أوراق الزيتون؛ كنز ثمين آخر في شجرة الزيتون!

اُستخدمت (أوراق شجر الزيتون - Olea europaea L) في الطب التقليدي في منطقة البحر المتوسط منذ زمن بعيد، وارتبطت بعلاج عديد من الأمراض، إذ إنها غنية بالمركبات الكيميائية النشطة بيولوجيًّا كثمار الزيتون وزيته خاصة مضادات الأكسدة الفينولية، وحُدّدت سبعة مركبات فينولية في مستخلص أوراق الزيتون أو منقوعه بما في ذلك:

(حمض الكافيك - caffeic acid) و(فيرباسكوسيد - verbascoside) و(لوتولين - 7-O-غلوكوزيد) و(luteolin 7-O-glucoside) و(روتين - rutin) و(أبيجينين7-O-غلوكوزيد - apigenin7-O-glucoside) و(لوتولين 4′-O-غلوكوزيد - luteolin 4′-O-glucoside (1)، فضلًا عن البوليفينول الفريد والمميز لنبات الزيتون وهو (الأوليوروبين - oleuropein)) (1، ويكون في الأوراق بنسبة أعلى من الثمار والزيت (2,3). لذلك؛ يمنحها عديدًا من الفوائد الصحية التي نذكر منها الآتي:

خصائص مضادة للأكسدة:

أكدت دراسات على التأثير الوقائي للأوليوروبين في مقاومة أكسدة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، إضافةً إلى قدرته على تحسين الاستقرار الجذري عن طريق تكوين رابطة هيدروجينية داخل الجزيئات بين الهيدروجين الحر لمجموعة الهيدروكسيل وجذور الفينوكسيل (4).

تأثيرات مضادة للالتهابات:

وثّقت بعض الدراسات أن للأوليوروبين تأثيرات مضادة للالتهابات عن طريق تنشيط إنزيم الليبوكسيجيناز، وإنتاج (leukotriene B4)، أو تثبيط التخليق الحيوي للسيتوكينات المعززة للالتهابات كـ(IL-1β) في كافة الزمر الدموية (4).

خصائص مضادة للأمراض القلبية الوعائية:

اكتسب مستخلص أوراق الزيتون في السنوات الأخيرة دورًا مهمًا في تحسين المتغيرات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والاهتمام في التجارب السريرية، ويشمل هذا الدور في الغالب خفض الدهون، ومكافحة السمنة، وخفض ضغط الدم، وتأثيرات مضادة لمرض السكري (3).

وفي دراسة تقارن التأثير طويل المدى لتناول شاي أوراق الزيتون والشاي الأخضر، تبيّن أن مستويات عدد كرات الدم الحمراء والهيموغلوبين والهيماتوكريت قد زادت زيادةً ملحوظة في مجموعة شاي أوراق الزيتون مقارنةً بتلك الموجودة في مجموعة الشاي الأخضر، إذ تحث بعض مكونات أوراق الزيتون -Api7G وLut7G- على تمايز الخلايا الجذعية الموجودة في الدم إلى كرات دم حمراء. لذلك؛ لديها إمكانية توليد خلايا الدم خارج الجسم الحي (5).

وعلى عكس شاي أوراق الزيتون، يحتوي الشاي الأخضر على العفص والكافيين التي تمنع امتصاص الحديد أو تضعفه، فيمكننا أن نفترض أن شاي أوراق الزيتون أقل عرضة للتسبب بفقر الدم (5).

تأثير وقائي للكبد:

تبين أن الأوليوروبين له تأثيرات وقائية وعلاجية في تلف الكبد الناجم عن رابع كلوريد الكربون في فئران التجربة. علاوة على ذلك، فإن النظام الغذائي المكمل بالأوليوروبين يقلل تنكس الكبد الدهني المستحث وتطوره إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي الدهون. ارتبط تأثير الأوليوروبين هذا بتنظيم تكوين الدهون الكبدية وتنظيم التوليد الحراري للدهون الحشوية (4).

تأثير وقائي عصبي: 

كان لدى الفئران المعالجة مزيدًا من الخلايا العصبية في المادة السوداء، مما يكشف أن الأوليوروبين يحمي من فقدان الخلايا العصبية الدوبامينية، إذ توفر هذه النتيجة أملًا جديدًا في منع الضرر أو تخفيفه، أو فقدان الخلايا العصبية الدوبامينية المرتبطة بمرض باركنسون (4).

تأثير مقوي للمناعة:

يعدُّ مستخلص أوراق الزيتون علاجًا محتملًا للأمراض الالتهابية المزمنة، فهناك مجموعة كبيرة من الأدلة على أنه يمارس الأوليوروبين و(الهيدروكسي إيروسول - hydroxytyrosol) (HT) تأثيرات وقائية مختلفة في المضيف، كتوليد أكسيد النيتريك المعزز (NO)، وتحفيز المسار المضاد للالتهابات في زمر الدم البشرية المختلفة، والوقاية من انخفاض ضغط الدم، وتراكم الصفائح الدموية، وتثبيط إنزيمات الأكسجين الشحمية، وزيادة كسح الجذور الحرة (2).

تأثير مضاد للبكتيريا والجراثيم:

على الرغم من أن الأوليوروبين ليس له نشاط مضاد للجراثيم واسع النطاق، فإن له نشاطًا ملحوظًا على (الملوية البوابية - H. pylori) و(المطثية الصائمية - C. jejuni)، فضلًا عن إنه يمارس أنشطة مضادة للميكروبات ضد عديد من الكائنات الحية الدقيقة، كـ(الإشريكية القولونية - E. coli) و(المكورات العنقودية الذهبية - S. aureus)، وغيرها (1).

وقد بحثت دراسة في النشاط المضاد للبكتيريا لمستخلص أوراق الزيتون الخام اعتمادًا على انخفاض أعداد البكتيريا في عينات من الروبيان PUD المحفوظة بتركيزات مختلفة من المستخلص. وكان لتطبيقه بتركيز 2% -وزن/حجم- تأثير مفيد في التحكم في الحمل الميكروبي للروبيان الخام، وهذا يشير إلى إمكانية استخدام مستخلص أوراق الزيتون لتحسين سلامة الأغذية في أثناء معالجتها أو حفظها (1).

لذلك؛ تعدُّ أوراق الزيتون مادةً خام رخيصة يمكن استغلالها بصفتها مصدرًا جيدًا للمركبات النشطة بيولوجيًّا ذات القيمة المضافة العالية، ويجب إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة تأثيرها في الصحة وتأكيد ذلك.

المصادر: