الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
تطبيق نظرية السّلوك المُخطّط (TPB) لفهم الخيارات المتعلّقة بالتّغذية والحدّ من هدر الطّعام
تُظهر الدّراسات أنّ حوالي ربع إنتاج الغذاء العالمي يُهدَر، ويُعدّ هدر الطعام قضية مثيرة للجدل في وقت لا يزال فيه الجوع وانعدام الأمن الغذائي منتشرًا بوصفهِ مشكلةً واسعةَ النطاق في جميع بلدان العالم. ويتعرض الفقراء على نحوٍ متزايد للخوف من انعدام الأمن الغذائي بسبب الزيادات المتكررة في أسعار المواد الغذائية. تشير التقديرات إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يعانونَ نقص التغذية المزمن في العالم قد ارتفع إلى 815 مليون شخص، ويعيش 489 مليونًا منهم في بلدان تعاني الصراع والعنف (1).
في الجانب الآخر، هناك حاجة ماسّة إلى بذل الجهود للحدّ من سلوكيات المدخول الغذائي غير الصّحي لدى الشباب، إذ ارتبطت زيادة الوزن والسمنة في مرحلة الطفولة بعدد لا يحصى من الحالات الصحية والتنمر والاكتئاب، وتدني احترام الذات، والصورة السلبية للجسم، إضافةً إلى زيادة الوزن والسمنة في مرحلة البلوغ والتي لها أمراض مصاحبة معروفة (2).
لمعالجة زيادة الوزن والسمنة لدى الشباب وكذلك تقليل هدر الطعام، قد تكون الأطر النظرية أكثر فعالية من تلك التي لا ترتكز على النظرية. يمكن أن تكون التدخلات القائمة على النظرية فعالة في تعزيز تغيير السلوك؛ أحد النماذج الواعدة هو (نظرية السلوك المخطط - Theory of Planned Behavior (TPB)) هي نظرية نفسية اجتماعية تحاول التنبؤ وفهم سبب قيام الفرد بسلوكيات معينة (1,2).
تُعدّ نظرية السلوك المخطط (TPB) إطارًا فعّالًا لفهم السلوكيات المتعلقة بالتغذية والتنبؤ بها، بما في ذلك الحدّ من هدر الطعام والمدخول الغذائي غير الصحي. يقترح TPB أن سلوك الفرد يتأثر تأثُرًا مباشرًا بنيّته في أداء هذا السلوك. وتتشكل هذه النية من خلال ثلاثة عوامل رئيسة:
1. الموقف: تقييمنا الشخصي للسلوك، سواء كنا ننظر إلى تقليل هدر الطعام على أنّه أمر إيجابي أو سلبي. أظهرت نتائج مقالة علمية مراجعة ركزت على استخدام TPB لتقييم تناول الطعام الصحي والوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية أن الاتجاه له أقوى علاقة مع النية السلوكية الغذائية (الموقف)، بينما كانت النية هي متنبئ أكثر شيوعًا لأداء السلوك (2).
بخصوص هدر الطعام تشير الأبحاث إلى أن المواقف تجاه الحد من هدر الطعام يمكن أن تتأثر في تثقيف الأفراد عن الآثار البيئية والاقتصادية لهدر الطعام، مما يؤدي إلى تغيير المواقف، ويمكن لحملات التوعية التي تُسلط الضوء على فوائد الحد من هدر الطعام، مثل توفير المال والحفاظ على الموارد أن تعزز المواقف الإيجابية (1).
2. المعايير الذاتية: كيف ندرك آراء الآخرين بشأن السلوك، بما في ذلك الضغط الاجتماعي أو الموافقة؟ تؤدي التأثيرات الاجتماعية، مثل ممارسات وتأييد الأصدقاء أو العائلة أو الشخصيات العامة المؤثرة، دورًا حاسمًا في تشجيع السلوكيات مثل الحدّ من هدر الطعام. يمكن للمبادرات المجتمعية وحملات وسائل التواصل الاجتماعي تعزيز هذه المعايير على نحوٍ فعّال (3).
3. التحكم في السلوك المدرك: إيماننا بقدرتنا على أداء السلوك الذي يتضمن المعرفة والمهارات والموارد. يُعدّ تمكين الأفراد بالمعرفة والأدوات اللازمة للحد من هدر الطعام أمرًا حيويًّا. يمكن أن يشمل ذلك نصائح عن تخطيط الوجبات، وتقنيات تخزين الطعام المناسبة، وفهم الملصقات الغذائية، والطرائق الإبداعية لاستخدام بقايا الطعام. كذلك فإنّ إمكانية الوصول إلى مرافق التسميد، وبرامج تقليل هدر الطعام يمكن أن تزيد من ثقة الأفراد في قدرتهم على تقليل هذا الهدر (4).
خطوات عملية لتقليل هدر الطعام:
- تخطيط وجباتك: يساعد تخطيط الوجبات على شراء ما هو مطلوب فقط، مما يُقلّل احتمالية هدر الطعام.
- فهم الملصقات الغذائية: معرفة الفرق بين تواريخ "الاستخدام حتى" و"البيع قبل" و"الأفضل قبل" يمكن أن يمنع التخلص من الأطعمة التي لا تزال آمنة للأكل.
- تخزين الطعام تخزينًا صحيحًا: التخزين السليم يطيل عمر الطعام. على سبيل المثال، تخزين الخبز في مكان بارد وجاف أو حفظ الفواكه والخضروات في البيئة المناسبة.
- استخدام بقايا الطعام بطريقة إبداعية: إن تحويل بقايا الطعام إلى وجبات جديدة لا يُقلّل الهدر فحسب، بل يضيف أيضًا تنوعًا إلى نظامك الغذائي.
- السماد: يُعدّ تحويل بقايا الطعام إلى سماد طريقة ممتازة لإعادة تدوير العناصر الغذائية وإعادتها إلى النظام البيئي (5,6).
المصادر: