اضطراب التّحرُّش بالاحتكاك، ما هو؟ وهل يُعالج؟

اضطراب التحرش بالاحتكاك، ما هو؟ وهل يُعالج؟

يشير اضطراب التّحرُّش بالاحتكاك frotteuristic disorder إلى أحد الشذوذات البارافيلية، ومصطلح frotteurism (الدلك أو الفرك) على نحوٍ خاص يعبّر عن سلوك يُقدِم فيه الفرد على دلك الأعضاء التناسلية بأفراد آخرين دون موافقتهم بتعمُّد وبشكل متكرّر للحصول على الإثارة الجنسية ويظهر ذلك على أنه لمس غير مقصود خصوصًا في الأماكن المكتظّة (1).

سلوكُ التّحرُّش بالاحتكاك شائعٌ عند الذكور. وجدت استبيانات غير سريرية أنّ 30% من الذكور البالغين صرّحوا بقيامهم بمثل هذا السلوك خلال حياتهم (2).

 يميل الاضطراب للحدوث لدى الشبان الأصغر سنًّا ويتراجع معدّل حدوثه مع التقدُّم في السن (2).

يمكن أن يحدث لدى البالغين الناشطين جنسيًّا إثارة جنسية عندَ التلامس غير المقصود أو بسبب خيالات من هذا القبيل، لكن غياب التعلُّق بهذا السلوك وغياب التوتر وعدم الراحة في حال عدم ممارسته ينفي وجود الاضطراب عند الفرد (3).

بمعنى آخر، هناك معايير لتشخيص إصابة الفرد باضطراب التحرش باللمس  Frotteuristic Disorder، بحسب الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية هناك معيارين للتشخيص:

• يجب أن يتكرّر لدى الفرد المُصاب على مدى ستة أشهر على الأقل إثارة جنسية شديدة بسبب تخيلات ورغبات وسلوكيات متعلقة بدلك الأعضاء التناسلية بأجساد أفراد آخرين بدون موافقتهم. 
• أن يكون الفرد قد أقدم على أفعال بناءً على هذه التخيلات والدوافع تجاه أشخاص بدون موافقتهم أو أن هذه التخيلات والدوافع سبّبت توتر واضح وعدم راحة للفرد أو خلل واضح في الوظيفة الاجتماعية والمهنية وغيرها (3).

لا يوجد أسباب أو مؤهبات مثبتة علميًّا لهذا الاضطراب، لكن يوجد فرضيات تحاول فهم منشئه. وتشير مثل هذه التفسيرات إلى احتمال وجود مشكلات في التطور الطبيعي لدى الفرد ونضجه الجنسي، أو التعرض لحوادث مرتبطة بالإثارة الجنسية في السابق، أو التعرض لإساءة جنسية في الطفولة، أو وجود تخيلات جنسية غريبة تؤثر في سلوك الفرد، وأُشير أيضًا إلى مسبّبات بيولوجية مُحتملة حسيّة أو دماغية، وتبقى هذه التفسيرات مجرد افتراضات تتطلبُ مزيدًا من البحث لتأكيدها أو نفيها (3).

وقد لوحظ أن هذا الاضطراب _مثل غيره من اضطرابات البارافيليا_ له صلة بعدة حالات نفسية ومرضية أخرى، وهي:

1. القلق الاجتماعي. 
2. أذيّات الدماغ الرضية.
3. التعرُّض للإساءة الجنسية.
4. إعاقات معرفية أخرى.
5. استخدام المواد المخدرة.
6. توفّر اضطرابات بارفيلية أخرى (3).

تتطلّب المشكلات من هذا النوع معالجة عندما تسبّب سلوكًا غير لائقٍ أو غير قانونيّ أو خللٍ واضحٍ وقلق. العلاجات الأنجح في هذه الحالات هي المعالجة متعددة النماذج التي تعتمد على تعاون الفرد ومشاركة العائلة أو المجتمع، وتجمع بين المعالجة النفسية والدوائية (3).

المعالجة النفسية:

تتنوع نماذج العلاج النفسي التي يُمكن أن تقدّم نجاحًا علاجيًّا مقبولًا، مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج المتركز على الحل، والتحليل النفسي، والمعالجة بالاسترخاء وغيرها، وتساعد المعالجة النفسية على التعامل مع الاضطرابات النفسية التي يحتمل أن ترافقَ الحالة كالقلق والاكتئاب (3).

المعالجة الدوائية:

تعمل العلاجات الدوائية المستخدمة على كبح الرغبة الجنسية لدى الفرد، إمّا من خلال منع تأثير التستوستيرون، باستخدام مضادات الأندروجين، أو تقليل إنتاجه، من خلال استخدام مشابهات الهرمون المطلق لحاثات الأقناد GnRH، أو استخدام أدوية تخفّف الرغبة الجنسية مثل مضادات الاكتئاب (تحديدًا مثبطات عود التقاط السيروتونين الانتقائية)، وتكون مضادات الاكتئاب مفيدة في تدبير القلق والاكتئاب المرافقين (3).

المصادر: