرتز، ويُشير الهرتز إلى عدد الموجات في الثانية الواحدة، ويختلف تردد الوايفاي عن الأجهزة الأخرى مثل  أجهزة الراديو والهواتف النقالة، فعلى سبيل المثال، يستقبل راديو السيارة ترددات من مرتبة كيلوهرتز (AM) وميغاهرتز (FM).

ويقترب تردد الوايفاي من تردد موجات جهاز الميكروويف في منزلك الذي تستخدمه لإعداد الفشار، وموجات الوايفاي هي جزء من الطيف الكهرومغناطيسي ولا تسبب تأين الخلايا وبالتالي لا تسبب السرطان كما يعتقد البعض (2).

والطيف الكهرومغناطيسي مجال لجميع أنواع موجات الطاقة الموجودة في الكون التي تتراوح في طولها بين موجات الراديو الأطول وموجات غاما الأقصر، وتشمل موجات الضوء المرئية مثل المصباح، وغير المرئية مثل الأمواج فوق البنفسجية وتحت الحمراء وأشعة إكس وأشعة الميكروويف (3).

أما عن أمان موجات الوايفاي والراديو، فقد أكد عديد من الجهات الحكومية الرسمية العالمية كاللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين (ICNIRP) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) أنه لا خطر مُثبت من أن موجات الراديو لها أثر على صحة الإنسان لأن طاقة الإشعاع لا تتجاوز 0.1 واط (4,5)، ولا تتسبب أشعة الراديو بأي أذى للنسيج الخلوي أو تؤين الجينوم بطريقة مباشرة، وينحصر تأثيرها على الأعضاء الحية في التأثيرات الحرارية التي قد تسبب ضررًا، إذ إن استعمال هذه الأجهزة عن قرب لمدة نصف ساعة كافٍ لتوزع الحرارة على كافة أنحاء الجسم.

وهذه الدراسات غير مثبتة أو مؤكدة إذ يصعب دراسة تأثير موجات الراديو دراسة مستقلة عن أي تأثير آخر، ولكي تكون الدراسة ذات جدوى يجب أن تشمل أعدادًا كبيرة من البشر بفئات عمرية مختلفة، وأن تستمر مدةً زمنية طويلة تحت شروط محددة لا تتأثر بأي عوامل بيئية (1).

وعلى أية حال، رغم الدراسات العالمية التي تؤكد أمان استخدام أجهزة الوايفاي والراديو التي لا يخلو أي مكان على الأرض من أشعتها تقريبًا، فإن أخذ الحيطة بتقليل الاستعمال ما أمكن واستعمال الأجهزة على بعد كاف (40 سم) يضعنا على مسافة أمان من تأثيراتها الضارة المُحتملة (1).

دمتم بصحة وسلامة.

المصادر: