زلزال سورية وتركيا 2023 وتأثيره في اضطراب ما بعد الصدمة PTSD والصحة النفسية في مختلف مناطق سورية

يمكن أن تترك نتائج الكوارث الطبيعية ندوبًا عميقةً ودائمةً في الصحة النفسية للمتضررين.

ويمكن أن يواجه الناجون من حوادث مثل أنقاض المباني المنهارة وفقدان الأحباء، مجموعةً من المشكلات الصحية النفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والاكتئاب والقلق.

ولم تكن زلازل تركيا - سورية في فبراير 2023 استثناء، فقد جلبت دمارًا واسعًا لمنطقة تعاني صراعًا بالفعل منذُ سنوات؛ من معاناة سورية الحربَ والاضطرابات أكثرَ من 10 سنوات، ونزوح الملايين داخليًّا وخارجيًّا، وفقدان الكثيرين منهم لمنازلهم وعائلاتهم (1).

في 6 فبراير 2023، ضرب زلزالان قويان _بلغت شدتهما 7.8 و7.5 درجة على مقياس ريختر_ منطقةَ الحدود بين سورية وتركيا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 40000 شخص، وإصابة آلاف آخرين، وتشريد مئات الآلاف من الناس.

وكان الزلزال واحدًا من أكثر الكوارث الطبيعية دمويةً وتدميرًا في تاريخ المنطقة، خاصة لدى السكان السوريين الذين يعانون بالفعل الحربَ والنزوح والفقر والعنف (1,2).

ويعاني الناجون من الزلزال في سورية اضطراباتٍ نفسيةً أخرى؛ مثل الاكتئاب والقلق والتوتر، والتي تنتج عن الصدمة النفسية التي تعرضوا لها.

وتؤثر هذه الاضطرابات في صحتهم النفسية والجسدية، وفي حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية (1,3).

ووفقُا لدراسة أجراها باحثون من جامعة دمشق ونُشرَت في مجلة (BJPsych Open) البريطانية، كان للزلزال تأثيرٌ سلبي كبير في الصحة النفسية للسكان السوريين في مختلف المناطق.

ووُجِد أن 57.9% من سكان المناطق المتضررة بشدة يعانون اضطرابَ ما بعد الصدمة PTSD، في حين يعاني 55.4% و44.6% من سكان المناطق المتضررة تضررًا متوسطًا وطفيفًا (على التتالي)، اضطرابَ ما بعد الصدمة PTSD، ويُعدُّ هذا الأمر أعلى من المعدل العالمي.

وقد وجدوا أن 60.6% من سكان المناطق المتضررة بشدة، يعانون الاكتئاب، و57.3% القلق (2).

وفي النهاية، يجب أن يُتوفَّر الدعم النفسي والاجتماعي للناجين من الزلزال في سورية، وأن تتوفَّر الرعاية الصحية اللازمة لهم، وكذلك الأدوية اللازمة لعلاج الاضطرابات النفسية.

المصادر: