الطب > معلومة سريعة
الجنين يُجدِّد قلب الأم!!
إن الانتقال الجنيني-الوالدي للخلايا ظاهرة شائعة تتضمن أنواعًا مختلفة من الخلايا، بعضها يمتلك القدرة على التطور إلى أنماط متعددة من الخلايا الناضجة التي قد تظهر ظهورًا عابرًا أو تبقى عدة عقود بعد الولادة عند بعض الأمهات؛ إذ وُجِدَت في المناطق المصابة من الدماغ والكبد والرئة والكلية والجلد، لكن لم يُدرَس وجودها سابقًا ضمن العضلة القلبية (1).
أظهرت إحدى الدراسات أن خلايا الجنين تنتقل إلى العضلة القلبية خلال الحمل، ومثلما يبدو، فإنها تصلح الأجزاء المصابة منها. وقد تساءلت هذه الدراسة عن دور الخلايا الجنينية في ذلك بعدما لُوحظَ تصادف مستويات شفاء عالية عفوية (50% تقريبًا) من قصور القلب الناجم عن اعتلالات العضلة القلبية في الفترة التي تسبق الولادة مع وجود نسب عالية من الخلايا الجذعية في قلوب الأمهات الأصغر سنًا مقارنة بالأمهات الأكبر سنًا (2,1).
لإثبات هذه النظرية، جرى إحداث انسداد مفتعل في أحد الشرايين الهامة المغذية للعضلة القلبية عند إناث الفئران خلال اليوم 12 من حملهن ثم دُرِسَت تبدلات العضلة القلبية لديهن ولوحظ أن الخلايا الجنينية استهدفت مناطق الأذية دونًا عن غيرها؛ إذ يبدو أن الخلايا المصابة ترسل إشارات تلتقطها خلايا الجنين، ما يُمَكِّنها من الانتقال إلى تلك المناطق والتمايز هناك إلى خلايا بطانية وعضلية ملساء وعضلية قلبية. وقد قلدت ذلك الخلايا الجنينية المعزولة من قلوب الأمهات إضافة إلى ملاحظة تمايزها لأوعية وخلايا عضلية قلبية وظيفية تنبض نبضًا متزامنًا مع الخلايا العضلية القلبية المجاورة، ومن المحتمل أن هذه الآلية التطورية قادرة على حماية قلب الأم خلال الحمل وبعده (2,1).
وتتابع الدراسة بأنه على الرغم أن هذه الخلايا الجذعية التي استقرت في قلب الأم تحمل أنواعًا مختلفة من الخلايا، فقد تبين أن حوالي 40% منها يحمل اسم Cdx2 المميز لخلايا الأرومة المغذية التي لم يسبق أن لوحظ لها دور في إصلاح الأذية حتى اليوم. حاليًا، يجري انتقاء الخلايا الحاملة ل Cdx2 في المشيمة وزرعها في أماكن الأذية الناجمة عن الاحتشاء لدراسة تأثيرها في وظيفة القلب وإمكانية تمايزها إلى خلايا قلبية ووعائية (2).
الخلايا المشتقة من المشيمة المهاجرة إلى القلب -التي تحمل بمعظمها Cdx2- كانت الأفضل بإعادة التجديد مقارنة ببقية أنواع الخلايا الجذعية وحسنت من وظيفة البطين الأيسر والقلوصية التي تدهورت بعملية القولبة الناجمة عن الاحتشاء؛ فقد تمايزت إلى خلايا قلبية تنبض نبضًا تلقائيًا وخلايا عضلية ملساء وخلايا بطانية ووعائية، ما شكّل نسيجًا قلبيًا متكاملًا (3).
في دراسة لاحقة، اتضح أن الخلايا الجذعية في الثلث الأول من الحمل أكثر فعالية منها في الثلث الثالث؛ فقد أظهرت خلايا الثلث الأول مستويات أعلى من الجينات المحرضة للنمو الوعائي ومستويات أقل من الجينات المثبطة لتشكيل الأوعية فضلًا عن التحسن السريري الملحوظ في وظيفة القلب الناجم غالبًا عن تحسن التروية (4).
المصادر: