الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
هل هناك علاقة بين تناول مشتقات الحليب وظهور حبِّ الشَّباب؟
يُعدُّ حَبُّ الشَّباب أحد أكثر الأمراض الجلديَّة شيوعًا بين الأطفال والمراهقين وكذلك الراشدين، علمًا أنَّ نسبة انتشاره عند المراهقين تتراوح بين ما يقرب نسبة 50% إلى 95%. وتتنوَّعُ أسباب ظهوره بين الوراثة، والهرمونات الجنسيَّة والعوامل النفسيَّة والبيئيَّة (1).
العلاقة بين النظام الغذائي وحَبِّ الشباب:
يندرجُ النظامُ الغذائي ضمن العوامل البيئيَّةِ المرتبطةِ بظهور حَبِّ الشَّباب، لكن هناك ندرة في الأدلَّة العلميَّة الكافية لإثبات أن هناك علاقةً سببيَّةً بين النظام الغذائي وظهور حَبِّ الشَّباب؛ علمًا أنَّه غالبًا ما يربطُ المرضى والأطباء بين العوامل الغذائيَّة، وخاصةً الحلويات والشوكولا والحليب ومشتقاته والدهون، وبين ظهور حًبِّ الشَّباب وتفاقمه (1).
ما الذي أظهرته الدراسات العلميَّة عن العلاقة بين حَبِّ الشَّباب وتناول الحليب ومشتقَّاته؟
- هدفت دراسةٌ إلى استكشاف العلاقة بين حَبِّ الشَّباب وتناول أنواع مختلفة من مشتقات الحليب، كالحليب واللبن والجبن بأنواعها المختلفة، كالكاملة الدَّسم وقليلة الدَّسم والخالية من الدَّسم، وبكميَّاتٍ وتكراراتٍ مختلفة -عدد مرات الاستهلاك في اليوم أو الأسبوع-، وقد بيَّنت هذه الدراسة ارتباطًا بين تناول الحليب ومشتقاته، وبين زيادة احتمال الإصابة بِحَبِّ الشَّبابِ لدى الأفرادِ الذين تتراوحُ أعمارُهم بين 7 و30 عامًا (2).
- قيّمت دراسةٌ أخرى العلاقة بين استهلاك الحليب ومشتقَّاته وتطوُّرِ حَبِّ الشَّباب، وقد بيَّنت أن هناك علاقةً إيجابيَّةً بين استهلاكِ منتجات الألبان، و(الحليب الكامل - whole milk)، والحليب كامل الدَّسم والحليب قليل الدَّسم، والحليب منزوعِ الدَّسمِ، وبين ظهور حَبِّ الشَّباب، فضلًا عن عدم ظهور أيَّ ارتباطٍ بين استهلاك الزبادي (اللبن) واستهلاك الجبن، وبين تطوُّر حَبِّ الشَّباب (3).
- بيّنت دراسة ثانية أن هناك علاقةً بين تناول كميَّاتٍ كبيرةٍ من مشتقَّات الحليب وبين حَبِّ الشَّباب في مرحلة المراهقة، وهذا ما يشيرُ إلى أنَّ تناولَ مشتقات الحليب قد يكونُ عاملًا يسهِم في ظهورِ حَبِّ الشَّباب (1).
- بيَّنت مراجعة الدراسات المتعلِّقة بربطِ نسبة السّكر في الأغذية وربط تناول مشتقات الحليب مع تكوُّن حَبِّ الشَّباب؛ أنَّ ارتفاع (الحمل الجلايسيمي - glycemic load) -مقدار ما سيرفعه الطَّعام من مستوى السّكر في الدم بعد تناول هذا الطعام-، وكذلك فإنَّ ارتفاع كميَّة الكربوهيدرات في الأغذية له تأثير ذو معنى إحصائي في ظهور حَبِّ الشَّباب. بالمقابل، فإنَّ استهلاك الحليب ومشتقاته كان له هذا التأثير لدى شعوبٍ محدَّدةٍ تشبه تلك التي تتِّبع النِّظام الغذائي الغربي. وبحسب هذه المراجعة، فإنَّه من المحتمل أن يرتبطَ تأثير النظام الغذائي في ظهورِ حَبِّ الشَّبابِ بالنوع (ذكر أو أنثى) وبالعرق وتطوُّرِه، لكن من الضروري إجراء مزيد من التجارب العشوائيَّة لتوصيف الارتباطات المحتَمَلة توصيفًا كاملًا (4).
لم تصل الدراساتُ العلميَّةُ بعد إلى نتائجَ حاسمة عن العلاقة بين تناول مشتقات الحليب وظهور حَبِّ الشبَّاب. لذلك، فإنَّ التجربة خيرُ برهان وباستطاعة كلِّ واحدٍ منا أن يختبرَ (على نطاقٍ ضيِّقٍ) مدى تأثير استهلاكِ الحليب ومشتقَّاتِه في صحة بشرته وفي احتماليَّة ظهور حَبِّ الشَّباب لديه.
المصادر: