الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
الزعفران؛ لا يسمى بالذهب الأحمر عبثًا
يعدُّ (الزعفران - Saffron - Crocus sativus L) نباتًا طبيًّاً وعطريًّا يعود تاريخ استخدامه إلى ما يقرب 3 أو 4 آلاف سنة، إذ استخدم في علاج الأمراض الالتهابية والجهاز التنفسي، فضلًا عن فوائده في الأنشطة الجنسية، ويُدرس تأثيره حاليًّا في الجهاز العصبي المركزي و-خصوصًا- في الأمراض العقلية. هناك أدلة قوية أيضًا تُظهر أن الزعفران له فوائد عديدة على الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر (1).
التركيب الكيميائي:
المكونات النشطة بيولوجيًّا المميزة للزعفران هي:
(الكروسين - Crocin) وهو المسؤول عن اللون، و(بيكروكروسين - Picrocrocin) وهو المسؤول عن الطعم المر، و(السفرانال - safranal) وهو المسؤول عن الرائحة.
يحتوي الزعفران على أكثر من 150 مركبًا متطايرًا ذو رائحة عطرية، وهي في الأساس (التربينات - Terpenes) وكحوليات التربين واستراتها، وتحتوي على عديد من المكونات النشطة غير المتطايرة، وعديد منها كاروتينات بما في ذلك (زياكسانثين - zeaxanthin) و(الليكوبين - lycopene) ومختلف أنواع ألفا وبيتا كاروتين (2).
وسنتحدث الآن عن أهم الفوائد الصحية المرجوة من تناول الزعفران:
1- تأثير تناول شاي الزعفران في الاكتئاب والقلق: إن أكثر الفوائد شيوعًا للزعفران هي محاربة الاكتئاب والقلق. لذلك؛ أجريت عديد من الأبحاث لتأكيد هذه الفائدة.
أظهرت نتائج التجربة أنه أدى تناول 50 ملغ من الزعفران إلى انخفاض كبير في درجات الاكتئاب والقلق، وتبيّن أن العلاج المشترك بالزعفران والكركم يرتبط بتحسينات أكبر في أعراض الاكتئاب لدى المرضى الذين يعانون الاكتئاب الشديد، وتوصّل الباحثون في إطار دراسة أخرى إلى أن المستخلص المائي للزعفران، وعلاجات الكروسين مدة 12 أسبوعًا آمنة وذات تأثيرات إيجابية لدى مرضى الفصام (1).
وللزعفران تأثيرات إيجابية في معدل التوتر، وأعراض متلازمة ما قبل الحيض لدى النساء ذوات الدورات الشهرية المنتظمة (2)، وكان له تأثير مشابه عند النساء أيضًا بعد انقطاع الطمث (3).
2- تأثيره في أمراض القلب والأوعية الدموية:
من فوائد الزعفران المتعلقة بصحة القلب والأوعية الدموية تخفيض خطر تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب شحوم الدم، والسكري من النوع الثاني، وهي عوامل خطر رئيسة في تطور أمراض القلب (1).
ذكرت دراسة أن العلاج بالزعفران (400 ملغ) مدة سبعة أيام أدى إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي، ومتوسط الضغط الشرياني لدى البشر الأصحاء، وذكرت دراسات أخرى أن الزعفران والكروسين يقللان المستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية (TG)، والكوليسترول الكلي (TC) والكوليسترول الضار (LDL) في فئران التجربة، وتُعزى الآلية الكامنة وراء هذه التأثيرات إلى تعديل الإجهاد التأكسدي، وزيادة الإنزيمات المضادة للأكسدة في الجرذان التي تتغذى على نسبة عالية من الدهون التي تُعالج إما بالزعفران أو الكروسين (1).
3- تأثيره في داء السكري:
أظهرت نتائج تجربة سريرية عشوائية أن تناول مكملات الزعفران (15 ملغ يوميًا) مدة 3 أشهر يؤدي إلى انخفاض كبير في نسبة الغلوكوز في بلازما الدم الصائم، والهيموغلوبين A1c (HbA1c)، والكوليسترول الكلي، ونسبة الكوليسترول الضار إلى الكوليسترول النافع لدى مرضى السكري من النوع الثاني (1).
4- تأثيره في أمراض العين:
أكدت نتائج دراسةٍ أنه أدى تناول مستخلص الزعفران عن طريق الفم إلى تقليل ارتفاع ضغط العين، وقد اُفترض أن هذا التأثير قد يكون بسبب خصائص الزعفران المضادة للالتهابات المضادة للأكسدة (1).
5- تأثيره في بعض الأمراض العصبية كمرض ألزهايمر ومرض باركنسون:
أظهرت الأبحاث الحديثة أنه يحسن الكروسين -المسؤول عن لون الزعفران- قدرات الإدراك والذاكرة ويقلل محتوى المعامل الالتهابي Aβ 1-42 في القشرة الدماغية والحصين في فئران التجربة، وقد يقلل الإجهاد التأكسدي والالتهاب الناجم عن هشاشة العظام. لذلك؛ يفيد في زيادة قوة العضلات وتحسين وقت رد الفعل، وقد يساعد على علاج مرضى داء باركنسون (1).
6- تأثيره في الشهية والتحكم بالوزن:
أظهرت نتائج دراسةٍ أنه أدى تناول مستخلص الزعفران إلى انخفاض كبير في وتيرة تناول الوجبات الخفيفة والرغبة في تناول الطعام، وعزز الإحساس بالشبع، مما أدى إلى انخفاض طفيف لكن ملحوظ في الوزن عند المتطوعين في التجربة (4).
فيما يخص أمان الاستهلاك، فيجب الأخذ في الحسبان أن الحد الأعظمي الآمن لاستهلاك الزعفران هو 1.5 غرام/يوم.
وتبدأ أعراض التسمم به بالظهور عند تناول 5 غ/يوم، في حين أن تناول جرعات كبيرة 10 – 20 غ قد يؤدي إلى الوفاة (3).
المصادر: