الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
نبات الزيزفون؛ كنوز صحية مخفية
لطالما كان (الزيزفون - Tilia spp) محور عديد من الدراسات العلمية التي تستهدف استكشاف فوائده الصحية المتعددة، ويعدُّ الزيزفون -بأوراقه وأزهاره العطرية- كنزًا قديمًا يتميز بخصائصه المهدئة والعلاجية، إذ ألقت الأبحاث العلمية المعاصرة الضوء على مجموعة غنية من المنافع الصحية التي تقدمها هذه الشجرة النبيلة، مما يحولها من مجرد رمز للهدوء والسكينة إلى ركن أساسي في مجال الصحة والعافية.
آثار الزيزفون في صحة الأمعاء والالتهابات:
اكتشف الباحثون كيف تتفاعل زهرة الزيزفون -وهي علاج تقليدي لنزلات البرد وتهيج الحلق- مع بكتيريا الأمعاء، وأوضحوا أنه عندما يستهلك الناس زهرة الزيزفون، فإنها تغيّر مزيج البكتيريا في الأمعاء بطريقة جيدة دون التسبب باختلال التوازن، و-تحديداً- ستزيد البكتيريا التي تصنع الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) التي تعدّ مفيدةً لصحتنا. قد تساعد هذه التغييرات على تقليل الالتهاب في الجسم، وتشير الدراسة أيضًا إلى أن زهرة الزيزفون لا تساعد على علاج مشكلات الجهاز التنفسي فقط، لكن لها تأثير إيجابي في صحة الأمعاء أيضًا، وبفضل تفاعلها مع بكتيريا الأمعاء وإنتاج المستقلبات المفيدة فإنها تقلل الالتهابات (1).
شاي الزيزفون درع ضد الأمراض المعاصرة:
اكتشف بعض الباحثون العلاج الشعبي القديم لشاي الزيزفون، وكشفوا عن مزيجه الغني بالمركبات المعززة للصحة، كتهدئة نزلات البرد، وخفض ضغط الدم، والعمل بصفة مدر للبول ومهدئ، فقد وُثّق بدقة دور شاي الزيزفون ضد مسببات الأمراض البشرية، مما يؤكد دوره الفاعل في كل من الممارسات الصحية التقليدية والحديثة، وحددت الدراسة عديدًا من المستقلبات، بما في ذلك مركبات الفلافونويد والأحماض الفينولية، التي اكتُشف بعضها في الزيزفون لأول مرة، فإظهار خصائص مضادة للأكسدة والميكروبات، تظهر أن شاي الزيزفون واعدٌ ضد عديد من مسببات الأمراض البشرية والنباتية، وخاصةً البكتيريا إيجابية الغرام. لا يدعم هذا البحث الاستخدامات التقليدية لشاي الزيزفون فحسب، بل يؤكد على إمكاناته بصفته معززًا طبيعيًّا للصحة أيضًا (2).
علاج التهابات الجهاز التنفسي (RTIs):
سلطت دراسة الضوء على كيفية استخدام الأهل للعلاجات العشبية -كشاي الزيزفون- لتخفيف أعراض جهاز التنفس لدى الأطفال، وأظهرت النتائج أن شاي الزيزفون أكثر شعبيةً لآثاره المهدئة في التهابات الفيروسية للجهاز التنفسي العلوي (3).
زيت بذور الزيزفون:
بيّنت دراسة العناصر الغذائية لزيت بذور الزيزفون، وكشفت عن تركيزات عالية من المركبات المفيد كالفيتوستيرول، وخاصةً بيتا سيتوستيرول، ومضادات الأكسدة بما في ذلك التوكوفيرول (فيتامين E). وكانت الأحماض الدهنية السائدة هي أحماض اللينوليك والأوليك، ويتمتع زيت بذور الزيزفون بإمكانية استخدامه لعديد من التطبيقات في الصناعات الغذائية والأدوية ومستحضرات التجميل بفضل تركيبته الغنية، مما يوفر مصدرًا طبيعيًّا للمكونات المعززة للصحة (4).
تؤدي طريقة حفظ أوراق الزيزفون وأزهاره دورًا حاسمًا في الحفاظ على فوائده الصحية، وأوضحت دراسة أن طريقة تجفيف أوراق الزيزفون بالأشعة تحت الحمراء لا تقلل وقت التجفيف فحسب، بل تحافظ أيضًا على محتوى الفينول والفلافونويد، وهو أمر بالغ الأهمية لخصائصه المضادة للأكسدة (5).
ختامًا؛ يكشف عالم الزيزفون (Tilia spp.) عن عدد كبير من الفوائد الصحية، فعندما نتعمق أكثر في جوهر الزيزفون، يصبح من الواضح أن هذه الشجرة ليست مجرد مصدر للظل أو ذات أزهار جميلة، لكنها مخزن للمركبات المعززة للصحة، وإن إمكاناتها في دعم الممارسات الطبية الحديثة يجعلها موضوعًا يستحق مزيدًا من الاستكشاف والتقدير.
المصادر:
2. Pavlović T, Dimkić I, Andrić S, Milojković-Opsenica D, Stanković S, Janaćković P, et al. Linden tea from Serbia – an insight into the phenolic profile, radical scavenging and antimicrobial activities. Industrial Crops and Products [Internet]. 2020 [cited 2024 Feb 25];154:112639. Available from: هنا
3. Mancak Karakuş M, Tapısız A, Mutlu Karakaş N, Deniz M, Koca Çalışkan U. Use of Herbal Tea/Herbal Preparations for Children with Symptoms of Viral Upper Respiratory Infections. Turkish Journal of Pharmaceutical Sciences [Internet]. 2022 [cited 2024 Feb 25];20(1):8-15. Available from: هنا (هنا)
4. Siger A, Antkowiak W, Dwiecki K, Rokosik E, Rudzińska M. Nutlets of Tilia cordata Mill. and Tilia platyphyllos Scop. – Source of bioactive compounds. Food Chemistry [Internet]. 2021 [cited 2024 Feb 25];346:128888. Available from:هنا
5. Selvi KÇ. Investigating the Influence of Infrared Drying Method on Linden (Tilia platyphyllos Scop.) Leaves: Kinetics, Color, Projected Area, Modeling, Total Phenolic, and Flavonoid Content. Plants [Internet]. 2020 [cited 2024 Feb 25];9(7):916. Available from: هنا