الفيزياء والفلك > علم الفلك
الفضاء يعزف الموسيقى
"إنني أخطو عبر الباب
لأطفو بطريقة بالغة الغرابة
والنجوم تبدو مختلفة جدًّا اليوم"
لننطلق في رحلة فضائية مع رائد الفضاء كريس هادفيلد وهو يغني Space Oddity على متن محطة الفضاء الدولية، ولنصعد إلى السماء متجاوزين طبقات غلاف الكوكب لنصل إلى الفضاء ونسمع موسيقاه.
قبل أن نخرج من الغلاف الجوي للأرض يمكننا أن نسمع أصواتًا أشبه ما تكون بالصفير، تنشأ عندما تنتقل النبضات الكهرومغناطيسية الناتجة عن صواعق البرق، أو الشهب، أو الزلازل، إلى الغلاف الجوي الخارجي للأرض متبعة خطوط المجال المغناطيسي.
بعدها يمكن أن نشاهد الشفق القطبي الجميل ونسمع صوتًا يشبه صوت سرب الطيور وقت الفجر الباكر، ينشأ من الإلكترونات مرتفعة الطاقة في الغلاف المغناطيسي للأرض التي تنشط بفعل العواصف الشمسية القادمة من الشمس المسببة للشفق القطبي (1,2).
إذا ابتعدنا قليلًا عن الأرض وقررت أن تخرج رأسك من المركبة الفضائية، فلن تتمكن من سماع هذه الأصوات مثلما تسمع الأصوات على الأرض، وذلك لأنه على عكس الأصوات الأرضية الناتجة عن انضغاط وانبساط الهواء، تنشأ هذه الموسيقى الفضائية بواسطة موجات كهرومغناطيسية تُعرف باسم موجات البلازما، ويحولها العلماء إلى موجات صوتية مسموعة بتحويل تردداتها (3).
نتابع سيرنا في عمق الفضاء، ونسمع نبضات من النجوم التي تدعى "النجوم النابضة (Pulsars)" في مجرتنا، سُجلت بواسطة التلسكوبات الراديوية، تتراوح مدتها بين مللي ثانية وعدة ثوان، ويكون الصوت حادًّا ومتواصلًا.
ثم نتابع مسيرنا تاركين مجرتنا بعيدًا لنسمع الأصوات الغريبة الناتجة عن اصطدام النجوم النيوترونية واندماج الثقوب السوداء، الناتجة من موجات الجاذبية، وهي تموجات في نسيج الزمكان، وتقع أيضًا في نطاق التردد الصوتي المسموع (1).
هذه الموسيقى الفضائية تساعدنا على فهم أفضل للبيئة الفضائية الديناميكية التي نعيش فيها، وفهم الإلكترونات عالية الطاقة المتسارعة حول الأرض، إذ تتفاعل مع غلافنا الجوي العلوي، ويمكن أن تشكل خطرًا على المركبات الفضائية أو الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات اللاسلكية، التي يمكن أن تتضرر بسبب إشعاعاتها القوية (3).
عُرض عمل فني يشمل رقصًا تصويريًّا على أنغام الموسيقى الفضائية التي دُمجت بطريقة فنية مبتكرة مع آلات الموسيقى الأرضية كالبيانو في مهرجان كامبريدج للعلوم في آذار عام 2018، وكانت المقاطع الصوتية في غاية الروعة وألهمت صناع الألعاب والأفلام لاستخدامها في أعمالهم (1).
أترككم مع مقاطع صوتية لترنيمة السماء الكونية ومقاطع أداءات الرقص والعزف عليها (1):
Sounds of Space” web page هنا
المصادر: