مستقبل المرأة في الابتكار؛ الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم

تطلق منظمة (الباحثون السوريون) حملتها "نستثمر معًا نحو الابتكار والتغيير" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2024؛ إذ نؤمن بقدرة المرأة على التغيير جنبًا إلى جنب مع الرجل، على أصعدة الابتكار والاستدامة ودعم النساء في مواجهة العنف، لتكون المرأة أنموذجًا مُلهمًا في مواجهة تحديات الواقع لمستقبل أكثر إشراقًا للجميع.

مع تكثيف الجهود الأممية في يوم المرأة العالمي لهذا العام تحت شعار ""الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم" تواجه النساء حقيقةً صعبة حول مشاركتهنّ في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، وتكمن خلف هذه الحقيقة "لعبة أرقام" كما وُصِفت في حلقة نقاش عن "المرأة والابتكار والملكية الفكرية" التي عقدتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية في 2017؛ إذ لم يتجاوز إسهام النساء في دورة الابتكار نسبةَ الثلث (30.5%) وسط توقعات بتأخُّر تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال الابتكار والتكنولوجيا حتى عام 2076، ما لم يجرِ تغييرٌ جديّ في هذا المجال (1).

وقد بيّن الأمين العام للأمم المتحدة خسائرَ تهميش النساء في صناعة التكنولوجيا الرقمية وقُدِّرت بتريليون دولار من الناتج المحلي للدول النامية المتوسطة والمنخفضة الدخل خلال العقد الماضي، مع توقعات بتفاقم هذه الخسائر إلى 1.5 تريليون دولار في عام 2025، ولا تتوقف المشكلة عند مشاركة المرأة في التكنولوجيا والابتكار؛ بل تتصاعد المخاوف حول بناء منظومة تكنولوجية مستقبلية متحيزة جندريًّا، إذ حُلِّل 133 نظام للذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الصناعة، وكُشِفَ عن تحيُّز 44.2% منها على أساس النوع الاجتماعي (2).

وإذا أردنا البحث في الأسباب الكامنة وراء محدودية دور المرأة في صناعة التميز والابتكار؛ نجد أنها نتيجة لسلسلة معقدة من القيود والصعوبات التي تعيق مشاركة المرأة في المجتمع، التي تبدأ من القوالب النمطية التي تعترض الفتيات والنساء في الحصول على فرص التعليم والعمل، إلى محدودية سبل وصول النساء لبيئات داعمة للابتكار، مع صورة نمطية إعلامية لدور المرأة كأم ومقدمة رعاية؛ متجاهلةً إنجازاتها في مجالات الريادة والابتكار، وصولاً إلى المخاطر التي تواجهها النساء في مشاركة ابتكاراتهن وأبحاثهن (1,3).

وتُضاف لما سبق الصورة الضيقة لتقييم النشاط الابتكاري التي تستبعد الإسهام الأكاديمي للنساء الباحثات والأكاديميات، لا سيما إذا علمنا أنّ نسبة 60% من حملة الشهادات في المجالات العلمية والرياضيات والهندسة في المنطقة العربية هي من النساء، ويبقى السؤال: "متى تُستثمَر قدرات النساء فعليًّا في مجالات الابتكار والتقدم؟"   

المصادر: