افسحوا المجال للمشاعر الجديدة؛ مراجعة فيلم Inside Out 2

تعود ديزني (Disney) وبيكسار (Pixar) إلينا بفيلم "Inside Out 2"، الذي يحمل توقيع المخرج كيلسي مان (Kelsey Mann)، إذ يعيدنا إلى العالم الملون والغني بالعواطف داخل عقل رايلي كما شاهدنا في الجزء الأول (Inside Out) الذي صدر عام 2015.

يتابع هذا الجزء رايلي التي أصبحت في ال13 من العمر مع دخولها سن المراهقة الحساس، فتستمر العواطف الأساسية : الفرح (Joy)، الحزن (Sadness)، الغضب (Anger)، الخوف (Fear)، والاشمئزاز (Disgust) في توجيهها. تتركز الحبكة عن صراع رايلي مع فترة البلوغ والاضطرابات العاطفية التي تُصاحبها والتي تؤدي إلى انضمام مشاعر جديدة ومميزة، مما  يؤدي إلى تعقيد عالمها الداخلي. لنتعرف إليهم سويًّا…

القلق (Anxiety): يجلب بُعدًا جديدًا للتوتر والضغوط النفسيّة التي تواجهها رايلي في مرحلة المراهقة. يقوم القلق بمحاولة إعادة تشكيل رايلي لتصبح أكثر إرضاءً للآخرين، مما يخلق صراعاتٍ داخلية جديدة. تميّزت بعينيها الجامحتين، وبؤبؤيها الصغيرين وشعرَها البرتقالي الأشعث.

الملل (Ennui): الملل يمثل الشعور بفقدان الاهتمام والرغبة، وهو شعور شائع خلال مرحلة المراهقة عندما تبدو الأشياء المُعتادة غير محفّزة، ممّا يفسر الإحباط الذي يشعر به المراهقون أحيانًا. تظهر هذه الشخصية النحيلة الفرنسية دائمة الانحناء ممسكة بهاتفها أغلب الأوقات ولا تكترث لشيء.

الحسد (Envy): الحسد يعكس شعور الرغبة في الحصول على ما لدى الآخرين، مضفيًا مزيدًا من التحديات الجديدة لحياة رايلي. هذه العاطفة تبرز في علاقاتها مع أقرانها، وخاصةً عندما تُقارن نفسها بالآخرين. وهي شخصية ضئيلة الحجم تمتلك عينين كبيرتين واسعتين مستعدة للانبهار بأي شيء. 

الإحراج (Embarrassment): الإحراج يسلّط الضوء على التجارب المحرجة التي تمر بها رايلي خلال نموها. هذه العاطفة تجعل من المواقف اليومية أكثرَ تحدّيًا وتزيدُ  التوترَ النفسي. تمتاز هذه الشخصية بالضخامة والتعرُّق الدائم وإخفاء الوجه بطريقة طفولية عندَ الإحراج.

الحنين (Nostalgia): الحنين يعكس شعور رايلي بالشوق إلى الأوقات الماضية، مما يعيد الذكريات ويؤثر في كيفية تعاملها مع الحاضر. هذا الشعور يظهر تأثير الأحداث الماضية في نفسية رايلي الحالية. تجسدّت هذه الشخصية بسيدة كبيرة في العمر تحتسي الشاي، جاهزة للحنين في أي وقت. 

إن إضافة هذه العواطف الجديدة يُضفي على الفيلم تعقيدًا وتنوّعًا عاطفيًا، مما يجعل من السهل للجمهور من جميع الأعمار الارتباط والاندماج مع  تجربة رايلي.

ومن الجدير بالذكر أن الفيلم مازال يحتفظ بسحرهِ وعمقهِ العاطفي كسابقهِ، على الرغم من أنّ بعض العواطف الجديدة مثل الحسد والإحراج والملل تفتقر إلى التأثير الذي تتمتع به الشخصيات الأصلية، خاصةً بالمقارنة مع شخصيات الجزء الأول مثل بينغ بونغ (Bing Bong) الذي يُعدّ من بين أعظم شخصيات الرسوم المتحركة في العقد الماضي. لكن لا ننكر أنّ الديناميكية في التعامل بين الفرح والقلق شكّل رؤىً جديدة عن ضغوطات الحياة للمراهقين. وأيضًا يتناول الفيلم مواضيعَ جادة، مثل الحاجة إلى إثبات الذات وتحديات الحفاظ على الصداقات خلال تغييرات الحياة الكبيرة.

نُوِّهَ بطريقة مُلفتة إلى المعتقدات الداخلية وكيف تنشأ مع المراهق. وعلى الرغم من أنّ بعض الحبكات والعناصر كانت متوقعة، غيرَ أنّ "Inside Out 2" ينجح في تقديم تجربة عاطفية ومسلية. يتردّد صداه لدى الجمهور من مختلف الأعمار، إذ يُحاكي بطريقة مؤثرة تعقيدات النمو العاطفي لدى هذا السن الحساس.

أمّا بصريًّا فإنّ "Inside Out 2" يُشكّل متعة حقيقية مع رسومات متحركة نابضة بالحياة وإعدادات خيالية تجلب عقل رايلي إلى الحياة. فقد أُدخِلتْ رسومات ثنائية الأبعاد (2D) وشخصية من ألعاب الفيديو في الفيلم بطريقة مُلفتة وفكاهية.

النجاح الملحوظ الذي حققه الفيلم هو بمثابة شهادة على الإبداع المذهل لفريق بيكسار كما عوّدنا دائمًا. إذ تجاوزت إيرادات الفيلم المليار دولار في شباك التذاكر العالمي (Global Box Office) في أقل من ثلاثة أسابيع منذ إصداره في 14 يونيو.

ملاحظة : الفيلم يناسب الطفل الكبير بداخلك قبل الأطفال الصغار

معلومات الفيلم:

العنوان: Inside Out 2

المخرج: Kelsey Mann

الكاتب: Meg LeFauve, Dave Holstein, Kelsey Mann

سنة إنتاج الفيلم: 2024

لغة الفيلم: الإنجليزية

مدة الفيلم: 96 دقيقة

المصدر: