الأناركية بديلًا للمجتمع

تُعدّ الدّيمقراطية من الوسائل السياسية لجعل الدولة وكيلة للشعب، ورغمَ أنّها منوّطة برعاية الحرية والمساواة، فهناك عديدٌ من الإصدارات البديلة للديمقراطية التي تحدد العلاقات بين أجهزة الحكومة، والطرائق التي يُختار بها الممثلون عن الشعب، والدّور الذي يؤديه الدستور (1).

وهنا تأتي الأناركية (Anarchism) في محاولة لطرح بديل وهي نظرية سياسية تُشكّك في تبرير السلطة والقوة، وترتكز عادةً على ادّعاءات أخلاقيّة عن أهمية الحرية الفردية، والتي يُنظَر إليها على أنّها تَحرُّر من السيطرة (2).

وإن أصل التّسمية يعود إلى الكلمة اليونانية (Anarkos) التي تعني "دون زعيم"، ومعناها السياسي هو نظام اجتماعي وسياسي دون دولة أو على نطاق أوسع، هي مجتمع يتميز بعدم وجود أي هياكل هرمية أو سلطوية (3).

إنّ النهج العام للاسلطويين هو التأكيد على أنّ الحياة يجب أن تكون دون مؤسسات مسيطرة، إذ إنّ أي مؤسسة أو أخلاق لا تتفق مع الحياة المُختارة بحرية هي موضع هجوم وانتقاد ورفض،

وإن اللاسلطوي بطبعهِ يسعى إلى الحياة الهادئة والخاصة المنعزلة التي تكون بالقرب من الطبيعة (2).

وتدعو مذاهب مختلفة من الأناركية إلى مجتمع بلا قيادة، إذ إن الأشكال الطوباوية منها تنادي بمساواة عالمية يُعدّ فيها كل فرد مساويًا لغيره، ومن ثمَّ فإنّ قيم كل شخص لها نفس الوزن الأخلاقي والسياسي لأي شخص آخر (3).

يدعي الأناركيون الراديكاليون أنّه يجب النضال من أجل المستقبل فقط، ويجب الدفاع ضد أي فرض للسلطة على تصرفات الفرد، ويؤكد المتعاطفون مع النقد الأخلاقي الاشتراكي للرأسمالية على الطبيعة القمعية للشركات متعددة الجنسيات والرأسمالية العالمية (3).

ويقدمون نظرية إيجابية عن ازدهار الإنسان، بناءً على المثل العليا للمساواة والمجتمع والإجماع غير القسري، فقد ألهمت الأناركية الجهود العملية لتأسيس مجتمعات طوباوية، وأجندات سياسية راديكالية وثورية، وأشكال مختلفة من العمل المباشر، وتصف الأناركية الفلسفية نظرية متشككة عن الشرعية السياسية، وذلك لأن الأناركية مفهوم استُخدم في النظرية الفلسفية والأدبية لوصف نوع من مناهضة المؤسساتيّة(2).

المصادر: