خزعة الجلد تُشخِّص داء باركنسون!!

داء باركنسون هو مرضٌ يُصيب الجهازَ العصبيّ وأجزاءَ الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب، إذ تتدهور وظائفها تدريجيًّا. تبدأ الأعراض ببطء وتكون بسيطة وغير ملحوظة في المراحل المبكرة، وتشمل الرعاش والبطء في الحركة وكذلك صلابة العضلات المُسبّبة لصعوبة الحركة وفقدان تعابير الوجه، إضافةً إلى الألم المُرافق لهذه التشنجات،  فقد تحدث اضطرابات في التوازن.

عادةً ما تختلف هذه الأعراض بشدّتها وترتيب حدوثها من شخص إلى آخر وتتدهور مع تقدُّم المرض (2,1).

ليس هناك اختبار مُحدّد لتأكيد تشخيص داء باركنسون، إذ يُعتَمد التشخيص حاليًّا على القصة السريرية والسوابق المرضية والفحص السريري والعصبي (3).

ومع ذلك يجري العمل للبحث عن اختبارات دقيقة للتشخيص، إحدى الدراسات الصاعدة في هذا المجال وجدت أنّ نسبة كبيرة من مرضى باركنسون لديهم إيجابية لما يُعرَف ببروتين ألفا-سينوكلين المفسفر phosphorylated α-synuclein، فقد وُجِد أنَّ اختبار كشف هذا البروتين في خزعة الجلد (وهو اختبار غازٍ بالحدود الدنيا) يتمتع بدقة تشخيصية تصل إلى 88.9%.

كذلك فقد لُوحِظ أنّ مستويات هذا البروتين تكون أعلى عند المرضى المصابين بداء باركنسون منذ مدة طويلة، وأيضًا المرضى بمراحل متقدمة من هذا الداء، لذلك يمكن استخدام الاختبار بوصفهِ دليلًا على درجة تقدم المرض ومرحلته (4-6).

استخدمت الدراسة عدّة طرائق لكشف بروتين ألفا-سينوكلين المفسفر في خزعة الجلد، ومع اختلاف هذه الطرائق فإنّ الأهم هو مكان أخذ هذه الخزعات (إذ أعطت خزعة جلد الكاحل نتائج أكثرَ دقة) وكذلك نمط البروتين المُكتشَف فبعضها كان أكثر حساسية ونوعية لداء باركنسون من غيرها (4).

وقد أظهر كشف هذا البروتين في خزعة الجلد حساسية بدرجات مختلفة لعدة أنواع أخرى من الاضطرابات التي يطلق عليها اسم اضطرابات السينوكلين synucleinopathies والتي تشمل داء باركنسون وخرف أجسام ليوي والضمور الجهازي المُتعدد واضطراب الجهاز الذاتي الصرف (6).

بالطبع فإنّنا لا نزال بحاجة لمزيدٍ من الأبحاث لتحديد الدور المُحتمل لخزعة الجلد في كشف بروتين ألفا-سينوكلين المفسفر في الحياة العملية والسريرية (6).

المصادر: