الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة
حساسيّة التوت: الأسباب والتّعامُل معها
هناك ارتباطٌ وثيقٌ بين محتوى البوليفينول والنشاط المُضاد للأكسدة في ثمار التوت الأزرق. من المُثير للاهتمام أنَّ صنف 'Indygo' أظهرَ أعلى تركيز للمركبات النشطة حيويًّا، لكنَّه في الوقت نفسه سجل أعلى إمكانية للتسبُّب بالحساسية (1). وفي توت غوجي، تبيَّن أنّ بروتينات معيّنة تؤدّي دورًا رئيسًا في إثارة الحساسية (2). في المقابل، أظهر بروتين نقل الدهون (LTP) تفاعلًا أضعف. من المهم ملاحظة أنّ النمط المناعي للحساسية قد يختلف حسب المنطقة الجغرافية (2).
كذلك فقد وثِّقَت حالة لتفاعُل تحسسي شديد (تأق) ناتج عن استهلاك توت غوجي. في هذه الحالة، يبدو أنّ البروتينات الناقلة للدهون (LTPs) كانت مسؤولة عن التحسس. الأمر المثير للقلق هو وجود تفاعل متصالب مع الطماطم، ممّا يُسلّط الضوء على المخاطر المُحتَملة لاستهلاك التوت الغوجي لدى بعض الأشخاص (4). إحصائيًّا، 77% من الأشخاص المصابين بحساسية الطعام النباتي أظهروا حساسية محتملة تجاه التوت الغوجي. تؤدّي البروتينات الناقلة للدهون (LTP) دورًا رئيسًا في هذا التفاعل المتصالب. ما يثير القلق أكثر هو أنّ 89% من الأشخاص الذين أظهروا نتائج إيجابية في اختبار الجلد لم يسبق لهم تناول التوت الغوجي، ممّا يستدعي توخي الحذر الشديد عند استهلاكه لأول مرة (4).
كشفت الدراسات عن نمط مُعقّد وغير متوقع من تفاعلية الأجسام المضادة IgE في الثمار الصغيرة من فصيلة الوردية، مثل الفراولة والتوت والعليق. حُدّدَت عدة نسخ من بروتينات PR-10 و PR-14 في هذه الفواكه، ممّا يشير إلى إمكانية كبيرة للتسبُّب بالحساسية وتفاعلات متصالبة (5).حددت الدراسات بروتينات مختلفة في التوت الجوجي يمكن أن تثير تفاعلات تحسسية، فقد كان الفيسيلين واللغومين وبروتين الجلوبيولين 11S أكثرَ تفاعلًا. هذه البروتينات ضرورية لفهم الإمكانية المسببة للحساسية في التوت الجوجي (6). رغم أنّ التوت الجوجي معروف بقيمته الغذائية العالية وفوائده الطبية، غيرَ أنّ بروتيناته المسببة للحساسية تُشكّل مخاطر كبيرة للأفراد الحساسين. لذا، من الضروري فهم هذه المخاطر لضمان الاستهلاك الآمن (7).
في دراسة للفراولة، وُجد أنّ صنف 'Shenyang' يحتوي مستوياتٍ أعلى من مسببات الحساسية Fra a 1.05. هذا الاكتشاف يشير إلى وجود علاقة مُعقّدة بين قدرة النبات على مقاومة الأمراض وزيادة إمكانية التسبب بالحساسية (3). تأثر الإمكانات المسببة للحساسية في الفراولة في عوامل بيئية متعددة، بما في ذلك النمط الجيني وطرائق الزراعة والمعالجة. على سبيل المثال، الفراولة المجففة في الفرن أو تحت أشعة الشمس تحتوي مستوياتٍ أقل من مسببات الحساسية Fra a 1 بسبب المعالجة الحرارية. ولوحظ تباين موسمي في مستويات Fra a 1، مع تراكم مستويات أعلى في فصل الشتاء، ممّا يشير إلى تأثير ظروف الإجهاد البيئي مثل البرد في حساسية الفراولة (8,9).
فهم الآليات المُعقّدة للحساسية تجاه التوت يتطلّب مزيدًا من البحث والدراسة. في الوقت الحالي، يُنصَح الأشخاص الذين يعانونَ حساسيةَ الطعام بتوخي الحذر عند تناول أنواع جديدة من التوت، وإجراء اختبارات الحساسية قبل الاستهلاك إذا كان ذلك ممكنًا. ويجب الانتباه إلى التفاعلات المتصالبة المحتملة مع الأطعمة الأخرى.
المصادر: