هل يشغل الذكاء الاصطناعي مكاناً في عالم الطب؟

يُعرَّف الذكاء الاصطناعي (AI) على أنه منهجية متعددة الاختصاصات تهدف إلى إيجاد أجهزةٍ قادرةٍ على أداء المهمات التي تتطلب الذكاء البشري لإنجازها في العادة (1).

تباينت ردات الفعل تجاه الذكاء الاصطناعي في المجتمع العلمي والأكاديمي وخاصةً ChatGPT، الأمر الذي يعكس الجدل التاريخي المتعلق بالفوائد التكنولوجية المتقدمة للذكاء الاصطناعي مقارنةً بمخاطرها؛ من ناحيةٍ معينة، يمكن أن يكون ChatGPT مفيداً في المهمات الحوارية والكتابية، وهو يساعد على زيادة الكفاءة ودقة النتائج المرجوّة. 

وأما من ناحيةٍ أخرى، ظهرت مخاوف متعلقة بالتحيّز المحتمل بسبب قاعدة البيانات المستخدمة في تدريب ChatGPT، التي يمكن أن تقيّد قدراته وتؤدي على نحو مثير للقلق إلى معلومات غير دقيقةٍ علمياً قد تبدو على أنها محتملة (ظاهرة تُسمى الهلوسة). (1)

 ترتبط مرونة الذكاء البشري (HI) مقارنة بالذكاء الاصطناعي (AI) بقدرته على التكيف، والإبداع، والذكاء العاطفي، وقدرته على فهم المفاهيم المجردة المعقدة، ومع ذلك، إذا ما جرى التأكد من نتائج مضمونة وموثوقة للذكاء الاصطناعي، فالفائدة من التعاون بين الذكاء البشري مع أدوات الذكاء الاصطناعي كبيرة (1).

ويمكن توظيف هذه التقنية في المجال الطبي في اختيار مواضيع محتملة للأبحاث، إضافة إلى مساعدة المختصين في مجال التشخيص السريري والمخبري (2). 

إضافة إلى أنها بالفعل أصبحت مقبولة في الممارسة الطبية لتفسير بعض أنواع الصور الطبية، كتخطيط القلب ECG، والصور الشعاعية البسيطة، وصور الطبقي المحوري CT، وصور المرنان MRI، وصور آفات الجلد، وصور شبكية العين أيضاً (3).

إضافة إلى ما سبق، يمكن أن يستفيد طلاب الطب، والأطباء، والممرضون، وجميع أفراد قطاع الرعاية الصحية من الذكاء الاصطناعي عن طريق البقاء على اطلاع بآخر التحديثات والتطورات في مجالاتهم المختلفة (2). 

فقد أثبت الذكاء الاصطناعي فائدته في رفع جودة الرعاية الطبية التي يقدمها المختصون، وبالطبع سوف يأخذ بالتطور أكثر فأكثر في المستقبل القريب.

لكن هذه النقلة النوعية لا تعني الاستغناء عن خدمات الأطباء والعاملين بالرعاية الطبية، إنما سيكتشف المختصون مع تطور التكنولوجيا كيفية التعامل مع الآلات والذكاء الاصطناعي؛ مما سيسهم بإنجاز العمل الطبي على أكمل وجه (3).

المصادر: