طائر الزرزور وقصائد شكسبير؛ المزيج الكارثي

"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن".

قد يُلخِّص هذا القول ما حدث مع يوجين شيفلين (Eugene Schieffelin)..

هذا ونعلم جميعًا أن الإعجاب الشديد بأحد المبدعين في مجالٍ ما يجعلنا نبحث في تفاصيل عملهم والتعمق بها أحيانًا إلى درجةٍ قد تصل حدِّ الهوس.

وهذا ما حدث بالفعل مع يوجين! فماذا فعل نتيجة حبه لشكسبير؟ وهل كانت النتائج كما أراد؟

لنتعرف إليه أكثر في الألبوم الآتي..

تبدأ القصة عند يوجين شيفلين (Eugene Schieffelin) الذي كان مولعًا بالمسرحي والشاعر الإنكليزي ويليام شيكسبير (William Shakespeare).

وبسبب شغفه هذا، قرر أن يستوردَ جميع أنواع الطيور التي ذُكرت في مسرحيات شكسبير وقصائده، وإطلاقها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1890 (1).

وعلى الرغم من أن معظم الطيور التي أتى بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية قد اختفت أو انحسر وجودها، فإن طيور الزرزور قد ازدهرت لتُصبحَ واحدةً من أكثر الأنواع الغازية تدميرًا في شمال أمريكا (1).

وطيور الزرزور طيور أوروبية، والولايات المتحدة ليست موطنًا أصليًّا لها.

وعلى الرغم من الفوائد المهمة لوجودها كونها تأكل الحشرات، فإنَّها تسبِّب أضرارًا تفوق هذه الفائدة.

إذ يُقيم الزرزور في مستعمرات ضخمة، ويحلُّ محلَّ أنواع الطيور المحلية، ويعرقل السفر الجوِّي، ويدمِّر المحاصيل وأشجار الفاكهة، ويساعد على انتشار الأمراض (2).

في عام 1960، وحيث كانت تُقلِع طائرة محمَّلة بالركاب من مطار لوغان (Logan) في بوسطن (Boston)؛ ظهر سربٌ من طيور الزرزور واتجهوا نحو المحركات الأربعة للطائرة مما أدى إلى سقوطها في الميناء وموت 62 شخصًا نتيجةً لذلك (3).

فضلًا عن الأضرار الزراعية التي تُقدَّر وحدها حاليًّا بمليار دولار سنويًّا (4) (p.16). وهناك خشية من أن يؤدي بحث الزرزور النَّهِم عن الطعام إلى كارثة بيئية تتمثل بنزوح طيور "السُّمَّنة" من الولايات المتحدة الأمريكية (1).

وجديرٌ بالذكر أن هذه الكوارث التي حدثت -ولا تزال تحدثُ- تعود إلى أن طيور الزرزور قد ذُكرت على نحوٍ سريع وموجز في مسرحيةٍ لشكسبير بعنوان (هنري السادس - Henry VI)(2).

المصادر: