الصوفي: صاحب فهرس النجوم ورسّام الكواكب

في الخامس والعشرين من أيار، نُحيي ذكرى وفاة أحد أهم علماء الفلك في العصر الإسلامي أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي (Abd al-Rahman al-Sufi).

ففي رحلة الإنسان عبر الزمن، برزت أسماء لامعة أسهمت في إثراء المعرفة العلمية؛ تاركةً بصمات خالدة على صفحات التاريخ، ومن بين هؤلاء العلماء عبد الرحمن بن عمر الصوفي الفلكي الفارسي الذي اشتهرت إسهاماته الجليلة في علم الفلك، إضافةً إلى مسيرته الحافلة بالإنجازات.

وُلِد الصوفي في مدينة الري في إيران عام 903 ميلادي، ونشأ في بيئة علمية ثرية حفزت شغفه بالمعرفة، فقد اتجه الصوفي لدراسة الفلك، مُستفيدًا من إمكانيات مرصد شيراز الذي أسهم في بنائه، وفي بناء صنع الأسطرلاب أيضًا.

لقد أدرك الصوفي أهمية الملاحظة الدقيقة في علم الفلك، فرصد حركة النجوم والكواكب بدقة متناهية؛ مُستخدمًا أدواته الفلكية المتطورة في ذلك الوقت.

ولعلَّ أهم ما يمكن ذكره من إنجازات عبد الرحمن بن عمر الصوفي هي:

• كتاب صور الكواكب الثابتة (The Book of Fixed Stars): يُعد هذا الكتاب من أهم مؤلفات الصوفي؛ إذ ضمّن فيه وصفًا دقيقًا لـ 1025 نجمًا، وهو بذلك أول أطلس للنجوم.
• رسم خرائط فلكية: تميز الصوفي برسمه خرائط فلكية دقيقة، تُظهر توزيع النجوم والكواكب في السماء؛ مُكتشفًا بذلك أكثر من مئة نجم جديد.
• اكتشاف مجرة المرأة المسلسلة (Andromeda): يُنسب إلى الصوفي أول ذكر لمجرة المرأة المسلسلة، وهي مجرة حلزونية تقع على بعد 2 مليون سنة ضوئية من الأرض.

رحل الصوفي عن دنيانا في 25 مايو 986 ميلادي، تاركًا وراءه إرثًا علميًّا غنيًّا، إذ تُعدّ مؤلفاته ورسومه الفلكية مرجعًا هامًا لعلماء الفلك حتى يومنا هذا، وقد خلّدت إسهاماته اسمه بصفته واحدًا من رواد علم الفلك في التاريخ الإسلامي، ممّا جعله نموذجًا للعالم المُخلص الذي كرس حياته لخدمة العلم والمعرفة، فإسهاماته الجليلة هي شهادة على تفوقه العلمي، وحرصه الدؤوب على رصدِ حركة الأجرام السماوية، وفهم أسرار الكون (1,2,3,4,5).

المصادر: