الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة
لايبنتس: الخير والكمال والحرية
تتمحور أخلاقيات الفيلسوف والرياضي غوتفريد لايبنتس (Gottfried Wilhelm Leibniz 1646-1711) حول نظرية مركبة عن الخير، تتألف من ثلاث مدارس فلسفية، هي:
1- النظرة الأفلاطونية للخير التي تفضي إلى أن الخير يتوازى مع الواقع أو الكون.
2- النظرة الكمالية للخير التي تفضي إلى أن الخير الأعلى يوجد في تطور طبيعة المرء وكمالها.
3- نظرة مذهب اللذة للخير التي ترى أن الخير الأعلى مرتبط باللذة (1).
ويفرق بذلك لايبنتس بين ثلاثة أنواع من الخير؛ الميتافيزيقي والمادي والأخلاقي، ويقابل كلاً منها نوع من أنواع الشر، إذ يرتبط الخير الميتافيزيقي بالواقع ويكمن عموماً في كمال وعدم كمال كل الكائنات، ويقابله الشر المرتبط بعدم الوجود.
أما الخير المادي، فيتناول إيجابيات الكائنات الذكية وسلبياتها، ويقابله الشر المرتبط بالألم.
وأما الخير الأخلاقي، فهو الذي يُطبق على التصرفات الفضيلة لتلك الكائنات، ويقابله الشر الأخلاقي المرتبط بالخطيئة (1,2).
ويرى لايبنتس أن الكمال متدرج، ويكون على درجات محدودة بين الكائنات، ويُعرف الكمال على أنه تناغم الأشياء ووحدانية التنوع وبأنه محكوم بقوانينَ عامة، ومن جهة أخرى، يرى أن الكمال الأخلاقي يتنافى مع الحرية، لأن الكائن كلِّي الأخلاق سيكون مجبوراً على الأفعال الأخلاقية فقط، انطلاقاً من كينونته، وبذلك سيكون محدود القدرة، أما كوننا كائنات حرة، فذلك يسمح لنا بأن نكون خيِّرين من خلال اختيار فعل الأمر الأخلاقي عوضاً عن الأمر غير الأخلاقي (1,3).
وبذلك نستطيع أن نسعى للوصول إلى الخير الكامل من خلال امتلاكنا الحرية لفعل الصواب الأخلاقي دوماً، فهل برأيكم تتنافى الحرية مع الكمال الأخلاقي؟
المصادر:
2. Lodge P. Theodicy, Metaphysics, and Metaphilosophy in Leibniz. Philosophical Topics [Internet]. 2015 [cited 2024 Mar 31];43(1/2):27–52. Available from: هنا
3. Rowe W. Divine Freedom [Internet]. In: Zalta EN, editor. Stanford Encyclopedia of Philosophy. Metaphysics Research Lab, Stanford University; 2021 [cited 2024 Mar 31]. Available from: هنا