كيف تؤثر مشاعرنا السلبية في صحة القلب؟

تعدّ تجربة المشاعر السلبية -كالغضب والقلق والحزن- أمرًا شائعًا نتعرض له يوميًّا، ولكن هل تساءلت يومًا عن تأثير تلك المشاعر في صحة القلب والأوعية الدموية وأنّها قد تكون أحد عوامل خطر الإصابة بأمراضهما؟

في دراسة صغيرة أجراها مجموعة من الباحثين؛ وُجِد أنَّ إثارة مشاعر الغضب قد أثّرت سلبًا في خلايا بطانة الأوعية الدموية وذلك بإضعاف توسُّع الأوعية، ومن ثمَّ إصابة الخلايا البطانية وتعطيل قدرتها التعويضيّة، ويُعدّ ذلك الخلل البطانيّ المُسبّبَ المُبكِّرَ الكامنَ وراء تصلُّب الشرايين وظهور الأمراض القلبية الوعائية (1).

وقد لوحظ في دراسة أخرى زيادة في مستويات الإندوثيلين-1 (Endothelin-1) بعد التعرّض للضغط النفسي والاجتماعيّ، والذي يُعدّ مُضيّقًا قويًّا للأوعية ووسيطًا مهمًّا في تطور الأمراض القلبية الوعائية (2).

كذلك قد أشارت عديدٌ من الأبحاث إلى أن الضغط النفسي المستمر يمكن أن يؤدي إلى خلل المحور الوطائي النخامي الكظري، ومن ثم تغييرات في إفراز الهرمونات الإجهادية مثل الكورتيزول والأدرينالين، وهو ما لوحظ لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب؛ إذ تؤدي هذه التغيرات الهرمونية إلى عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وخلل في الاستجابة المناعية وبالتالي مستويات مرتفعة من الوسائط الالتهابية، ويؤثر هذا كلّه في فيزيولوجيا القلب والأوعية الدموية عبر الزمن ويزيد خطر الإصابة بأمراضهما (2).

من الواضح أنّ فهم الآثار النفسية والعاطفية في القلب يمكن أن يساعد على تحسين الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض القلبية. وبمعرفة كيفية تأثير الضغط النفسي والقلق في الخلايا البطانية؛ يمكن للأفراد اتخاذ خطوات نحو تقليل هذه التأثيرات السلبية، إذ يشدد الباحثون على أهمية التدابير الوقائية كالتقنيات الاسترخائية والنشاطات البدنية المنتظمة للمحافظة على صحة القلب ووظيفته على نحو أفضل (3). 

المصادر: