البروباغندا بوصفها سلاحاً حربياً

أثار دور الإعلام في تحديد موقف الدول من بعضها عديداً من اختلافات الرأي حول تأثير التقارير المُنحازة والرسوم الكرتونية في تعزيز الصور النمطية للعالم الخارجي، مما يشجع الرأي العام على الشعور بالعدائية تجاه الشعوب الأخرى (1).

وتُعدُّ قضايا الشرق الأوسط مثالاً عن انحياز التقرير الإعلامي من خلال التمييز العرقي ضدَّ العرب، وتمييز الغربيين بوجهٍ عام ضدَّ غير الغربيين مثل العرب، ويمكن أن نرى مثالاً عن الانحياز في تعليق على قناة ABC في أخبار المساء مفاده أنَّ العرب بدؤوا كلَّ الحروب، فقد بدؤوا حرب 1948، وحرب 1956، وحرب 1967 (1).

ويعود أحد أسباب الانحياز الإعلامي إلى ضعف مستوى معرفة الإعلاميين الغربيين بواقع الشرق الأوسط، وجهلهم بما يحدث على الأرض، فضلاً عن تعميمهم صوراً نمطيةً عن العرب (1).

ويُطلق على استخدام معلومات مُنحازة ومُضلِّلة في سبيل نشر قضية معينة اسم "بروباغندا"، وكثيراً ما استُخدمت وسائل الإعلام المتعددة لخلق بروباغندا تبرِّر الحروب من ناحية سياسية أو اقتصادية أو ثقافية، إذ تعمل البروباغندا على التحكم بسلوك المتلقي والرأي العام وخلق مفهوم الحرب العادلة بناءً على بنية أخلاقية تسمح باستخدام القوات المسلحة بهدف تحقيق السلام وتحسين المجتمع والعالم، وكانت الحرب في أفغانستان مثالاً واضحاً على دور البروباغندا في تضخيم الحرب التي انطوت على 10% من العنف و90% بروباغندا (2).

ومن جهة أخرى، ينطوي المفهوم التقليدي للبروباغندا على تشكيل الرسالة المطلوبة ونشرها عبر وسائل الإعلام الحكومية أو الجهات المستقلة.

ويُعدُّ مفهوم الهيمنة على وسائل المعلومات المفتاحَ لفهم الإستراتيجيات الدعائية لكلٍّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهو عنصر أساسي في هدف الولايات المتحدة المتمثِّل في الهيمنة الكاملة، إذ تحدِّد هيمنة المعلومات مفاهيمنا باستخدام الدعاية ووسائل الإعلام في المجتمع الرأسمالي (3).

والقول بأن الأمر يتعلق بالسيطرة الكاملة على الدعاية يعني إجبار اللغة على تحريفات لا يمكن التعامل معها ببساطة، ولا تتعلق هيمنة المعلومات بنجاح الدعاية بالمعنى التقليدي الذي نعرفه جميعاً؛ ولكنه يمتدُّ إلى ما هو أشمل من عبارات مثل "كسب القلوب والعقول"، أو أن الحقيقة هي "الضحية الأولى"، أو "التلاعب الإعلامي"، أو "السيطرة على الرأي"، أو "حرب المعلومات" (3).

المصادر: