لن ترميَ أوراق النباتات الخضراء بعد قراءة هذا المقال!

"يؤدّي الكلوروفيل الدورَ الأساس في عمليَّة التّمثيل الضوئي التي تقوم بها النباتات الخضراء بغية تحويل المواد المعدنيَّة التي تمتصها من التربة إلى موادَ عضويَّةٍ (السكريَّات في المقام الأوَّل)، وهذه السكريات تشكِّل غذاء هذه النباتات المنتِجة".

أغلبنا اكتسب المعلومة السابقة خلال الأعوام التي قضاها في المدرسة. لكن ما فوائد استهلاك الكلوروفيل، وانعكاسات هذا الاستهلاك اليوميّ على صحة وتوازن جسمِنا؟

• فوائد استهلاك الكلوروفيل:

1- الخصائص المضادة للأكسدة: يمتلكُ الكلوروفيل الطبيعيّ خصائصَ مضادَّةً للأكسدة، وينبغي لفت النظر إلى أنَّ الدراسات العلميَّةُ أشارت أنَّ الكلوروفيل أقل أهميَّة في محاربة التأكسد من المركبات النباتيَّة الأخرى المتوفرة في الفواكه والخضروات. ولعلَّ سبب انخفاض هذه الأهميَّة يرجع إلى ضعف امتصاص الكلوروفيل من قِبَل الجهاز الهضمي (1).  

2- الخصائص المُضادَّة للطفرات الجينيَّة والخصائص المُضادَّة للسًمِّيَّة: تنتشرُ العواملُ المؤدّية  لحدوث الطفرات الجينيَّة Mutagenic agents والعوامل الجينيَّة السامَّة Genotoxic agents في بيئتنا وفي طعامنا، وكذلك فإنَّ بعضَ هذه العوامل يُستخدمُ في العلاج الكيميائيّ كالسيسبلاتين Cisplatin. بالمقابِل، فإنَّ توفر الكلوروفيل في الفواكه والخضروات ارتبط بنشاط مضادٍ لهذه العوامل، إذ بيّن الباحثون أنَّ ارتفاع محتوى الكلوروفيل ترافق مع انخفاض نشاط بعض الطفرات. 

وتجدرُ الإشارة وحسب الاختبارات التي أُجريت على فئران التجارب إلى أنّ العلاج بالكلوروفيل أسهم في تخفيف تكسُّر الكروموسومات chromosomal breakage، وكذلك في وقاية خلايا النخاع العظمي والكبد والكليَتَين من تلف الحمض النووي DNA damage (1). 

3- النشاط المضاد للسرطان: إنَّ مرض السّرطان هو السبب الرئيس الثاني للوفاة في أنحاء العالم، ومن ثمَّ تزداد أهميَّة اكتشاف أساليب وممارسات يوميَّة تسهِمُ في الوقاية منه. أظهرت بعض الدراسات أنَّ استهلاك 100 ملغ من الكلوروفيل ثلاث مرات في اليوم مدة أربعة أشهر قلَّل إفرازَ الأفلاتوكسين DNA-aflatoxin في البول بنسبة 55% (ومن المعروف أنَّ الأفلاتوكسين هي مواد مسرطنة قويَّة للإنسان). وإنَّ انخفاض إفراز هذه المواد في البول يعني انخفاض الجرعة الفعَّالة بيولوجيًّا من الأفلاتوكسين، ما يعني احتمال امتلاك الكلوروفيل خصائص مضادة للسرطان (1).

كذلك فإنّ الكلوروفيل يسهِّل تغيُّرات حالة التأكسد في خلايا البنكرياس السرطانيَّة، وهذا العامل قد يكون مسؤولًا عن خصائص الكلوروفيل المضادة للسرطان وعن تقليل نسبة الإصابة بالسرطان بين مستهلكي الخضروات الخضراء (لوحظ انخفاض هذه النسبة خلال الدراسات السريريَّة) (2). 

4- الخصائص المُضَادَّة للسُمنة: أثبتت دارسة أنَّ إضافة أغشية النباتات الخضراء إلى النظام الغذائي يوميًّا مدَّة ثلاثة أشهر تخفِّضُ وزنَ الجسم على نحوٍ ملحوظ عند النساء ذوات الوزن الزائد، إضافةً إلى انخفاض مستوى الكولسترول الكليّ والكولسترول الضار في الدم. من جهةٍ أخرى، فإنَّه من المعلوم أنَّ زيادة استهلاك الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الدهون والسّكر تمنح الأجسام الحيَّة الطاقة، لكنَّها تعطِّل وظائف المخ المتحكِّمة في الشهيَّة والتحفيز. وفي هذا السياق، أظهرت إحدى الدراسات انخفاض الرغبة في تناول الطعام لدى المجموعة التي تناولت أغشية النباتات الخضراء قبل تناول الوجبة الرئيسة (3). 

5- الخصائص المعالِجة لمشكلات البشرة: أظهرت دراسةٌ أنَّ التركيبة التي تحتوي كلوروفيلين نحاس الصوديوم    sodium copper chlorophyllin كانت فعَّالة سريريَّا في علاج الضرر الضوئي الخفيف إلى المتوسط وكذلك في علاج النمش الشمسي عند استخدامِها مدَّة ثمانية أسابيع (4). إضافةً إلى علاج حبِّ الشباب الخفيف إلى المتوسط، والمسام الكبيرة المرئيَّة عند استخدامها مدَّة ثلاثة أسابيع (5).

انطلاقًا من كلِّ المعلومات السابقة: "هل لا زلت ترغب بعد الآن برمي أوراق الخضراوات الخضراء؟" و"ما خططِك لزيادة استهلاكِكَ اليوميّ من الكلوروفيل؟".

المصادر: