هل يزيد المنثول الإدمان على منتجات التبغ؟

على الرغم من توفّر عديد من العبارات والملصقات على أغلفة منتجات التبغ المختلفة التي تهدف إلى التحذير من خطورة التدخين، إذ إنّ هذه الجهود غالبًا ما تبوء بالفشل. فرغم وجود هذه العبارات، يميلُ كثيرٌ من الأشخاص إلى استهلاك منتجات التبغ المنكهة. واليوم، سنسلّط الضوء على إضافة شائعة تزيد جاذبيةَ هذه المنتجات وتُعزّز من معدلات الإدمان، وهي "المنثول Menthol".

المنثول، المعروف بالاسم الكيميائي "سيكلوهيكسانول، 5-ميثيل-2-(1-ميثيل إيثيل)-منثول"، يتبلور عادةً في شكل بلورات إبرية سداسية، ويُمكن الحصول عليه من زيت النعناع أو بطرائق صناعية. يتمتع بخصائص منكهة ومخدرة موضعيًّا، ويعطي نكهة النعناع عند إضافته إلى الأدوية أو الأطعمة (1)، ومع ذلك، عند إضافته إلى السجائر، فإنّهُ يزيدُ استحسانَ مذاقها، ومن ثمَّ يُعزّز إدمان التدخين، وهو ما يميز منتجات التبغ المنكهة، مثل سجائر المنثول، إذ يُستخدَم المنثول لتقليل التأثيرات القاسية للتبغ، ممّا يجعلها شائعةً بين الشباب والمراهقين الذين يبدؤون حديثًا في التدخين. ونظرًا لأن أدمغتهم لا تزال في طور النمو، فإنّهم أكثر عرضةً للإدمان مقارنةً بالبالغين. ويمكن أن يؤثر التعرُّض للنيكوتين خلال فترة المراهقة في نمو الدماغ الطبيعي، نظرًا لطبيعة النيكوتين التي تُسبّب الإدمان بشدة وتأثيراتها الكبيرة في الدماغ النامي، فليس هناك منتجات تبغ آمنة لفئة الشباب والمراهقين (4-2)، إذ يمكن أن يؤدي تعاطي التبغ على نحوٍ مستمر إلى الإدمان على النيكوتين، ومشكلاتٍ تنفسية حادة، إضافةً إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان وعديد من الحالات الصحية الأخرى ذات الخطورة، وقد يصل الأمر إلى الوفاة (4).

ومن المُثير للانتباه أن تأثيرات التبريد التي يوفرها المنثول قد تزيدُ امتصاصَ المواد السامة المتوفرة في التبغ. على سبيل المثال، رُبِطَ استخدام سجائر المنثول في الوقت الحالي بزيادة تركيز الكادميوم في الدم، وهو مادة مسرطنة ومعدن شديد السمية. توفر مثل هذه النتائج معلوماتٍ عن الاختلافات المحتملة في التأثيرات السامة بين سجائر المنثول والسجائر التي لم يُضاف المنثول إليها (1).

وإضافةً إلى ذلك، نُشِرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في 9 تشرين الأول (أكتوبر) دراسةً قام باحثون فيها بتحديد عامل النكهة الاصطناعية المعروف باسم WS-3 في سجائر جديدة "من غير منثول non-menthol" التي يوفر أحاسيس تبريد مماثلة أو أقوى من المنثول ولكن دون رائحة أو طعم النعناع. لكن، أظهرت الدراسة أنّ هذا الاستبدال البسيط للمنثول لن يؤدي إلى تقليل خطورة التدخين لهذه السجائر (4). لذلك، يبدو الحل الأمثل هو التوقُّف عن تدخين المنتجات التي تحتوي إضافاتِ منكهات أو عوامل تبريد صناعية، لتجنُّب تفاقم الآثار السامة المميتة للتبغ.

المصادر: