الغذاء والتغذية > منوعات غذائية
بدائل القهوة والشاي التقليدي لتعزيز الطاقة
عندما تكون طاقتنا منخفضة أو نشعر بالنعاس أو الإرهاق، فغالبًا ما نحتاج إلى فنجان من القهوة أو الشاي، وقد ربطت الدراسات المركبات في حبوب القهوة من بوليفينولات ومضادات أكسدة مع الفوائد الصحية، كانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب واضطرابات التنكس العصبي، كداء باركنسون والألزهايمر. ومع ذلك فإن معظمنا ربما لا يشرب القهوة لهذه الأسباب، إذ يستمتع عشاق القهوة بمعزز الطاقة الكافيين الذي يحسن التركيز، ويتذوقون رائحتها ونكهتها الغنية والعميقة (1).
ويعد الشاي -ابن عم القهوة- من أكثر المشروبات شعبية على مستوى العالم؛ وتحتوي معظم أنواع الشاي على ما يقرب نصف الكافيين الموجود في القهوة مع حموضة أقل، ويحتوي الشاي على مركبات مضادة للأكسدة تعزز الصحة، كالفلافانول (1).
أما فيما يخص محتوى الكافيين، فتحتوي على 8 أونصات (225غ) من القهوة المخمرة على ما يقرب 95 ملغ من الكافيين، ومن القهوة سريعة التحضير ما يقرب 60 ملغ، ومن الشاي الأسود ما يقرب 47 ملغ، ومن الشاي الأخضر ما يقرب 28 ملغ (1).
ومع ذلك، ليس الجميع من محبي الكافيين فهو يجعل بعض الناس يشعرون بالتوتر، وقد يؤدي الكافيين والحموضة إلى تهيج المعدة الحساسة، لذلك يبحث هؤلاء الناس عن بدائل، وفيما يأتي أهم هذه البدائل:
(المتة - Yerba Mate):
المتة هي شاي عشبي من شجرة (Ilex Paraguariensis) في أمريكا الجنوبية، ولها نكهة ترابية وأكثر مرارة من أنواع الشاي الأخرى. تحتوي على مادة البوليفينول المضادة للأكسدة، كـ(حمض الكلوروجينيك - chlorogenic acid)، وقدر من الكافيين، كالقهوة أو أكثر (80 إلى 175 ملغ لكل كوب). وتشير الأبحاث الأولية إلى أنها قد تعزز فقدان الوزن وتخفض نسبة الكوليسترول في الدم، لكن الدراسات غير حاسمة. أبلغ المستخدمون عن شعور أقل بالتعب وتركيز أفضل -على الأرجح بسبب محتواها من الكافيين- لكن دون توتر (1).
الجانب السلبي: قد تؤدي بعض طرائق معالجة المتة، كتجفيف الأوراق بالدخان، إلى إدخال الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات –وهي المواد المسببة للسرطان نفسها الموجودة في اللحوم المشوية، وتربط بعض الأبحاث بين شرب كميات كبيرة من المتة مع مرور الوقت وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كسرطان الرأس والرقبة والمعدة والمثانة والرئة. ومع ذلك، قد تكون المتة غير المدخنة -التي تُعالج عن طريق التجفيف بالهواء) أكثر أمانًا (1،2).
(شاي ياوبون - Yaupon Tea):
يشبه شاي ياوبون المتة، وهو شاي عشبي موطنه الأصلي الولايات المتحدة، وله نكهة عشبية يانعة تشبه الشاي الأخضر، ويحتوي على حمض الكلوروجينيك ومضادات الأكسدة التي تقلل الالتهاب وتعزز الطاقة. يحتوي هذا الشاي على 60 ملغ من الكافيين لكل كوب ويوفر أيضًا (الثيوبرومين - Theobromine)، وهو مركب مشابه هيكليًّا للكافيين الموجود في حبوب الكاكاو وعديد من أنواع الشاي. يزيد الثيوبرومين تدفق الدم وقد يزيد الطاقة واليقظة، لكن هذا التعزيز يكون أبطأ في البداية ويستمر مدةًِ أطول من الكافيين، الذي يوفر دفعةً سريعةً لكن قصيرة الأجل.
الجانب السلبي: قد يؤدي مزيج الثيوبرومين والكافيين إلى زيادة معدل ضربات القلب والتداخل مع النوم، خاصةً إذا كنت تشرب كمية كبيرة من الياوبون أو ترتشفه قبل النوم (1،3).
(شاي ماتشا - Matcha tea):
يأتي الماتشا من نبات (كاميليا سينينسيس - Camellia sinensis) نفسه الموجود في الشاي الأخضر. ومع ذلك، وعلى عكس الشاي الأخضر، تُزرع الماتشا في الظل، مما يحميه من أشعة الشمس والأكسدة ويسهم في لونه الأخضر الساطع ومحتواه العالي من البوليفينول. تُطحن أوراق الشاي الكاملة وسيقان الماتشا إلى مسحوق ناعم، ثم تُخفق مع الماء الساخن أو الحليب، ويحتوي الماتشا على ما يقرب 40 إلى 175 ملغ من الكافيين لكل كوب، ويحتوي على المادة البوليفينولية نفسها المضادة للأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر، وخاصة (الثيانين - theanine) و(الكاتيكين - catechins). ومع ذلك، فقد تحتوي على تركيزات أعلى من الشاي الأخضر القياسي نظرًا إلى استخدام الأوراق الكاملة لصنع الماتشا.
الجانب السلبي: في حين أن الشاي الأخضر يحتوي على كميات منخفضة إلى معتدلة من الكافيين، قد يحتوي الماتشا على كميات عالية جدًا، حتى أكثر من القهوة (4).
(قهوة الهندباء - Chicory coffee):
الهندباء البرية هي جذر نبات (Chicorium Intybus) الذي يُجفف ويُحمّص ويُطحن لإنتاج المشروبات. تحتوي الهندباء البرية على ألياف البريبايوتك التي تدعى (الإينولين - inulin) التي تتكرمل في أثناء التحميص، مما يعطي المشروب لونًا بنيًّا داكنًا مع نكهة جوزية وأحلى وأقل مرارة من القهوة التقليدية، وطعمها مشابه للقهوة العادية، لكنها لا تقدم دفعة الطاقة نفسها؛ لأنها خالية من الكافيين، ويخلط بعض الأشخاص قهوة الهندباء مع القهوة المخمرة للحصول على مشروب يحتوي على نسبة منخفضة من الكافيين. تظهر الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن جذر الهندباء له خصائص مضادة للالتهابات. قد يفيد الإينولين ميكروبيوم الأمعاء وصحة الأمعاء، لكن الكميات الصغيرة الموجودة في قهوة الهندباء من غير المرجح أن توفر كهذه الفائدة.
الجانب السلبي: نبات الهندباء يأتي من عائلة عشبة (الرجيد - ragweed) نفسها، لذلك قد تسبب قهوة الهندباء ردود فعل تحسسية لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه حبوب لقاح عشبة الرجيد (5).
في الختام، يجب التنويه إلى أن المشروبات البديلة للقهوة قد تحتوي على مركبات نباتية مماثلة لتلك الموجودة في القهوة العادية والشاي الأخضر أو الأسود. لا بأس في اختيارهم إذا كنتم تحبون الطعم، لكن لا تفترضوا أنهم أكثر صحية، لأنه لا يوجد دليل قوي يدعم ادعاءات فقدان الوزن، أو صحة القلب، أو الوقاية من السرطان.
المصادر: