الطب > معلومة سريعة
هل يُمكن أن تختلف مقاومة الأنسولين بين الجنسين؟!
الأنسولين هو أحد الهرمونات المُهمّة في الجسم، وهو يُفرَز على نحو أساسي من البنكرياس، ويُنسّق عمله غالباً مع هرمون آخر وهو الغلوكاغون لتعديل مستويات الغلوكوز (السكر) في الدّم.
إضافة إلى ذلك، يحفز الأنسولين تخزين الغلوكوز في الكبد، والعضلات والأنسجة الدّهنية، ممّا يؤدّي إلى زيادة الوزن عموماً.
وهو يؤدي مجموعة واسعة من العمليات الفيزيولوجيّة أيضاً مما يجعله ذا أهمية بالغة وله دور بارز في أمراض مُزمنة عديدة.
بعد إفراز الأنسولين وانتشاره في الجسم يرتبط بمستقبلاته (IRs - Insulin Receptor Substrate) الموجودة على أغشية الخلايا المستهدفة ليستطيع المباشرة بعمله (1).
وعند حدوث انخفاض في استجابة الأنسجة المستهدفة للمستويات الفيزيولوجيّة للأنسولين يحدُث مايُعرَف بمقاومة الأنسولين، التي تتسبب في عديد من الأمراض الآخذة بالانتشار حديثاً كالمتلازمة الاستقلابيّة، والداء السكري من النوع 2، والداء الكبدي الدهني غير الكحولي (NAFLD - nonalcoholic fatty liver disease) وتصلب الشرايين.
وعلى الرغم من أن الآلية الأساسيّة لمقاومة الأنسولين ليست مفهومة بالكامل، لكن دراسات وبائيّة عديدة خلصت إلى أن المحتوى الدّهني الزّائد النّاجم عن السّمنة هو السّبب الرّئيس لها ولمرض السكري نمط 2، فالأشخاص الذين يُعانون السّمنة المُفرطة هم أكثر عرضة بـ 80 مرة للإصابة بمرض السكري نمط 2.
وتبيّن أيضاً وجود علاقة عكسيّة بين تركيز الأحماض الدّهنيّة في البلازما وحساسيّة الأنسولين في حالة تطابق العمر ومؤشر كتلة الجسم (2).
تَظهر مقاومة الأنسولين لدى الرّجال أكثر من النّساء، فالعديد من جوانب توازن الطّاقة واستقلاب الغلوكوز تُنظم على نحو مختلف لدى الجنسين وتؤثر بدورها في استعدادهم للإصابة بالأمراض.
إذ ينتشر مرض السّكري بين الرّجال أكثر من النّساء، وتماشياً مع ذلك يكون الذّكر أكثر عرضة للإصابة بالسّمنة، ومقاومة الأنسولين وارتفاع السكر في الدم مقارنة مع الإناث.
تظهر النّساء أيضاً خلال حياتهم الإنجابيّة خصوصيات في تقسيم الطّاقة مقارنة مع الرّجال، مع استخدام الكربوهيدرات والدّهون بوصفها مصادر للوقود، التي تفضل تخزينها في الأنسجة الدّهنية تحت الجلد والحفاظ عليها بدلاً من تراكم الدهون الحشوية وخارج الرّحم (3).
استخدم مُشعر AdipolR في إحدى الدراسات وهو (مؤشر مقاومة النسيج الشحمي للأنسولين في الجسم الحي) في النساء والرّجال.
وتبيّن أن قيم المشعر لدى الرجال أعلى من النساء ولكن فقط عند وجود السّمنة (مؤشر كتلة الجسم 30 كغ/م2 أو أكثر).
ففي حالات السّمنة كانت حساسيّة الأنسولين في الخلايا الشّحمية أقل بعشرة أضعاف، وكان المعدّل الأساسي لتحلل الدّهون أعلى مرتين عند الرّجال من النساء (4).
وعلى الرغم من أن هذه المزايا الجنسيّة تختفي جميعها عندما يتدهور تحمّل الغلوكوز تجاه مرض السّكري، يُعد تفسير السّمات الخاصّة بالجنس في توازن الطّاقة و توازن الغلوكوز موضوعاً ذا أولوية بالفعل لتحسين الأساليب الفرديّة في الوقاية من مرض السكري 2 وعلاجه (3).
المصادر:
2. Lee SH, Park SY, Choi CS. Insulin Resistance: from Mechanisms to Therapeutic Strategies. Diabetes & metabolism journal [Internet]. 2021 [cited 2024 june 19];46(1):15-37. Available from: هنا
3. Tramunt B, Smati S, Grandgeorge N, Lenfant F, Arnal JF, Montagner A, et al. Sex differences in metabolic regulation and diabetes susceptibility. Diabetologia [Internet]. 2019 [cited 2024 june 19];63(3):453–61. Available from: هنا
4. Arner P, Viguerie N, Massier L, Mikael Rydén, Astrup A, Blaak E, et al. Sex differences in adipose insulin resistance are linked to obesity, lipolysis and insulin receptor substrate 1. International Journal of Obesity [Internet]. 2024 [cited 2024 june 19]. Available from: هنا