Sponge City مدينة الإسفنج

تُعدُّ إدارة مياه الأمطار إحدى القضايا الحرجة في التنمية الحضرية المستدامة، إذ تتسبب الإدارة غير السليمة للعواصف في تشكل الفيضانات في المناطق الحضرية، أو في ندرة المياه والجفاف في مناطق أخرى، فضلًا عن تآكل التربة، وتلوث المسطحات المائية.

ولعلَّ أحد أبرز الأساليب الحديثة المستخدمة لتقليل هذا النوع من الأضرار هو تطبيق مفهوم "المدينة الإسفنجية" الذي يضمن بدوره الإدارة الجيدة والمستدامة للمياه الحضرية. (1)

دعونا نتعرف معًا في هذا الألبوم إلى مفهوم المدينة الاسفنجية (Sponge City).

طُرح مفهوم "المدينة الإسفنجية" أولَ مرة في منتدى التنمية الحضرية والإقليمية منخفضة الكربون للعلوم والتكنولوجيا في الصين عام 2012 (2).

وارتبطت خلفية هذا المفهوم حينها مع تكرار الفيضانات التي تسببت بها الأمطار الغزيرة في المدن الصينية (1)، ثم قُدمت لاحقًا -بين عامي 2015 و2016- العديد من البرامج التجريبية للمفهوم على أنها نموذج جديد لإدارة المياه في المناطق الحضرية (3).

وتُعرَّف المدينة الإسفنجية على أنها مدينة تعمل كالإسفنجة من خلال قدرتها على امتصاص مياه الأمطار وتنقيتها وتخزينها وإعادة استخدامها لاحقًا عند الحاجة، ومن ثم فهي تتمتع بقدرة عالية على التكيف مع التغيرات البيئية والكوارث الطبيعية (4).

تنطوي تحت مفهوم المدينة الإسفنجية أربعة مبادئ رئيسة:

يتعلق الأول منها بمعالجة أسطح المدينة لتحسين قدرتها على امتصاص مياه الأمطار وتخزينها والتخفيف من جريانها، خاصةً أنها قد تتسبب بفيضانات (3)!

أما المبدأ الثاني، فيتعلق بإدارة البيئة المائية من خلال تطبيق أنظمة التنقية الذاتية وتصميم واجهات مائية صديقة للبيئة (3).

وأما المبدأ الثالث، فيُعنى بتطبيق البنية التحتية الخضراء، لتسهم بدورها في تنقية مياه الأمطار الفائضة وتخزينها وضبط مستوياتها لإعادة استخدامها لاحقًا (3).

تشمل البنية التحتية الخضراء مجموعةً من العناصر؛ منها الجدران والأسطح الخضراء، وأنظمة تصريف المياه، وآبار ارتشاح المياه وتخزينها، إضافةً إلى الحدائق والمزارع الحضرية (5).

في حين يتناول المبدأ الرابع والأخير استخدام أرضيات رصف ذات نفاذية عالية في بناء الطرق الحضرية لتحسين امتصاص مياه الأمطار (3).

إن نموذج المدينة الإسفنجية لا يساعد على الحد من مخاطر الفيضانات فحسب، بل إن زيادة المساحات الخضراء في المدينة يسهم في تحسين المناخ المحلي، وتقليل الجزر الحرارية، وكذلك تعزيز التنوع البيولوجي (5).

المصادر: