الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة

الأوكسيتوسين (هرمون الحب) وتأثيره في الوزن

الأوكسيتوسين (Oxytocin - OT) هو ببتيد عصبي يُفرَز من الخلايا تحت المهادية في الدماغ، ويتوسط عديد من التفاعلات الفيزيولوجية مثل الإنجاب والإرضاع، وتشكيل السلوكيات الاجتماعية الإيجابية، إضافةً إلى استقلاب الطعام والطاقة في الجسم، والتحكُّم في الأكل العاطفي. من هنا أُجريَ عديد من الدراسات من أجل معرفة مدى قدرة هذا الهرمون على محاربة وعلاج السمنة (1,2).

دور الأوكسيتوسين في سلوكيات/تناول الطعام:

قد يؤثر الأوكسيتوسين في تكوين الجسم من خلال التأثير المباشر لمستقبلات الهرمون OTRs في الخلايا الشحمية التي تعبُر هذه المستقبلات، أو من خلال التأثير غير المباشر من خلال إسقاطات متعددة المشابك الصادرة من النواة الوطائية المجاورة للبطين (PVN) إلى كل من الأنسجة الدهنية البيضاء الأريبية (IWAT) والبريخية (EWAT) (2).

وقد أُجريت دراسات عديدة على حيوانات التجارب وعلى البشر من أجل تحديد تأثير هذا الهرمون في الوزن، أظهرت نتائجها أنّ الفئران التي عُطّلَت مستقبلات الأوكسيتوسين عندها استهلكت المحاليل الحلوة والأطعمة المحلاة والكربوهيدرات أكثر من الفئران البرية، واستهلكت السكروز بمعدل أعلى من الدهون. وقد أظهرت النتائج أن للجنس تأثيرًا في دور الأوكسيتوسين، إذ قلّلَ استهلاكَ الطعام لدى ذكور الجرذان أكثر من إناث الجرذان (2).

وفي التجارب السريرية على البشر، بيّنت النتائج أن إعطاء الأوكسيتوسين للبشر الأصحّاء والبدينين على حد سواء كان له تأثير في تقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم، إضافةً إلى تقليل تناول الأطعمة بين الوجبات (snacks) وتقليل الأكل العاطفي والسلوكيات المحفزة للطعام، وأدى العلاج بالأوكسيتوسين عن طريق الأنف إلى تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي نسبةً عاليةً من الدهون والكربوهيدرات، مما أدى إلى فقدان الوزن، أي أنه يُقلّل تناولَ الطعام بطريقة تعتمد على المغذيات الكبيرة، مما يُقلل على نحوٍ تفضيلي من تناول الأطعمة الحلوة والمستساغة (3).

ممّا سبق يمكننا أن نقول أن الأوكسيتوسين والتدخلات التي تستهدف المسارات ذات الصلة لزيادة تأثير الأوكسيتوسين هي عوامل واعدة في علاج السمنة والاضطرابات الأيضية، بما في ذلك داء السكري. ومع ذلك، يجب أخذ بعض النقاط المهمة في الاعتبار عند تطوير علاجات الأوكسيتوسين، بما في ذلك قصر عمر النصف، وقلّة المعلومات عن آثاره الجانبية وأمان الاستهلاك (4).

مع أن الدراسات التي تبحث في الآثار الجانبية للأوكسيتوسين على البشر أظهرت أنّ إعطاءَه عن طريق الأنف لم يسفر عن أي تغييرات تذكر لدى المتلقين ولم يسبب أي آثار جانبية ثابتة، لم يرتبط بنتائج ضارة عندَ إعطائه على المدى القصير بجرعات تتراوح بين 18-40 وحدة دولية. ولكن ينبغي الحذر عند إعطائه لمرضى ضغط الدم المرتفع والأمراض القلبية الوعائية (2).

 هناك بعض السلوكيات الغذائية التي يمكن أن ترفع من نسبة هرمون الأوكسيتوسين في الجسم أهمها الكافيين (5) والمغنيزيوم (6)، بالإضافة إلى أن بعض الدراسات أظهرت أن تناول وجبات الطعام مع أشخاص مقربين تزيد من إفراز الأوكسيتوسين (7).

المصادر:

1-    Niu J, Tong J, Blevins JE. Oxytocin as an Anti-obesity Treatment. Frontiers in Neuroscience [Internet]. 2021 Oct 13 [cited 2024 Jul 14];15. Available from: هنا
2-    Hong SM, Ko JK, Moon JJ, Kim YR. Oxytocin: A Potential Therapeutic for Obesity. Journal of Obesity & Metabolic Syndrome [Internet]. 2021 Apr 5 [cited 2024 Jul 14]; Available from: هنا
3-    Liu CM, Spaulding MO, Rea JJ, Noble EE, Kanoski SE. Oxytocin and Food Intake Control: Neural, Behavioral, and Signaling Mechanisms. International Journal of Molecular Sciences [Internet]. 2021 Oct 8 [cited 2024 Jul 14];22(19):10859. Available from: هنا
4- Lawson EA. The effects of oxytocin on eating behaviour and metabolism in humans. Nature Reviews Endocrinology [Internet]. 2017 Sep 29 [cited 2024 Jul 14];13(12):700–9. Available from: هنا
5- Wu L, Meng J, Shen Q, Zhang Y, Pan S, Chen Z, et al. Caffeine inhibits hypothalamic A1R to excite oxytocin neuron and ameliorate dietary obesity in mice. Nature Communications [Internet]. 2017 Jun 27 [cited 2024 Jul 19];8(1). Available from: هنا
6- Bharadwaj VN, Meyerowitz J, Zou B, Klukinov M, Yan N, Sharma K, et al. Impact of Magnesium on Oxytocin Receptor Function. Pharmaceutics [Internet]. 2022 May 21 [cited 2024 Jul 19];14(5):1105. Available from: هنا
7- Wittig RM, Crockford C, Deschner T, Langergraber KE, Ziegler TE, Zuberbühler K. Food sharing is linked to urinary oxytocin levels and bonding in related and unrelated wild chimpanzees. Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences [Internet]. 2014 Mar 7 [cited 2024 Jul 19];281(1778):20133096. Available from: هنا