الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
ما اضطراب تجنب الطعام ARFID؛ وهل يعد علاجًا؟
يُعرّف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الطبعة الخامسة) DSM-5 اضطراب (تجنب/ تقييد تناول الطعام - ARFID - Avoidant/Restrictive Food Intake Disorder) بأنه الفشل في تلبية الاحتياجات الغذائية الذي يؤدي إلى انخفاض الوزن، ونقص التغذية، والاعتماد على الأغذية التكميلية، و/أو أنه ضعف نفسي اجتماعي (1).
عُرف (ARFID) في الماضي بأسماء مختلفة، ولهذا لا تتوفر معلومات عديدة عن مدى شيوعه (2). ويعدّ (ARFID) تشخيصًا جديدًا تمامًا في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، لذلك لم يُضّمن في أي دراساتٍ وبائية واسعة النطاق، مما يعني أن حدوثه وانتشاره بين عامة السكان غير معروف (3, 1).
لا يتناول الأشخاص المصابون بـ(ARFID) ما يكفي من الطعام، أو لا يتناولون ما يكفي من أنواع مختلفة من الطعام لتلبية احتياجاتهم من الطاقة أو التغذية. وهذا عادةً ما يكون سببًا لعديد من المشكلات الصحية، كضعف النمو عند الأطفال، وفقدان كثير من الوزن، والمعاناة من نقصٍ تغذوي حاد يستدعي اللجوء إلى المكملات الغذائية (أو حتى الاعتماد على التغذية بأنبوب)، ويؤثر سلبًا في الصحة النفسية (2).
أظهرت الدراسات أن هؤلاء المرضى معرضون لخطر انقطاع الطمث -عند النساء- وبطء ضربات القلب، واضطرابات الإلكتروليت، كنقص بوتاسيوم الدم، ويسبب نقصًا في فيتامينات مهمة كـ(A وE وB12 وD وK وحمض الفوليك، فضلًا عن انحطاط الحبل الشوكي الثانوي (1).
ما أسبابه؟
يعدُّ (ARFID) من اضطراب الأكل ذات الأسباب العديدة، لكن المعتقدات المتعلقة بالوزن أو شكل الجسم ليست من الأسباب التي تجعل الأشخاص يصابون به، وتشمل الأسباب المحتملة لـ (ARFID) ما يأتي (3,4):
- مشاعر سلبية تجاه رائحة بعض الأطعمة أو طعمها وملمسها : بعض الناس حساسون للغاية تجاه مذاق الطعام أو ملمسه أو رائحته أو شكله. عند من يعانون (ARFID)، سيكون هذا الأمر أكثر حدة (2,4).
- النفور الحسي: الخوف من العواقب: يعاني بعض الناس أشياءً مزعجةً عند تناولهم الطعام، على سبيل المثال: الاختناق أو القيء أو آلام المعدة أو الإسهال أو الإمساك. وهذا قد يجعلهم خائفين أو قلقين فيما يخص بعض الأطعمة أو تناول الطعام عمومًا. وقد يتعاملون مع هذا عن طريق تجنب بعض الأطعمة وتناول التي يعتقدون أنها "آمنة" فقط (2,4).
- عدم الشعور بالجوع أو مجرد عدم الاهتمام بتناول الطعام (2,4).
الخلط مع الاضطرابات الأخرى:
يختلف (ARFID) عن (فقدان الشهية العصبي - Anorexia Nervosa - AN) و(الشره العصبي - Bulimia Nervosa) فيما يتعلق بعدم وجود اضطراب في صورة الجسم؛ بالإضافة إلى الأساس المنطقي لتقييد الغذاء؛ إذ إن مرضى (ARFID) قد يعبّرون عن رغبتهم في زيادة تناولهم للطعام واكتساب الوزن المطلوب، لكنهم ببساطة لا يستطيعون حمل أنفسهم على القيام بذلك لأسباب متنوعة (1,3).
في حين أنه يشمل (ARFID) مجموعةً واسعةً من المسببات، فقد ثبت باستمرار أن مرضى (ARFID) هم عادةً ما يميلون لأن يكونوا أصغر سنًا وذكورًا ولديهم نسبة أعلى من الاضطرابات الطبية أو النفسية المصاحبة مقارنة بأولئك الذين يعانون اضطرابات الأكل الأخرى (3).
من الأمراض النفسية المصاحبة لـ(ARFID) غالبًا (اضطراب القلق العام - Generalized Anxiety Disorder - GAD)، واضطراب طيف التوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD). أشارت بعض نتائج الدراسات على عدد من الأطفال الذين يعانون (ARFID) إلى أن 50% منهم يعانون أيضًا (GAD) (1).
الآن؛ كيف يمكن علاج هذا الاضطراب؟
تعتمد كيفية علاج (ARFID) على سبب حدوثه، وتركز سبل علاجه عادةً على:
- علاج أي مشكلات صحية جسدية: وتشمل العلاجات التي تساعد على علاج نقص التغذية وفقدان الوزن:
- الفيتامينات المتعددة.
- المكملات المعدنية، كالزنك أو الحديد.
- دواء لزيادة الشهية.
- نصائح بشأن الأطعمة البديلة و"الآمنة" التي يجب على الشخص تناولها. وهذا قد يساعد على تجنب الإصابة بنقص التغذية.
- إذا كان شخص ما يعاني قلقًا شديدًا، فقد تكون أدوية القلق مفيدة في بعض الحالات مدةً قصيرة (2).
- (العلاج السلوكي المعرفي - CBT - Cognitive behavioral therapy): هو نوع من العلاج بالكلام قد يساعد الشخص على تعلم طرائق أكثر فائدة في التفكير في المواقف الصعبة والتفاعل معها.
هناك نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذي طُور خصيصًا للأشخاص الذين يعانون (ARFID). في هذا النوع من العلاج، يحدد الأشخاص أهدافًا ويجرون تغييرات على الأطعمة التي يتناولونها، ويعملون في أثنائه مع معالج لتعريض أنفسهم للأطعمة الجديدة أو الأطعمة التي يتجنبونها (2).
فيما يتعلق بالأطفال الصغار الذين يعانون (ARFID)، الذين يستهلكون سعرات حرارية غير كافية، تتضمن استراتيجيات العلاج زيادة الحجم الغذائي والمكملات الغذائية عن طريق الفم، والتغذية الأنبوبية، والتدخلات السلوكية المكثفة التي تُقدم، ويعدُّ الإشراف الطبي على إعادة التغذية – بما في ذلك مراقبة حالة القلب والرئة وتوازن الكهارل – أمرًا مهمًا (1).
إن فطام الأنبوب غالبًا ما يكون عنصرًا مهمًا في العلاج اللاحق نظرًا إلى أن التغذية الأنبوبية تهدف عادةً إلى أن تكون إجراءً مؤقتًا (1).
المصادر: