ما هو فيروس جدريّ القردة؟

يُعدُّ جدريّ القردةِ (MPOX) مرضاً فيروسيَّاً يسبّبهُ فيروس جدريّ القردةِ (Monkeypox Virus)، وهو مستوطنٌ على نحوٍ أساسيٍّ في وسطِ إفريقيا وغربها، وخصوصاً في دولةِ جمهورية الكونغو الديموقراطيّة (1,2,3,4).

وتظهر لجدريّ القردةِ عدةُ أعراضٍ خلالَ أسبوعٍ إلى ثلاثةِ أسابيعٍ من الإصابةِ وتختلفُ شدّتُها  وظهورُها من شخصٍ لآخر:

1. الطفحُ الجلديّ، والذي يدوم من أسبوعيّن لأربعةِ أسابيع وينتشرُ على ظهرِ وراحةِ اليدينِ والقدمينِ والمناطقِ التناسليةِ وعلى الظهرِ. 

2. الحمّى. 

3. الصداع. 

4. الآلامُ العضليّة. 

5. التعبُ وتورّمُ العقدِ اللمفاويةِ. 

6. التهابُ المستقيمِ. 

7. بثورٌ وقروحٌ تنتشرُ في الفمِ والحلقِ والشرجِ والمهبلِ والعينين (1,2,3).

وبالنسبةِ لانتشارِ العدوى فلها عدةُ طرقٍ، فقد تنتشرُ العدوى من الحيوانِ للإنسانِ إمّا عن طريقِ ملامستهِ أو أكلِ اللحومِ المصابة منها وأكثرُ ما يُصابُ من الحيواناتِ القوارضُ والسناجبُ والقردةُ والكلابُ.

وأيضاً قد تنتشرُ العدوى من إنسانٍ مصابٍ إلى آخرٍ سليمٍ على نحوٍ رئيس، وذلك عن طريقِ الملامسةِ اللصيقةِ، والاتصالِ المباشرِ والجنسِ، واستخدام أدوات الشخصِ المصابِ، والوخزِ بالإبرِ الملوّثةِ والإفرازاتِ التنفسيّةِ واللّعابِ، وينتقلُ عبرَ المشيمةِ إلى الطفلِ خلال عمليةِ الولادةِ (1,2,3,4).

ويُشفى المُصاب بالمرض عادةً خلالَ أسبوعينِ لأربعةِ أسابيعَ، وخلالِها تُقدَم الرعاية الطبيّة العرضيّة، والتي تتمثّلُ بتسكينِ الآلامِ وخفضِ درجةِ الحرارةِ (1,2).

ولكن قد تتطوّرُ في بعضِ الأحيانِ مضاعفات شديدة عندَ المرضِ وخصوصاً عندَ الأطفالِ وذي المناعةِ المنخفضةِ ومصابي فيروسِ نقصِ المناعةِ المكتسبِ ومريضي السرطاناتِ والمعرضين للعلاجاتِ الكيميائيّةِ (1,2,3)، ومن هذه المضاعفاتِ الخطيرةِ:

1. التهابُ الدماغِ.

2. التهابُ الجلدِ الجرثوميّ.

3. التهابُ الملتحمةِ والتهابُ القرنيّةِ.

4. التجفاف.

5. الالتهاباتُ الرئويّةِ (2,3).

وقد تترافقُ هذه المضاعفاتِ مع نسبةِ وفاةٍ من 0.1% وحتى 10% حسبَ منظمةِ الصحةِ العالميّةِ (1).

أمّا عن آليةِ التشخيصِ فإنها تكون عن طريقِ الفحصِ السريريّ، بالإضافةِ إلى الفحوصاتِ المصليةِ والتي من خلالِها يُكشَف عن أضدادِ الفيروسِ وعن المادةِ الوراثيّةِ للفيروس بواسطة الـ PCR بعد أخذ مسحةٍ من البلعومِ، ويمكنُنا الاعتمادُ على الفحوصاتِ النسيجيةِ باستخدامِ المجاهرِ الالكترونيةِ. (3)

والسؤال الأهمّ عن هذا المرض هل تُوجد طرقٌ للعلاجِ والوقايةِ؟

الإجابةُ هي نعم، هناكَ بعضُ العلاجاتِ الفيروسيةِ المستخدمةِ؛ إذ أُقرَّ دواءٌ مضادٌ للفيروساتِ قد طُوّرَ لعلاجِ جدريّ القردةِ (تيكوفيريمات) في كانون الثاني/يناير 2022 من قبلِ الوكالةِ الأوروبيّةِ للأدويةِ لعلاجِ جدريّ القردةِ وما تزالُ الأبحاثُ عنه جاريّة لمعرفةِ مدى فعاليّتِه (1,4).

حاليَّاً، يوجد ثلاثةُ لقاحاتٍ لفيروسِ جدريّ القردةِ، وهي لقاحاتٌ حيّةٌ مضعفةٌ لجدريّ القردةِ (1,4).

وقد أثبتَتْ إحدى الدراساتِ أنّ غيرَ المطعمين باللقاحاتِ ذي عرضةٍ أكبرَ للإصابةِ بأربعةَ عشرَ ضعفاً مقارنةً بالأشخاصِ المطعمين (4).

وبحسبِ مركزِ مكافحةِ الأمراضِ الساريّةِ والمعديّةِ CDC فإنّ أخذَ اللقاحِ على جرعتينِ بفارقِ أربعةِ أسابيعٍ بينهُما يُعطي حماية عالية من الفيروسِ خلالَ أسبوعيّن من بعدِ أخذِ الجرعةِ الثانيةِ (5).

Picture from CDC:

هنا;

عموماً هناك بعض التوصيات العامة عند انتشار فيروس القردة ومنها:

1. تجنب الاختلاط الوثيق بالأشخاص المصابة والملامسة وخصوصاً إقامة علاقات جنسيّة.

2. المواظبة على تنظيف اليدين بالكحول وغسلهما بالماء والصابون جيداً.

3. تجنب استخدام أدوات الشخص المصاب. 

4. تجنب ملامسة الحيوانات وخصوصاً في مناطق انتشار الفيروس.

5. طهي اللحوم جيداً قبل أكلها (1).

وإذا ما كانَ أحدُ الأشخاصِ مصاباً بالفيروسِ من حولِنا فيجبُ عليه عزلَ نفسهِ وتجنّبَ الاختلاطِ بالآخرين وتجنّبَ الملامسةِ اللصيقةِ واستخدامَ المناديلِ عندَ السعالِ والعطاسِ ووضعَ الكماماتِ الطبيّةِ ويجبُ الاستمرارَ بهذهِ العمليّةِ حتّى تجفَّ البثور وتتقشّر وعندها يكونُ المصابُ قدّ شفيَ تماماً (1,2).

إن الأسبابَ التي دعت منظمةُ الصحةِ العالميّةِ لإعلانِ حالةِ الطوارئِ تتعلّقُ بظهورِ سلالةٍ جديدةٍ للفيروسِ تَنتشِرُ بسرعةٍ كبيرةٍ، وخصوصاً عبرَ الممارساتِ الجنسيّةِ والإبلاغ عن أكثر من 100 حالةٍ في الشهرِ الماضي في دولٍ لم يُعلن فيها سابقاً وجودِ إصاباتٍ بجدريّ القردةِ مثل كينيا ورواندا وأوغندا (6).

وأخيراً، فمن خلال اتخاذ التدابير الصحية والالتزام بتوصيات منظمة الصحة العالمية يمكننا أن نحمي أنفسنا من الإصابة إلى أن يُسيطرعلى المرض دون الوصول لمراحل الصعبة وحدوث جائحة عالمية أخرى خلال أقل من عقد. 

المصادر: