الطب > مقالات طبية

اليوم العالمي للتوعية بالمهق

يحتفل العالم في الثالث عشر من شهر حزيران من كل عام باليوم العالميّ للتوعية بالمهق (1). ويُعدُّ المهق مجموعةً من الأمراض الوراثية الجسمية المتنحية النادرة غير المعدية، والتي ترتبط بنقص أو غياب الميلانين في عدد من الأنسجة منذ الولادة.

وأكثر ما يُلاحظ في الجلد، الشعر والعينين (1,2).

مع العلم أن الميلانين مادةٌ طبيعيّة في الجسم تُعطي ألوان الشعر والجلد وقزحيّة العين، إضافةً للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية، وتطور البنى العينية والسبل العصبية البصرية (2,3).

عموماً، الخلايا الميلانينية تُشتق من خلايا تُدعى خلايا العرف العصبي والتي تتطور خلال المرحلة الجنينية، فتهاجر هذه الخلايا إلى عدة أعضاء ومنها الجلد والعينين والشعر والأذن الداخليّة وتتمايز فيها.

وتحتوي الخلايا الميلانينية على عضيات متخصصة لإنتاج الميلانين، ويُصنع على عدة خطوات بواسطة عدة أنزيمات.

لذلك تبقى نسبة الخلايا عند الشخص المصاب بالمهق طبيعيّة، أما الأنزيمات المصنّعة للميلانين فهي التي تُصاب بالمهق (2).

وقد يغيب لون الجلد والقزحية والشعر لدى مريض المهق، أو يتظاهر بجلد وأشعار أفتح من اللون الطبيعي، وكذلك قد يتظاهر ببقع يغيب فيها لون الجلد.

ويترافق المهق مع حَوَل العينين الأنسي، وحساسية من الضوء، وحركة عينين سريعة، ومشكلات في الرؤية أو عمىً وظيفي (3).

وإن أغلب الأشخاص المصابين بالمهق يموتون في الثلاثينيات والأربعينيات من عمرهم بسبب سرطان الجلد (1).

وتوجد أنماط كثيرة للمهق، فيُعدُّ المهق الجلدي العينيّ من أشدّ الأنماط، فالمصابون بهذا النمط يملكون شعراً وجلداً وعيوناً بيضاً أو ورديّةً ومشكلات في الرؤية.

أما النمط العيني الأول فيؤثر فقط في العينين، فيكون لون الجلد والعينين طبيعيَّاً وعند فحص العين تظهر الشبكية بلا لون، وتوجد أنماط أخرى منها ما يترافق مع أمراض نزفيّة ورئوية وكلوية ومعوية (2,3).

وعلى الرغم أن الاختبارات الجينيّة مشخصّة، إلا أن تكاليفها العالية لا تجعل منها اختبارات روتينية، فعادةً ما يكون التشخيص سريريَّاً بملاحظة مظهر الجلد والشعروالعينين وبتخطيط الشبكية بمساعدة طبيب العيون لاكتشاف المشكلات البصرية المصاحبة للمهق (2,3). والتشخيص المبكر بالغ الأهميّة لتدبير الأعراض العينية وتحسين إمكانية الرؤية (2).

ويعتمد العلاج على حماية الجلد والعينين من الشمس وذلك بتجنب الحروق الشمسية باستخدام الواقيات الشمسية ذات العامل الواقي الشمسي المرتفع  (Sun Protection Factor SPF) أو بارتداء الملابس التي تغطي كامل الجسم وتجنب الأدوية المسببة للحساسية الضيائية، إضافةً لارتداء نظارات شمسية تحمي من الأشعة فوق البنفسجية لتحسين الحساسية الضوئية، وتوصف النظارات الطبية لتصحيح مشكلات الرؤية أو إجراء عملية جراحية على عضلات العين لتصحيح حركة العينين السريعة (2,3).

مع العلم أنه لا يمكن تجنب الإصابة بالمرض إلا من خلال الاستشارة الجينيّة قبل الزواج (3).

وزيادة الوعي العالمي وانخراط هؤلاء الأشخاص في مجتمعات البلدان المتقدمة.

هل نجحت برأيكم وسائل التوعية بهذا المرض في مساعدة المرضى على الانخراط في مجتمعاتنا؟

المصادر:

1. International Albinism Awareness Day 13 June [Internet]. U.S: United Nations; [cited 2024 June 6]. Available from: هنا

2. Federico JR, Krishnamurthy K. Albinism [Internet]. StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2024. [cited 2024 June 6]. Available from: هنا;

3. Albinism: MedlinePlus Medical Encyclopedia [Internet]. U.S: Medlineplus; 2018 [updated 2021 Jan 11; cited 2024 June 6]. Available from: هنا