هل يمكن علاج الشقيقة بالكمادات الباردة؟

الصداع هو ألم أو انزعاج في الرأس أو الوجه، ويختلف كثيراً من شخص لآخر من ناحية موقع الألم، وتواتره وشدته، إذ يمكن أن يتراوح من خفيف إلى شديد إلى معيق عن أداء الأنشطة اليومية.

وتعد الشقيقة (الصداع النصفي) شكلاً من أشكال الصداع الأولي، أي إن الصداع بحد ذاته هو المشكلة الطبية الرئيسة وليس ناجماً عن حالة طبية أخرى كأمراض الأسنان أو الجيوب أو غيرها (1).

وتفتقر أنسجة الدماغ نفسها إلى أعصاب حساسة للألم وبالنتيجة فهي لا تشعر بالألم، ويحدث الصداع عندما تتفاعل النهايات العصبية الحساسة للألم، التي تسمى مستقبلات الألم، مع محرضات الصداع مثل: توتر العضلات، والتعرض لبعض الأطعمة أو بعض عوامل الطقس مثل الرطوبة العالية والحرارة الشديدة، وتُرسَل رسائل حسيّة عبر أعصاب خاصّة إلى أجزاء الدّماغ المسؤولة عن الإحساس بالألم.

 إضافة إلى ذلك فقد تتدخل أجزاء أخرى من الدماغ أيضاً بوصفها جزءاً من هذه العملية، مما يسبب لدى مرضى الشّقيقة أعراضاً أخرى غير الألم (2).

ويتميز الصداع النصفي بنوبات متكررة من الخفقان المعتدل إلى الشديد، والألم النابض في جانب واحد من الرأس.

وينجم الألم عن تنشيط الألياف العصبيّة الموجودة داخل جدر الأوعية الدّموية في الدّماغ، التي تنتشر داخل السحايا.

والشقيقة هي أكثر بكثير من مجرد ألم، إذ قد يعاني بعض المرضى حساسيّة للضّوء والصّوت والروائح والحركة، ولذلك فقد يُلاحَظ في هذا النوع من الصداع مجموعة من الأعراض الأخرى غير الألم مثل الغثيان والإقياء والدوار وغيرها (2).

ويعتمد نوع علاج الصّداع على عوامل كثيرة بما في ذلك نوع الصّداع وعدد مرات حدوثه وسببه.

ويهدف العلاج على نحو رئيس إلى تخفيف الأعراض ومنع حدوث هجمات إضافية.

ويتحقق ذلك على نحو أساسي عن طريق تدابير متعددة كتجنب مسببات الصّداع النصفي، وأخذ الأدوية واستخدام علاجات الصداع النصفي البديلة وغيرها (1,2).

وهناك وسائل كثيرة تعزز نمط الحياة والصحة الجيدة عموماً، وهي ذاتها يمكن أن تقلل أيضاً عدد نوبات الصداع النصفي وألمه مثل: تغيير نمط الحياة، وممارسة الرياضة، وتجنب الأطعمة والمشروبات التي تحرّض الصداع، وتناول وجبات منتظمة مع كميات كافية من الماء، ووضع جدول نوم ثابت (1,2).

وقد رأت بعض الأبحاث كذلك أن استخدام الكمادات الباردة قد أثبت فعاليته في تخفيف أعراض الصداع النصفي، وهي ليست طريقة جديدة بل هي مستخدمة منذ أكثر من 150 عاماً، وهي أشيع مناورة استخدمت لعلاج الشقيقة غير المترافقة مع نسمة، إذ يمكن تطبيق هذه الطريقة العلاجية بطرائق متعددة منها تطبيق الثلج على الجزء الأمامي للعنق بقصد تبريد الشرايين السباتية (3).

برأيك، هل هناك علاجات لأمراض أخرى ما زالت تستخدم رغم قدمها؟

المصادر: