هل جميع المعلومات متاحة؟ خوارزمية الفيسبوك

سنتحدث في بداية مقالنا عن خوارزمية الفيسبوك بحسب موقعهم الرسمي:

يحدد الفيسبوك المحتوى الذي سيعرض لك وأي الموضوعات تناسبك أكثر عن طريق أربعة معايير؛ تتبين لك عندما تظهر الصفحة الرئيسية والمقترحات بطريقة مختلفة بين المستخدمين عن طريق الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1- المخزون Inventory: ما هو المحتوى الذي نُشر من قِبل أصدقائك والناشرين الآخرين؟ يعتمد هذا المعيار على المنشورات التي شاركها أصدقاؤك والصفحات التي تتابعها، بالاعتماد على المنشورات والفيديوهات المُشاهَدة عادةً من قِبلك.

2- الإشارة Signals: من نَشر هذه الحالة؟ يراعي الفيسبوك وفق هذا المعيار عديدًا من الإشارات مثل:

• من نشر هذه الحالة؟
• متى نُشرت؟
• ما توقيتك؟
• كم سرعة الإنترنت لديك؟ 

• كم عدد المرات التي علَّقت بها على هذا الحالة؟
• ما الوقت الذي استغرقته لقراءة هذه الحالة؟
• هل شاهدت الفيديو إلى نهايته؟
• ما احتمالية ردك وتعبيرك بأن هذه الحالة مفيدة؟

تُستخدم جميع الإشارات لتحديد درجة ملائمة واهتمام الأشخاص بمنشوراتك، وعلى سبيل المثال هناك شخص سجَّل إعجابه بأحد الصفحات وهذه الصفحة نشرت مقالًا حديثًا، يراعي الفيسبوك عدة عوامل مثل؛ هل الصفحة التي نشرت المقال هي صفحة تتفاعل معها كثيرًا، إضافةً إلى عدد التفاعلات والوصول إلى هذه المقالة. ومن ثَم يراعي الفيسبوك هذه المعايير:

• احتمالية ضغطك على الرابط لقراءة المقال.
• الوقت الذي تقضيه في قراءة المقال.
• احتمالية تفاعلك وتعليقك على المنشور.
• إيجادك أن المعلومة مفيدة.
• ارتباط المعلومة بموقع سيئ الجودة. 

ولكن ما معايير المحتوى الآمن والمحترم من وجهة نظر الفيسبوك؟

بالاستناد إلى معايير الفيسبوك يجب ألا يحتوي المنشور أو الحالة على ما يأتي:

• تعرٍّ أو مشاهد إباحية.
• مظاهر عنف أو جريمة.
• تنمر وإساءة للآخرين.
• خطاب كراهية.
• تصاميم عنيفة.
• أذية النفس أو الانتحار.
• مخالفة المعايير الاجتماعية (2).

حديثًا ونظرًا إلى الظروف؛ سُلِّط الضوء على مفهوم ليس بجديد عن مواقع التواصل الاجتماعي ومحرك البحث جوجل وهو الحظر الخفي Shadow ban، ويجب التنويه بأنه لا توجد أي تصريحات رسمية من قبل شركات مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه التقنية.

وُسِّع تعريف الحظر الخفي ليشمل تقليل الوصول إلى منشوراتك وليس فقط إخفاءها عن الآخرين، بما في ذلك حظر اقتراحات البحث وانخفاض تفاعل المتابعين أيضًا.

لم يكن للحظر الخفي في البداية أي علاقة بالخوارزميات أو الإشراف الآلي على المحتوى؛ ما يجعل هذا المصطلح ذائع الصيت في الوقت الحالي هو أنه يشير ضمنًا إلى الحوكمة المخفية عن المحكومين.

منصات التواصل الاجتماعي محكومة، والأهم من ذلك يجب أن تعمل ضمن الحدود التي يحددها القانون، والخوارزمية هنا هي أنظمة اجتماعية تقنية تصنف المستخدمين والمحتوى وتمنحهم نقاط إيجابية أو تحكم عليهم أنهم خطرون أو بمعنى أدق غير مقبولين. يرتبط الترويج للمحتوى وقمعه ارتباطًا وثيقًا، فكلتا العمليتان تستندان إلى القواعد والقيم التي يتسم بعضها بالشفافية؛ فعلى سبيل المثال تعرف المخاطر وعدم ملائمة المحتوى والسلوك عن طريق سياسات النظام الأساسي وتوضع تعريفات جزئية فقط في العقود والمستندات العامة مثل شروط الخدمة.

وحسب قول مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ: "في كثير من النواحي يشبه الفيسبوك الحكومة أكثر من كونه شركة تقليدية، كونه مجتمع يضم عدد هائل من الأشخاص، ونحن نضع بالفعل السياسات أكثر من شركات التكنولوجيا الأخرى."

لقد بذل المستخدمون قصارى جهدهم لاستخلاص القواعد واتباعها، ولكنهم لم يتمكنوا في كثير من الأحيان من فعل ذلك، وتسعى المنصات بتزايد إلى التصرف بناءً على الأنشطة تلقائيًّا عند ظهورها؛ فإما أن يزال المحتوى وإما يقلل الموقع من أولوية عرضه وتأثيره.

هنا يجب طرح سؤال مهم: هل يجب أن تتحمل المنصات مسؤولية إبلاغ المستخدمين بكيفية "رؤية" المحتوى الخاص بهم وتقييمه بواسطة الخوارزميات؟ 

ومن المثير للسخرية بالفعل أن المنصات في كثير من الأحيان تأخذ المسرح بوصفه حكامًا عقلانيين. وعلى سبيل المثال منصة ميتا التي شكلت مجلس رقابة مستقل في عام 2020 وعلاقته بفيسبوك وإنستغرام هي في الأساس علاقة المحكمة العليا بالفروع الأخرى من الحكومة، كما أنهم يعملون في الوقت نفسه استباقيًّا لتطوير ممارسات الاعتدال الخاصة بهم إلى اتجاه لا يتماشى بوضوح مع قيم سيادة القانون المتمثلة في التوافق والشفافية والتطبيق المتساوي والاستقرار النسبي التي يقترحها مشروع التحول الرقمي (4).

في نهاية هذا المقال لا يسعنا القول إلا إننا حاولنا إيجاد مصادر موثوقة عن وسائل تجنب مثل هذا النوع من الحظر؛ لكن مع الأسف لم نتمكن من ذلك.

المصادر: