الغذاء والتغذية > حميات وأنظمة غذائية
النظام الغذائي الغني بالدهون قد يزيد شعورك بالقلق
الأشخاص الذين يعانون السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق واضطرابات الصحة العقلية الأخرى، وقد حُددت من بين العوامل المتداخلة في هذه الحالة الأنظمة الغذائية عالية الدهون بصفتها مسهمًا محتملًا في كل من السمنة والقلق، فقد تغيّر هذه الأنظمة ميكروبيوم الأمعاء لدينا -وهو الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك البكتيريا، والفطريات، والفيروسات، التي تعيش في الجهاز الهضمي، والأمعاء هي الموقع الرئيس للميكروبيوم البشري- أيضًا. وقد يكون ميكروبيوم الأمعاء هو الرابط الرئيس، لأنه قد يؤثر في العوامل الأيضية المرتبطة بالسمنة، ويؤثر في السلوك الشبيه بالقلق عن طريق محور الأمعاء الدقيقة والدماغ، وقد تساعد هذه الارتباطات -جزئيًّا- على تفسير سبب حدوث السمنة والقلق معًا في كثير من الأحيان (1,2).
بحثت دراسة جديدة في آثار اتباع نظام غذائي عالي الدهون على مدى 9 أسابيع على الجرذان، للتعمق أكثر في العلاقات المعقدة بين الأنظمة الغذائية عالية الدهون والسمنة والقلق وميكروبيوم الأمعاء، وحللت الدراسة التحولات في ميكروبيوم الأمعاء، ومحور الميكروبيوم-الأمعاء-الدماغ، وأنظمة السيروتونين -هرمون السيروتونين- في الدماغ، ويُعرف أنه تؤثر هذه الأنظمة في كل من القلق والتمثيل الغذائي (3).
تشير النتائج إلى أن السمنة الناجمة عن اتباع نظام غذائي عالي الدهون قد تترافق مع تغيّر الإشارات على طول محور الدماغ الميكروبيوم والأمعاء وهرمون السيروتونين، مما يؤدي إلى زيادة السلوكيات المرتبطة بالقلق لدى الجرذان، وبعبارة أخرى، فإن السمنة الناجمة عن اتباع نظام غذائي غني بالدهون قد تعطل بكتيريا الأمعاء ومسارات إشاراتها إلى الدماغ، وقد يؤثر هذا في نهاية المطاف في المواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالقلق (3,4).
وأظهرت النتائج أن الجرذان التي تغذت على نظام غذائي غني بالدهون اكتسبت مزيدًا من الوزن والدهون في الجسم، وكان لديهم تنوع ميكروبيوم أمعاء أقل بكثير أيضًا، الذي يرتبط عمومًا بتدهور الحالة الصحية. وكان لهذه الجرذان نسبة أعلى من بكتيريا Firmicutes إلى Bacteroidetes أيضًا، وهي علامة على اختلال الميكروبيوم dysbiosis التي ما ترتبط بالسمنة والنظام الغذائي الغربي غالبًا. فضلًا عن أنه أظهرت المجموعة التي اتبعت نظامًا غذائيًِّا عالي الدهون تعبيرًا متزايدًا عن الجينات المرتبطة بإنتاج السيروتونين والإشارات داخل نواة الرفاء الظهرية في جذع الدماغ، وترتبط هذه المنطقة من الدماغ بالتوتر والقلق (3).
وأوضح مؤلفو الدراسة أنه على الرغم من أن السيروتونين -غالبًا- ما يُنظر إليه على أنه "مادة كيميائية سعيدة"، فإن بعض الخلايا العصبية السيروتونين قد تثير خوفًا مؤقتًا أو استجابات سلوكية تشبه القلق عند تنشيطها، وقد يؤدي عدم التوازن في المجتمع الميكروبي dysbiosis إلى زيادة نفاذية الأمعاء، والالتهابات الجهازية، وتغيير إشارات السيروتونين (3).
فعلى الرغم من وجود اختلافات بين الجرذان والبشر، إلا أن عديدًا من المسارات الفيزيولوجية والكيميائية الحيوية تُحفظ عبر الأنواع، والمبادئ الأساسية لمحور الميكروبيوم والأمعاء والدماغ، ولُوحظ في دراسات الجرذان، توفر رؤى قيّمة تنطبق على صحة الإنسان، وقد تؤثر كثيرًا التغيرات الناجمة عن النظام الغذائي في ميكروبيوم الأمعاء في وظائف المخ وسلوكه من خلال آليات مماثلة في كل من الجرذان والبشر، ولقد أكدت الدراسات البشرية النتائج التي توصلت إليها نماذج القوارض، التي تبيّن أن التدخلات الغذائية قد تعدل ميكروبيوم الأمعاء، وتؤثر في مستويات السيروتونين، وتؤثر في الصحة العقلية (3,4).
في حين أن نتائج الدراسة تقدم نظرةً ثاقبة للتدخلات العلاجية المحتملة للصحة العقلية، إلا أن الآليات الكامنة وراء التغييرات المرصودة لم يُحقق فيها مباشرةً، وتحتوي الدراسة الحالية على قيود أخرى ملحوظة أيضًا، كتضمين ذكور الجرذان من أعمار معينة حصريًّا، مما يثير تساؤلات عن إمكانية تطبيق النتائج على الإناث أو مراحل الحياة الأخرى (3).
الأطعمة التي ينصح بها لتحسين ميكروبيوم الأمعاء، وإشارات الأمعاء والدماغ، وخفض القلق:
- الأطعمة الغنية بالأوميغا 3: الأسماك الدهنية وبذور الكتان وبذور الشيا وبذور القنب والجوز.
- الأطعمة المخمرة الغنية بالبروبايوتيك: لبن الزبادي الغني بالبكتيريا المفيدة، والكفير، ومخلل الملفوف، والكيمتشي، والتيمبيه.
- الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتيك: الثوم، والبصل، والكراث، والهليون، والموز، والشوفان.
- الخضر الورقية الداكنة: السبانخ، واللفت، والسلق السويسري، والجرجير، والكرنب الأخضر.
- التوت: التوت الأزرق، والفراولة، والتوت، والتوت الأسود.
المصادر: